يبدو وأن شركة ما استطاعت سرقة الأضواء من تيسلا، بعد أن كان اسم الأخيرة على كل لسان، بدءا من المحادثات الجانبية داخل أروقة صناعة السيارات حتى صفحات الصحف والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى وبالطبع حساب رئيسها إلون ماسك على موقع تويتر.. الشركة التى نتحدث عنها هى Hyperloop One، والتى تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من الاستحواذ على الكثير من الانتباه بعد أن قامت باختبار نظام نقل جماعى جديد فى صحراء ولاية «نيڤادا» الأمريكية، يمكنه نقل الركاب بسرعات تتخطى سرعة الصوت!، ولكن لماذا تستحوذ على كل هذا الاهتمام؟ علينا فى البدء التعرف على بعض التاريخ عن نظام Hyperloop، وربما من السخرية؛ أن فكرة نظام Hyperloop فى الأصل فكرة نفس الشخص الذى يستحوذ على الأضواء دائما «إلون ماسك»!.. وكان ماسك قد طرح فكرة استخدام كبسولات مصنوعة من الألومنيوم خفيف الوزن على قضبان تعمل بنظام الهواء المضغوط لدفع الكبسولة بسرعة خيالية من النقطة «أ» إلى النقطة «ب»، وارتكز فى فكرته على بعض التقنيات التى تعتمد عليها أبحاث الفضاء والتى تسمح بنقل الأشخاص داخل تلك الكبسولات التى تتخطى سرعة الصوت، وفى الوقت الذى طرح ماسك به الفكرة كان يرأس شركة تيسلا لصناعة السيارات الكهربائية وشركة SpaceX التى تعمل فى مجال أبحاث المركبات الفضائية، ومجموعة شركات أخرى صغيرة، ما يعنى أن وقته المحدود لم يسمح له بتطوير الفكرة، طرحها كفكرة مفتوحة للاختبار من خلال مذكرة بها المواصفات التقنية المبدئية للنظام.. فى 2014 بدأت شركة ناشئة أطلقت على نفسها اسم Hyperloop Transportation Technologies فى دراسة النظام، وبالتعاون مع الحكومة الأمريكية تمكنت من الحصول على موافقات لبناء أول نظام Hyperloop فى ولاية كاليفورنيا والذى من المقرر أن يبدأ العمل عليه هذا العام، فى 2015 بدأت الشركة فى العمل على تطوير نظام Hyperloop قادرا على نقل الركاب بين مدينتى لوس أنچلوس وسان فرانسيسكو فى 30 دقيقة وهى الرحلة التى قد تستغرق بين 8 إلى 12 ساعة بالباص أو القطار.. الأسبوع الماضى قامت Hyperloop Technologies بتغيير اسمها ل Hyperloop One، وقامت باختبار نظامها بنجاح خلال عرض تجريبى فى صحراء ولاية نيڤادا، بينما أعلن رئيس مجلس إدارتها أن الشركة ستكون قادرة على الانتهاء من بناء النظام وبدء بيع التذاكر بحلول عام 2021.. ويقوم إلون ماسك فى الوقت الحالى بدعم جميع مبادرات Hyperloop من خلال تنظيم مسابقات التصميم بين طلاب الجامعات وتوفير مساحات اختبارية لهم، كما أن هناك شركات أخرى صغيرة تحاول أن تبدأ العمل فى نفس المجال بمبادرات صغيرة حول العالم، وقد حصلت Hyperloop Transportation Technologies على تصريح لبناء أول نظام فى أوروبا بالتعاون مع الدول الاسكندنافية.