قال شريف سامي، رئيس هيئة الرقابة المالية، إن الهيئة لم تبت حتى الآن في مصير صفقة استحواذ «بلتون»، المملوكة للمهندس نجيب ساويرس، على بنك الاستثمار «سي آي كابيتال»، سواء بالرفض أو الموافقة. وأضاف «سامي»، في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»، الاثنين، أنه حال اتخاذ قرار سيكون «خبر جوهري»، وستلتزم بإعلانه هيئة الرقابة على شاشة البورصة بشكل مباشر، لأن تسريب مثل هذا الخبر بشكل غير رسمي يعرض الأطراف المعنية للمسألة القانونية، وتابع: «الأطراف في الصفقة هي 3 شركات مدرجة في البورصة ومرتبطة بإعلان قبول الهيئة أو رفضها للصفقة». وحول التراشق بين محافظ المركزي، طارق عامر، ونجيب ساويرس، منفذ صفقة الاستحواذ، حول عراقيل إتمام الصفقة، أوضح «سامي» أن هذا التراشق يعود إلى أسباب مصرفية كما نقرأ، قائلا: «إن شاء الله الأمر هايخلص قريب». وأشار إلى أن ما تراجعه هيئة الرقابة المالية في هذه الصفقة، لا يمكن إعلانه، كما لا يمكن الاستفسار عنه، لأنه لا يصح سؤال الطبيب عن ماذا يكشف لتشخيص حالاته، على حد قوله. وأضاف: «لا نقوم بالإفصاح عن ما نرجعه في الصفقات قبل إعلان رأينا فيه، وهذا ما حدث في صفقات كثيرة، منها شراء شركة (بسكو مصر)، وغير ذلك من الأمور المشابهة». وفي سياق متصل، سيطرت مخاوف على مستثمري الأوراق المالية، بسبب مشاكل هذه الأزمة، والتراشق بين محافظ المركزي وساويرس، خاصة عقب تأثر أسهم شركتين من أكبر شركات البورصة. وقال إيهاب سعيد، عضو جمعية المحللين الدوليين، إن «لكل واحد وجهة نظر تحترم، ولا يصح أن يأخذ المحافظ إجراءات توحي بأن الأمر فيه مشاكل، وهو لم يؤكد أو ينفي توجيه البنك الأهلي بالدخول في الصفقة، ثم قرار بتقييد عمليات الاستحواذ ثم بنك مصر يرفض تمويل الصفقة، ثم قرار المديرين التنفيذيين». وأضاف «سعيد» أن قرارات البنك المركزي، منها الحوكمة، وضبط الاستحواذات في البنوك، صدرت في أسبوع واحد فقط، وهو ما أثار تساؤلا حول أهمية هذا الأمر، في ظل أزمة ضخمة للجنيه، وسعر صرفه أمام الدولار، التي يجب أن يواجهها «المركزي» ويركز فيها. وتابع: «قرار المركزي حول ضبط تمويل البنوك للاستحواذات، دون سداد المستثمر والاعتماد على القروض، هو أمر إيجابي وله الحق فيه، خاصة أن المستثمر ليست لديه الخبرة في مجال بنوك الاستثمار، وفقا لما أعلنه عامر، وبالتالي هي مخاطرة». وأشار «سعيد» إلى أنه في الناحية الأخرى يرى «ساويرس» أن الدولة تدخل تنافس في صفقات، لا يجب أن تنافس فيها بالأموال العامة للمواطنين، في إشارة إلى عرض البنك الأهلي. وشدد «سعيد» على أن هذا الأمر ليس في مصلحة مناخ الاستثمار، ولابد أن يتدخل عقلاء بين الأطراف، و«ساويرس» لديه لوبي في الحكومة والسياسة والاقتصاد، والبلد سيكون هو الخاسر، خاصة أن «ساويرس» قال: «إن أرض الله واسعة، وهي تصريحات تضر بالمناخ». وتوقع «سامي» إتمام الصفقة وستكتمل، خاصة أنه ليس هناك عائق أمني يوقفه، وأزمة المديرين التنفيذيين ستنتهي في المحاكم، من خلال القضاء، ورفع دعوى من 8 رؤساء بنوك متضررين من قرار «المركزي». وقالت مصادر مطلعة، في تصريحات ل«المصري اليوم»، الاثنين، إن «الحكومة تلقت نصائح من بعض الاستشاريين بضرورة التدخل لوقف صفقة استحواذ شركة بلتون، المملوكة لنجيب ساويرس، على 100% من بنك الاستثمار، سي آي كابيتال». وأضافت المصادر، التي طلبت عدم نشر أسمائها، أن «هيئة الرقابة المالية رفضت إتمام الصفقة، بسبب نقص استيفاء العرض المقدم من ساويرس شروط الاستحواذات». وأكدت أن إعلان أي رفض من هيئة الرقابة المالية للصفقة يجب أن يكون مقنعا وفنيا حتى لا يتأثر المناخ الاستثماري، خاصة بعد مقال «ساويرس»، السبت، في إحدى الصحف القومية، الذي أعلن فيه أن جهة معينة تعرقل إتمام الصفقة.
