ذكريات نهائي اليورو.. رأس «بيرهوف» تمنح الألمان اللقب وفرنسا تقتل حلم الطليان

لا صوت يعلو فوق صوت نهائي الحُلم الأوروبي، والمباراة التي تجمع منتخبي فرنسا والبرتغال في المباراة على لقب يورو 20016، حيث تتجه الأنظار نجو ملعب دون فرانس، بالعاصمة الفرنسية باريس، لمعرفة فارس الرهان بالقارة الأوروبية والبطل الذي سيعانق الأميرة ويسعد جماهيره في لقاء التتويج.
نهائي اليورو دائماً ما يشهد إثارة ومتعة طاغية تجبر العاشق للساحرة المستجيرة على متابعته بشغف بشتى ميوله وانتماءاته، حيث لم تخل المباريات النهائية للمسابقة من جنون اللعبة خاصةً خلال الربع قرن الأخير، وما هو ما سنرصده في السطور التالية:
رأس بيرهوف تعلو الجميع
يفجر المنتخب التشيكي المفاجأة ويبلغ نهائي نسخة 1996 التي استضافتها الأراضي الانجليزية، ليضرب موعداً مع منتخب الماكينات الألمانية، في مواجهة اتفق الخبراء على كونها سهلة ل«المانشاف»، إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن ويستمر تقدم التشيكيين حتى المنعطف الأخير من عمر النهائي، إلا أن نزول المهاجم الألماني أوليفر بيرهوف، والذي يقلب الطاولة على المنافس، ويدرك التعادل بكرة رأسية، ليحتكم الفريقان لوقت إضافي، تعود من خلال رأس بيرهوف للتعملق وتسجيل هدف الموت المفاجىء للتشيكيين، ليعانق الألمان الكأس الغالية.
سيناريو مجنون «فرنسا تقتل حلم الطليان»
يستعد المنتخب الإيطالي للاحتفال بتتويجه على حساب نظيره الفرنسي بأمم أوروبا نسخة 2000، والتي استضافتها هولندا وبلجيكا في تنظيم مشترك، حيث انتظر نجوم «الاّزوري» صافرة النهاية في ظل تقدمهم بهدف نظيف، واثقين من قدرة الدفاع الحديدي على التصدي للهجمات الفرنسية، إلا أن المهاجم الفرنسي ويلتورد يصدم الطليان بهدف التعادل في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، وسط دهشة الجميع، وتبوج الساحرة المستديرة بأسرارها المجنونة وتمنح الديوك التتويج في الوقت الاضافي عند طريق هدف عالمي للمهاجم ترزيجيه، والذي سدد بيسراه في شباك الحارس تولدو، في سيناريو دراماتيكي، وكأنها الرصاصة التي قتلت الطليان.
مفاجاّتان مدويتان للدنمارك واليونان
لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير الكرة الدنماركية يتوقع حصد منتخب بلاده للقب 1992 بالسويد، خاصةً وأن مشاركة الحارس العملاق بيتر شمايكل ورفاقه جاءت بمحض الصدفة عقب قرار «الويفا» بتجميد الاتحاد السوفيتي واقصاءه من المشاركة باليورو في تلك النسخة واستبداله بالمنتخب الدنماركي، الذي يحقق مفاجأة مدوية ويُتوج على حساب الألمان بثنائية تاريخية، لتتصدر معجزة الدنماركيين الصحف العالمية ويصبحوا محط أنظار العالم أجمع.
المنتخب اليوناني كرر سيناريو نظيره الدنماركي مجدداً ولكن هذه المرة في نسخة 2004 بالبرتغال، فأطاح أحفاد الاسكندر الأكبر بعدة منتخبات عملاقة، حتى بلغ المباراة النهائية أمام صاحب الأرض والتنظيم المنتخب البرتغالي المكتظ بالنجوم على رأسهم لويس فيجو ونونو جوميتش، إلا أن الضربات الثابتة والكرات الرأسية التي قهر بها اليونانيون عمالقة اللعبة بهذه النسخة، عجز البرتغاليون عن ايقافها، لياتي من واحدة منها هدف التتويج لأحفاد الإسكندر في مفاجأة دوى صداها الأوساط الرياضية بجميع دول العالم.
احتكار الماتادور الإسباني
ويعتلي المنتخب الإسباني عرش الكرة الأوروبية متربعاً على القمة، مغرداً وحده في سماء القارة البيضاء، من خلال تتوجيين متتاليين بيورو 2012 و2016، للمرة الأولى في تاريخ المسابقة، والتي لم يسبق لأحد الصعود على منصات تتويجتها في مشهدين متتاليين، فيقهر الماتادور الإسباني ماكينات ألمانيا ويعطل انتاجها في نهائي 2012 عن جدارة واستحقاق، ثم يعود لدك حصون المنتخب الإيطالي بهزيمة قاسية بالأربعة بنهائي 2016، ليحتكر الماتادور اللقب بأداء فني مميز أبهر العالم بطريقة «التيكي تاكا»، تحت قيادة فنية محنكة من خارج الخطوط للمخضرم ديل بوسكي.