المعارضة السورية تُحمل «الأسد» مسؤولية «انهيار الهدنة»

أعلن منسق الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض حجاب، الثلاثاء، أن المعارضة اعتبرت نفسها خارج العملية التفاوضية، وقال بعد يوم واحد من إعلان المعارضة تأجيل مشاركتها بمفاوضات جنيف: «قرارنا بتأجيل مشاركتنا يعني التعليق، فلن نكون في مبنى الأمم المتحدة وشعبنا يعاني»، ودعا القوى الكبرى إلى الاجتماع سريعا لإعادة تقييم هدنة.
وأضاف: «الهدنة لم تعد قائمة»، مطالبا مجلس الأمن بالاجتماع لتقييم الهدنة وتعيين مراقبين دوليين لمراقبة تطبيقها ورصد الخروقات، وأشار إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات ستغادر جنيف، إلا أن بعض الخبراء التابعين لها سيمكثون لعقد اجتماعات.
وأكد حجاب أن الرئيس السورى بشار الأسد لن يبقى في سوريا وسينال العقاب، مشيراً إلى أنه متورط في سجن مليونا و700 ألف سوري وهي تصرفات لم تمارسها النازية، وتابعً: «لا يمكن إيجاد حل سياسي في سوريا والأسد المجرم موجود، وإيران تدعو إلى الجهاد الشيعي في سوريا».
في المقابل، اتهم رئيس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف، بشار الجعفري، الهيئة العليا للمفاوضات ب«المراهقة السياسية» في العمل السياسي، مشددا على أن وفده مخول ببحث تشكيل حكومة موسعة وليس مستقبل الأسد، وأكد أن مصير الرئيس السوري ليس محل نقاش في محادثات السلام بجنيف، لأنه «موضوع سوري بحت لا علاقة لمجلس الأمن ولا لغيره به».
وأوضح الجعفري أن الدستور الحالي يعطي الحكومة صلاحيات تنفيذية واسعة، وأن رئاسة الحكومة في سوريا هي رأس السلطة، فيما اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، أن التكهنات حول انهيار وقف إطلاق النار في سوريا «مشكوك فيها ولا أساس لها»، مؤكدا أن جيش النظام السوري سيواصل صراعه مع «الإرهابيين» بمساعدة القوات الجوية الروسية، ورأى أن قرار الهيئة العليا للمفاوضات بتعليق مشاركتها في المحادثات، يثبت أن المتطرفين أصبح لهم اليد العليا في الوفد الرسمي للهيئة، وأن المعارضة «تأمل في استمرار الصراع المسلح في البلاد، ومن الواضح أنهم يعتمدون على دعم بعض من دول المنطقة».
وبدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، إن موسكو تري أن التفاوض يعد شرطا أساسيا للتسوية، موضحا أنه جرى التركيز على ضرورة متابعة هذا الحوار والحفاظ على نظام وقف إطلاق النار«الهدنة» في اتصال هاتفي بين الرئيسين الروسى فلاديمير بوتين، والأمريكى باراك أوباما.
وفى الوقت نفسه، أكد رئيس الوزراء التركي، داود أوغلو، أنه يجب إنهاء النزاع في سوريا بأسرع وقت ممكن لتحقيق مكافحة فاعلة ضد تنظيم «داعش»، ومن أجل ذلك، ينبغي صياغة دستور يمكّن السوريين من التعبير عن إرداتهم بحرية، وتحقيق عملية انتقال سياسي تضمن إجراء انتخابات عادلة وحرة، ومن الواضح أن ذلك لن يتحقق طالما بقي نظام الأسد في دمشق.
وميدانيا، استمرار الاشتباكات العنيفة شمال ووسط سوريا، حيث تسعى القوات الحكومية لدحر محاولات تقدم جماعات المعارضة المسلحة بمحافظة اللاذقية، أحد معاقل النظام، ونفذت قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، 17 ضربة جوية ضد أهداف ل«داعش» في العراق وضربة واحدة فقط في سوريا.