قال الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن الوزارة أعدت سيناريوهات لترشيد استهلاك مياه الري، ومواجهة ندرة المياه بسبب انخفاض معدلات سقوط الأمطار على الهضبة الإثيوبية، ما يتسبب في انخفاض منسوب المياه أمام السد العالي، مشيرا إلى أن هذه السيناريوهات تأتي في إطار أستعدادات الوزارة لموسم الزراعي الصيفي. وأضاف «فايد»، في تصريحات صحفية الأحد، أن أحد هذه السيناريوهات هو تحديث برنامج تطوير الري الحقلي ليواكب فكر الوزارة في زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية رأسيا، وتوفير المياه اللازمة لخطة الدولة في التوسع الأفقي لتقليل الفجوة في إنتاج المحاصيل الغذائية، موضحا أن المشروع يستهدف تطوير الري في مساحة 5 ملايين فدان، وسيتم الانتهاء من تطوير «350 ألف فدان» منها ضمن المرحلة الأولى من المشروع. وأوضح «فايد» أن السيناريوهات الأخرى لمواجهة زيادة الطلب على المياه، في ظل محدودية هذه الموارد، هو نجاح مركز البحوث الزراعية في العمل الجماعي من أجل أستنباط سلالات وأصناف قليلة الاستهلاك للمياه، وتتحمل الجفاف وارتفاع معدلات الملوحة في التربة، وذات إنتاجية عالية، اعتمادًا على تطبيق الممارسات الجيدة خلال مراحلة الزراعة والإنتاج والتداول. وأشار الوزير إلى أنه تم وضع خطة للتوسع في زراعة القمح والمحاصيل الحقلية، طبقًا لما يطلق عليه الزراعة في «مصاطب» لترشيد استهلاك مياه الري، وتحسين خواص التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل، وهو ما أشادت به منظمة الأغذية والزراعة «فاو» والمركز الدولي للزراعة في الاراضي الجافة والمناطق القاحلة «إيكاردا». وأضاف وزير الزراعة أن خطة ترشيد استهلاك المياه تعتمد على «تقليل الفاقد من مياه الري وتحسين حالة الصرف، واستخدام محسنات التربة، والالتزام بنظام الدورة الزراعية الاختيارية والتراكيب المحصولية المناسبة لكل منطقة»، مشيرا إلى أنه يجري التنسيق بين وزارتي الزراعة والري في الإسراع بتحديث مشروع تطوير الري الحقلي وإزالة كافة المعوقات للدفع به طبقا للمستهدف منه، وهو التحول من الري بنظام «الغمر» إلى الري الحديث. وكشف «فايد» عن خطة للحد من زراعات الموز، خاصة وأنه من المحاصيل «الشرهة» للمياه، مع التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتييجة قليلة الاستهلاك للمياه، والأكثر إنتاجية لتأمين الاحتياجات الغذائية للبلاد وتقليل الفجوة في المحاصيل الغذائية.