جمهورية «برج العرب».. ماتش وطيارة مخطوفة وسجن شديد الحراسة

برز اسم منطقة برج العرب، فى وسائل الإعلام المحلية والعالمية، اليوم، بسبب حادث اختطاف الطائرة المصرية من مطارها، ومن قبلها الاستعدادات لمباراة منتخب مصر ونيجيريا، الذى يُلعب على استاد الجيش بالمدنية، التى تقع غرب الإسكندرية، ليغطى بذلك على السبب فى انتشار اسم برج العرب فى وسائل الإعلام خلال العامين الماضيين وهو سجن برج العرب.
هنا سجن برج العرب، شديد الحراسة، فى غرب محافظة الإسكندرية، حيث مقر احتجاز الرئيس الأسبق محمد مرسى، والذى تم عزله عقب ثورة شعبية اندلعت أحداثها فى 30 يونيو 2013، هنا يُحتجز حوالى 15 ألف سجين، يعيشون حياة متكاملة خلف أسوار السجن شديد الحراسة.
«لا فرق هنا بين سجين سياسى وجنائى، لا يوجد هنا معتقل، فجميع النزلاء إما ينفذون عقوبة صدرت بأحكام قضائية، أو محتجزون على ذمة قضايا متداولة، لا فرق فى المعاملة بين النزلاء، فكلهم أمام القانون سواسية، حتى محمد مرسى الرئيس المعزول فيخضع لمعاملة قانونية مثله مثل باقى السجناء». هكذا علق اللواء حسن السوهاجى، مدير مصلحة السجون.
أسوار عالية، معززة بأبراج المراقبة، هى أول ما يلفت انتباهك فور رؤيتك للسجن، لا أحد يدخل إلى السجن، دون خضوعه إلى إجراءات تفتيش مشددة لضبط محاولات تهريب الأقراص المخدرة والهواتف المحمولة والأسلحة البيضاء أثناء الزيارات، والتى وصفها قادة السجن بأنها: «حيل شيطانية».
فى متوسط العنابر، هناك مكان فسيح، أشبه بمتنزه، به ما به من أشجار وزهور ومقاعد للاستراحة، يقول اللواء محمد على: «هذا نموذج من نماذج الأماكن المخصصة للتريض، حيث يخرج النزلاء من عنابرهم لمدة ساعتين يوميا، كل وفق لوائح السجن المنطبقة عليه للتريض والتنزه قبل العودة إلى عنابرهم مرة أخرى».
حوالى 50 من النزلاء المسيحيين كانوا حاضرين من العظة الدينية الأسبوعية، يقول مأمور السجن: «ندوات الإرشاد الدينى والعظات تنظم بانتظام للمسلمين والمسيحيين على السواء، بصفة يومية للمسلمين وبصفة أسبوعية للمسيحيين طبقا لبروتوكولات موقعة بين الداخلية من ناحية وبين وزارة الأوقاف والكنيسة المصرية من ناحية أخرى».
وفى كافتيريا السجن، هنا تشعر بأنك قد دخلت مطعما لفندق 4 نجوم، اللحوم بأنواعها والأسماك والفواكه والجبن والمعلبات وغيرها، حيث تُباع تلك المأكولات للنزلاء بأسعار موازية لأسعار الخارج.
وفى مكتبة السجن، والتى تشمل حوالى 5 آلاف كتاب فى جميع مجالات العلوم، يداوم عدد كبير من النزلاء على تسلية أوقاتهم بالقراءة.
الدكتور محمد الشناوى، الذى يقبع فى السجن لتنفيذ عقوبة قدرها 20 عاما، بعد إدانته فى 10 قضايا تزوير، قضى الدكتور منها 12 سنة، تخرج فى كلية الحقوق وتمكن من تحضير الدراسات العليا والماجستير، داخل السجن، بجانب تحديد جلسة قريبة لمناقشة رسالة الدكتوراة خاصته، وعنوانها «تطوير المؤسسات العقابية فى مصر» يقول: «إدارة السجن ساعدتنى كثيرا فى توفير مناخ مناسب لى لأحضر الماجستير والدكتوراة».