أزمة «العطش» تتصاعد في المحافظات

تواصلت أزمة نقص مياه الشرب فى المحافظات، ففى محافظة الدقهلية تجمهر المئات من أهالى قرية الملعب بمركز بلقاس، أمس، أمام مسجد القرية احتجاجًا على عدم وصول مياه الشرب إلى القرية منذ 20 يومًا، وهددوا بقطع خط المياه الذى يصل إلى قرية دميانة، كما هددوا بالتوجه للاعتصام أمام مجلس الوزراء بالقاهرة فى حالة عدم حل مشكلتهم.
وقال عدد من الأهالى إنهم يخرجون يوميًا على عربات «الكارو» و«التروسيكلات» فى رحلة للبحث عن جركن مياه نظيفة لقضاء حوائجهم، لافتين إلى أن الكميات لا تكفى، ما يهدد بانتشار العطش والأمراض بسبب نقص المياه.
وأضاف حمدى محمد أبوفرح، من الأهالى، أن القرية بها 20 ألف نسمة، وتعانى منذ 20 يومًا من عدم وصول مياه الشرب دون مبرر، مشيرًا إلى أنه والعشرات من الأهالى شكوا للمسؤولين بشركة مياه الشرب بالمحافظة ولرئيس مجلس المدينة وللمحافظ، وطالبوا أكثر من مرة بتوصيل خط مياه للقرية من محطة بلقاس أو جمصة لكن دون جدوى.
وأشار عثمان أحمد عثمان، من الأهالى، إلى أن شركة مياه الشرب بدأت فى مد خط مياه على «راجع جمصة» لتوصيل المياه للقرية تم تنفيذ نصف الخط، ثم توقف العمل دون سبب، وتم الردم على المواسير وتركها دون تنفيذ باقى الخط، ما تسبب فى إهدار الأموال التى أُنفقت على الخط، لافتًا إلى أن مسؤولى الشركة أكدوا قبل 5 سنوات أنه سيتم استكمال الخط خلال ميزانية العام الجديد، وكل سنة تمر ولا يحدث أى شىء، ولا تأتى الميزانية.
وأشار عبدالباسط عبدالسلام سرحان، من الأهالى، إلى قيام أهالى القرية بتوصيل خط عشوائى على نفقتهم الخاصة على «راجع جمصة» لتوصيل المياه للقرية، وللأسف لم تصل إلا إلى 10 منازل فقط، وهى القريبة من الخط.
وطالب محمود بدير، من الأهالى، بسرعة تدخل الحكومة لحل المشكلة وتوصيل المياه للقرية قبل حدوث كارثة أو خلافات بين أهالى القرية وقرية دميانة، التى تردد أنه تم توصيل حصة المياه إليها.
من جانبه، كلف المحافظ، حسام الدين إمام، المهندس عزت الصياد، رئيس شركة المياه، بسرعة حل المشكلة وتوصيل المياه للقرية.
وفى سوهاج، تصاعدت شكاوى المواطنين بمدينة طما من العطش بسبب عدم إنجاز مشروع محطة مياه شرب «السكساكة» النقية على النيل، ما دفع الأهالى إلى اللجوء لشراء المياه بالجراكن من مرشح لمياه الشرب بقرية مجاورة.
وقال عدد من الأهالى، ل«المصرى اليوم»، إن تأخر تنفيذ مشروع الصرف الصحى جعل الأهالى يلجأون لدق «أيسونات» على أعماق بعيدة، ما تسبب فى اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى، لافتين إلى أن المياه أصبحت رائحتها كريهة وبها شوائب وتسببت فى إصابة عدد من الأهالى بمرض الفشل الكلوى.
وقال بيشوى فاروق، 18 سنة، طالب جامعى: «نعانى بشدة من نقص مياه الشرب النقية بالمدينة، خاصة مع شدة الحر، وأُصبنا بالملل من تصريحات المسؤولين المتكررة بأن المشكلة ستنتهى قريبًا، وهو ما لا يحدث».
وفى قنا، اعترض أهالى قرية الشقيفى بمركز أبوتشت على انقطاع المياه الدائم بالقرية وعدم وصولها إلا فى أوقات متأخرة من الليل لا تكفى لسد الاحتياجات ولجوئهم لتخزين المياه اللازمة للاستخدام.
وطالب الأهالى بمد مواسير خط المياه وربطه بمرشح النجمة والحمران الجديد حتى تصل المياه النقية إليهم، بجانب تغيير خطوط المياه القديمة وتطويرها بما يتناسب مع الخط الجديد.
وقال محمد أبوكبيرة، من الأهالى، إنه يلجأ لشراء المياه من تجار المياه الذين يوزعون الجراكن على القرى ب3 جنيهات للجركن الواحد، مؤكداً أن ذلك يؤثر على ميزانية الأسرة لاحتياجها فى اليوم الواحد أكثر من 6 جراكن لسد احتياجاتها اليومية، وهو ما يمثل عبئًا على كاهلهم.
وفى الفيوم، مازالت مشكلة انقطاع مياه الشرب فى مدينة طامية مستمرة منذ نحو 7 سنوات، ما تسبب فى معاناة أهالى المدينة والعزب والنجوع الواقعة داخل زمامها.
وقال عدد من أهالى مدينة طامية إن ظاهرة «السقا» عادت من جديد فى صورة خزانات محملة فوق سيارات نقل يرسلها مسؤولو مرفق الشرب للبلاد المنقطعة عنها المياه، وتطل صور الجراكن فوق رؤوس وأعناق الأطفال والنساء والرجال بشكل دائم، وتتفاقم المشكلة يوما بعد الآخر. وتعطلت محطة مياه شرق الفيوم التى تنتج 40% من الطاقة التصميمية لها، رغم مرور 7 سنوات على افتتاحها، ولم يتوقف الأمر على معاناة الأهالى الذين ملوا الشكوى لعدم جدواها، بل فشلت تدخلات 4 محافظين متعاقبين للفيوم بداية من الدكتور جلال السعيد مرورا بالمهندس أحمد على وحازم عطية الله وانتهاء بالمحافظ الحالى المستشار وائل مكرم لدى وزارة الإسكان وشركة المقاولون العرب المنفذة للمحطة لتلافى الملاحظات الفنية التى رصدتها لجان فنية وفق تقارير رسمية حصلت «المصرى اليوم» عليها أفادت بوجود عيوب فنية بالمحطة أدت إلى إنتاج 40% فقط من الطاقة التصميمية لها بفاقد 60% تتسبب فى انقطاع المياه عن البلاد التى تتغذى عليها لينتهى الحال ببقاء الوضع كما هو عليه.