حقق حزب «الخضر» انتصارا تاريخيا على اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية بالنمسا، حيث فاز مرشح «الخضر» فان دير بيلين بأغلبية 50،3 % من الأصوات متفوقا ب 26.31% على منافسه ممثل حزب «الحرية» اليمينى المتطرف نوربرت هوفر، الذي أقر بالهزيمة. وتمكن «الخضر» الذي يدافع عن حقوق اللاجئين ويرفض التحريض ضدهم، من وقف المد اليميني المتطرف في النمسا وربما في أوروبا، ليصبح آلاف اللاجئين في البلاد بمنأى عن سياسة هوفر الرافضة لهم. وحظى بيلين بلقب «طفل لاجئ»، حيث ولد والده في روسيا لأسرة تنحدر أصولها من المهاجرين الهولنديين، أما والدته فولدت في إستونيا، التي هربت منها برفقة زوجها مع غزو الاتحاد السوفيتي عام 1940، واستقرا في نهاية المطاف بالنمسا. وشغل أستاذ الاقتصاد السابق المتزمت، (72 عاما)، من قبل منصب عضو في مجلس مدينة فيينا بعد مغادرته البرلمان عام 2012، وكان زعيما ل «الخضر»، الذي دعمه في الانتخابات الرئاسية التي دخلها مستقلا، في الفترة ما بين عامي 1997 و2008، في الفترة التي ظهر فيها الحزب كرابع أكبر كتلة من بعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الشعب النمساوي المحافظ وحزب الحرية. وتنحى بيلين عن رئاسة الحزب عام 2008، عندما خسر الخضر أصواته لأول مرة منذ 10 سنوات، لكنه ظل شخصية عامة معروفة، فاقت شهرتها صيت الحزب الذي كان يترأسه، وحصل على دعم الحزب المادي خلال حملته الانتخابية، لكنه وعي لضرورة جذب الناخبين من خارج الحزب. وخلال حملته الانتخابية، عبر بيلين عن حبه للأدب الروسي، وحنينه لبلدته تيرول التي نشأ فيها بالنمسا، مشددا على واجبات النمسا الاجتماعية والالتزام بدمج 90 ألف لاجئ وصلوا مؤخرا إلى البلاد.
