«البرادعي» يودع «الطاقة الذرية» .. ويبدأ من القاهرة رحلة الجدل حول ترشحه ل «الرئاسة»

ينهي الدكتور «محمد البرادعي» الاثنين القادم، فترة رئاسته للمنظمة الدولية للطاقة الذرية، مكللاً بالعديد من الإنجازات، وتاركاً خلفه العديد من الذكريات الحزينة مثل الإخفاق في منع غزو العراق وتطورات الملف النووي الإيراني.
وقال «البرادعي» في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي انعقد صباح اليوم، لمناقشة التحقيقات بشأن القدرات النووية الإيرانية، وخرج بإدانة هي الأقوى ضد طهران منذ 2006، خاصة بعد أن أبلغ «البرادعي» محافظي الوكالة أن مفاوضاته مع الإيرانيين بأنها "بلغت طريقا مسدوداً"، "لقد كان شرفاً وامتيازاً أن أتولى منصب المدير العام للوكالة خلال الاثنى عشر عاما المنصرمة .. أشكركم لوضع ثقتكم في شخصي وأشكر العاملين بالوكالة على مهنيتهم وعملهم الدؤوب وإخلاصهم".
ويرى الخبير الأمريكي «مايكل أدلر» الباحث في مركز «ودرو ويلسون»، أن فترة تولي البرادعي رئاسة وكالة الطاقة الذرية، أكسبته شهرة عالمية كبيرة، موضحاً أن من أهم النقاط التي صبت في صالح البرادعي، قضايا الشرق الأوسط المتعلقة بالوكالة كونه "عربياً مسلماً"، مما أعطى مواقفه قدراً من المصداقية .
وشهد آخر اجتماعات البرادعي كرئيساً للوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً هو الأقوى على الإطلاق منذ 2006، بإدانة "قصور" التعاون الإيراني في التحقيقات الدولية التي تجرى حول برنامج طهران النووي، وهو القرار الذي صوتت لصالحه 25 دولة من الأعضاء، بينما رفضته ثلاث دول، وامتنعت سبع دول أخرى - بينها مصر - عن التصويت، ورحل ممثل أذربيجان عن القاعة قبل بدء التصويت .
وقبل أن يودع البرادعي المجلس قال، "واصلت الوكالة التحقق من عدم إمكانية تحويل المواد النووية التي أعلنت عنها إيران، لكن لا يوجد أي تحرك بشأن القضايا العالقة محل الاهتمام والتي تحتاج الوكالة إلى توضيح بشأنها للتحقق من الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، والآن مر أكثر من عام منذ آخر مرة تمكنت فيها الوكالة من إجراء نقاش مع ايران حول هذه القضايا العالقة، لكننا وصلنا بالفعل إلى طريق مسدود ما لم تتعاون إيران معنا بشكل كامل".
ومن المقرر أن يعود البرادعي إلى القاهرة ليبدأ فاصل جديد من حياته السياسية،خاصة بعد الجدل الذي أثير مؤخراً حول إمكانية ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية المقررة في نوفمبر 2011، والذي زاد بشدة عقب إعلانه عدم ترشيح نفسه لرئاسة الوكالة مرة رابعة، وعودته لمصر للانخراط في العمل الإصلاحي العام بها، ثم إعلانه الأخير بشأن تفكيره في خوض الانتخابات الرئاسية في حال توافر ضمانات كافية لنزاهة العملية الانتخابية.