في تحليل مباراة الذهاب تحدثنا عن تأثر مارتن يول، المدير الفني الهولندي لفريق الأهلي، بالفلسفة الهولندية في كرة القدم وخاصة بالعرّاب الهولندي يوهان كرويف الذي يقول: «في كرة القدم في حالة الدفاع عليك أن تجعل مساحات الملعب أضيق ما يمكن على خصمك، أما في حالة الهجوم فعليك أن تجعلها أكبر ما يمكن»، وأوضحنا في الذهاب بالصور بعض الحالات التي شهدت تمركز ل9 لاعبين من الأهلي في جبهة واحدة وفي مساحة لا تتجاوز 20 مترًا. أما في مباراة اليوم، فسنوضح كيف استغل يول الشق الهجومي من تلك الفلسفة، حيث اعتمد فريق ريكرياتيفو المنظم تحت قيادة جهازه الفني البرتغالي على تضييق المساحات وتمركز ال10 لاعبين في مساحات لا تتجاوز 25 مترًا في وسط الملعب، لتطبيق الضغط على الأهلي مع تقدم الدفاع للعب على التسلل. وأنت أمام خصم يلعب بهذه الطريقة، لا تحتاج سوى عمل stretching للملعب بشكل عرضي تحديدًا، فيطير أحد الظهيرين للهجوم ويتواجد الجناح العكسي أقصى الجبهة الأخرى تمامًا لاستغلال تلك المساحات. هكذا شاهد هذه الحالة جميع لاعبي ريكرياتيفو في وسط ملعبهم، والمساحات على الأطراف شاسعة وتم تمرير تلك الكرة لصبري رحيل في الجبهة اليسرى. وتكرر الأمر طيلة أحداث المباراة بتمريرات طولية للأطراف، سواء لهاني أو رحيل أو رمضان تحديدًا. وبعد إحراز الهدف الأول بمهارة خاصة لرمضان صبحي، تغير التمركز الدفاعي للفريق الأنجولي، حيث قرر غلق الأطراف، ولكن جاء ذلك على حساب أنصاف المسافات بين الظهير وقلب الدفاع الأقرب له، وهنا قرر الأهلي اختراق تلك الثغرة أيضًا ولكن أضاع مؤمن هذا الانفراد. وأيضًا تكررت في الجبهة اليمنى في الشوط الثاني عن طريق غالي ومحمد هاني. كذلك عند ارتداد مؤمن لتسلم الكرة من الخلف كان ينطلق هنا عبدالله السعيد. وبالطبع استمر يول في تطبيق الضغط العالي على الخصم، مما أتاح للفريق العديد من الفرص بعد أخطاء مدافعي وحارس مرمى الفريق الأنجولي. تحليل مباراة العودة بين الأهلي وريكرياتيفو أخيرًا أختص بالذكر مؤمن زكريا الذي ينال العديد من الانتقادات من قبل الجمهور فقط، أما المدير الفني فبالتأكيد يشيد بدور اللاعب التكتيكي المهم مع الفريق، مؤمن لاعب يمتاز بالتحرك دون كرة دفاعًا وهجومًا، وهذا ما شاهدناه بالأمس، حيث تواجد في بعض الحالات الدفاعية كمدافع خامس. تحليل مباراة العودة بين الأهلي وريكرياتيفو وفي بعض الحالات الهجومية مع سقوط إيفونا للخلف كمهاجم صريح. تحليل مباراة العودة بين الأهلي وريكرياتيفو وينقص مؤمن فقط التوفيق والتركيز أكثر في إنهاء الهجمات. أما الهدف الثاني فجاء بعد تغيير مراكز رمضان ومؤمن بعد نزول وليد سليمان ليصبح رمضان في العمق ويتواجد في المساحة ما بين خطي الوسط والدفاع للمنافس ويقوم بصناعة ما قبل الأسيست في الهدف الثاني. تحليل مباراة العودة بين الأهلي وريكرياتيفو الأهلي لم يظهر بعد بالأداء المنتظر من قِبَل جماهيره، ولكن هناك مؤشرات وملامح تؤكد تواجد قيادة فنية حكيمة خارج الخطوط ترى اللاعب المقصّر بعين صائبة وتُجري بعض التغييرات بشكل مثالي.