مسؤول «الدراسات» بهيئة الأسرى: 15 ألف فلسطينية ذاقت ويلات الأسر الإسرائيلي

قال الأسير المحرر عبدالناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق فى هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، إن قضية الأسرى هى إحدى القضايا المركزية للشعب الفلسطينى والتى يجب دعمها وتعزيز صمودها، وإحياء يوم الأسير فى كل بقعة من الأراضى الفلسطينية دعماً لصمود الحركة الأسيرة وتقديراً لنضالاتها.
وأضاف ل«المصرى اليوم» أن الحركة الأسيرة تتعرض على مدار سنوات الاحتلال للانتهاكات التى لم تتوقف يوماً، لافتا إلى أنه خاض تجربة الأسر أربع مرات، وخرج فى صفقة تبادل عام 1985، فيقول: «عشت الاعتقال بكل ما احتواه من ظروف وقهر وتعذيب، حيث الكثير من الانتهاكات التى ترتكب بحق الأسرى، ومن الصعب أن نسلط الضوء على كل تفاصيل الانتهاكات، لأن كل أسير يعيش حالة قاسية لها عذاباتها.
وقال: ما يحدث داخل المعتقلات الإسرائيلية يخالف القانون الدولى من حيث الاقتحامات المتكررة لغرف الأسرى والاعتداء بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع، والتنكيل بالأسرى، والتعذيب المشرع وفق القانون الاحتلالى، ناهيك من الإهمال الطبى وعدم تقديم العلاج والعزل الانفرادى والحرمان من التعليم ووضع عراقيل أمام زيارات الأهالى والمحامين».
وذكر فروانة أن الانتهاكات تزايدت بشكل ملحوظ مع اندلاع هبّة الأقصى، سواء من حيث الأرقام الإجمالية للأسرى فى السجون أو من حيث الانتهاكات بحق الأسرى والتى تطال مجمل الحياة فى السجون، مؤكدا أن الإمعان فى الانتهاكات يستهدف المساس بنفسية وروح الأسير الفلسطينى لإفراغه والتأثير فى انتمائه ومواقفه المستقبلية.
وذكر فروانة أن إسرائيل لا تميز فى اعتقالاتها وممارساتها بين الذكور والإناث، إذ سجل منذ عام 1967 اعتقال ما يقارب 15 عشر ألف فتاة وامرأة، ومع انطلاق انتفاضة الأقصى هناك ما يزيد على 1400 امرأة أسيرة، لافتاً إلى أن النسبة تزايدت منذ اندلاع هبّة الأقصى، إذ تم رصد اعتقال 140 فتاة، ووصل عدد المعتقلين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية منذ عام 1967م إلى يومنا هذا أكثر من نصف مليون أسير.
وأكد فروانة أن الأسيرة الفلسطينية تلقى المعاملة ذاتها من حيث ظروف الاحتجاز والانتهاكات وعرقلة الزيارات، وقال: «إسرائيل لا تراعى خصوصيتهن ولا احتياجاتهن الخاصة». ونوه إلى أن بعض الأسيرات صدر بحقهن أحكام عالية تتقدمهن الأسيرة لينا الجربونى التى أمضت 14 عاما من حكم فعلى 17 عاما.
وحسب فروانة لا يزال حتى اللحظة فى السجون الاحتلالية 68 أسيرة يعشن ظروفاً غاية فى القسوة، بينهن 15 أما و13 أسيرة قاصرة، أصغرهن ديما الواوى من الخليل، التى لم تتجاوز 12 عاما من عمرها، وتقضى حكما بالسجن أربعة شهور، دون أى مراعاة لطفولتها.
وحول تأثير الانقسام على الأسرى، يقول: «يعانى الأسرى من الانقسام كما يعانى كافة أبناء الشعب الفلسطينى، وإدارة السجون استغلت هذه الثغرة وساهمت فى تشتيت الحركة الوطنية الأسيرة لإضعاف الحركة الأسيرة، وهذا يفسر فشل الحركة الأسيرة فى اتخاذ موقف جماعى تجاه ممارسات إدارة السجون».
وقال إن الحركة الأسيرة لم تلمس أى إيجابيات من انضمام فلسطين للمنظمات الدولية ومحكمة الجنايات، لكنه اعتبرها خطوة فى الاتجاه الصحيح إذا تم استثمارها بشكل إيجابى. وأكد أن القضية بحاجة لمزيد من الجهد الدبلوماسى الفلسطينى والقانونى لدفع محكمة الجنايات للتحقيق فى كافة الملفات.
وأضاف: «نحن أمام دولة تعتبر نفسها فوق القانون وخارج الملاحقة والمحاسبة، وتعزز لدى كل الإسرائيليين ثقافة الإفلات من العقاب، وهذا يفتح المجال للإمعان فى ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطينى والتمادى بها».
وأوضح أن إسرائيل ما زالت تواصل اعتقال 40 أسيرا أمضوا أكثر من 20 عاما داخل السجون، بينهم 7 أمضوا أكثر من 30 عاما. كما تعتقل إسرائيل ما يزيد على 7 آلاف أسير موزعين على 22 سجنا ومركز توقيف، من بينهم 30 أسيرا قبل توقيع اتفاقية أوسلو، 700 معتقل إدارى، وأكثر من 400 طفل، و6 نواب، ووزير سابق.
وارتفع عدد الأسرى المرضى إلى 1700 أسير مصابين بأمراض مختلفة، بينهم 25 أسيرا يعانون من السرطان، وأكثر من 70 أسيرا يعانون من إعاقات.
ويأتى يوم الأسير هذا العام فى ظروف مأساوية يعانى منها الأسرى، فى ظل تصاعد حملات التحريض ضدهم واتساع ظاهرة الاعتقال الإداري.