تحقيقات «انفجار فيصل»: الجناة زرعوا القنبلة بشجرة وفجّروها عن بُعد أثناء مرور «دورية»

كشفت تحقيقات نيابة الأحداث الطارئة بجنوب الجيزة، المختصة بالتحقيق في قضايا الإرهاب، أمس، قيام «مجهولين» بزراعة قنبلة يشتبه في احتوائها على مواد شديدة الانفجار أعلى شجرة، بشارع فيصل ناحية منطقة الطوابق، وفجروها عن بُعد بريموت «كنترول» في أثناء مرور دورية أمنية، دون وقوع خسائر بشرية بين صفوف القوات، بينما أصيب 8 أشخاص، بينهم سيدة في حالة خطرة.
وكلف المستشار محمد القاضي، القائم بأعمال المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، فريقًا من النيابة برئاسة المستشار محمد الطماوي، بالانتقال إلى مسرح الحادث بحضور خبراء المعمل الجنائي لإجراء المعاينات اللازمة، ورفع آثار انفجار القنبلة الذي نتج عنه تلفيات في سيارة «بوكس» ومدرعة شرطة، وسيارة «تاكسى».
وأفادت التحقيقات بأنه بعد وصول فريق النيابة إلى منطقة الطوابق، تبين إلقاء الأهالى القبض على شاب في أوائل العشرينات من عمره، وكان في حالة إغماء، ويصعب استجوابه، وجرى نقله إلى مستشفى الهرم العام مع باقى المصابين من المواطنين الذين أصيبوا جراء الانفجار، وأكد الأهالى أن الشاب متورط في زراعة القنبلة، فأمرت النيابة بالتحفظ عليه والاستعلام من قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية عن هويته، وكذا علاقته بالحادث، وإفادة النيابة بسجله الجنائى.
وتبين من خلال التحقيقات أن مدبرى التفجير راقبوا تحركات الدوريات الأمنية المعتادة السير بمنطقة فيصل وضواحيها، وصولاً إلى منطقة شارع الهرم، وقرروا استهدافها لصعوبة تنفيذ عمليات عدائية ضد قوات الشرطة المتمركزة أمام المؤسسات العامة والمالية بتلك المناطق، لوجود كاميرات مراقبة أمامها، فضلاً عن يقظة القوات لأى تحركات مريبة، فتم التخطيط لزراعة قنبلة أعلى شجرة وتفجيرها عن بُعد في أثناء مرور دورية أمنية مكونة من «بوكس»، ومدرعة شرطة، وفور أن أطلقتا «سريانة» السير، انفجرت القنبلة، فأصيب 8 مواطنين تصادف مرورهم، بينهم امرأة كانت تستقل سيارة «تاكسى» تسير مباشرة خلف المدرعة، ونقلت إلى المستشفى في حالة خطرة، بينما تلقى باقي المصابين العلاج وتماثلوا للشفاء كون إصابتهم بسيطة.
وبسؤال النيابة لأصحاب المحال التجارية وسائقى الميكروباص الذين تواجدوا بمسرح الانفجار، عن ملاحظاتهم لتحركات غريبة أو الاشتباه في أحد وراء زراعة القنبلة، أجمعوا على أنهم لم يلاحظوا تحركات مريبة لأشخاص يمكن الاشتباه بهم، لكن قبضوا على الشاب العشريني، لأنه كان يقف إلى جوار الشجرة قبل الانفجار، وانتظر مرور الدورية الأمنية حتى تم تفجير القنبلة عن بُعد.
وذكرت مصادر قضائية أن هاتف محمول الشاب المشتبه به جرى التحفظ عليه، لفحص ما به من بيانات وبيان إجرائه اتصالات على آخرين يشتبه في وقوفهم وراء الحادث، فضلاً عن التأكد من اتصاله على شريحة هاتف كانت متصلة بالقنبلة لتفجيرها عن بُعد من عدمه.
وفي السياق ذاته، أمرت النيابة بتشكيل لجنة هندسية لفحص «شاسيهات» ومحركات سيارة الأجرة التي حدث بها تلفيات، وذلك للتحقيق من هوية مالكيها، وكذا فحص سيارة ومدرعة الشرطة، بعد أن أكدت المعاينة وجود تلفيات بها، وتناثر شظايا القنبلة المنفجرة، مما أحدث حفرة في الأرض عمقها 30 سم، وقطع كابل كهربائى.
وأفاد خبراء المفرقعات، في تقرير أولي للنيابة، بأن القنبلة المنفجرة يشتبه في احتوائها على مادة «تى.إن.تى» شديدة الانفجار، وكانت مفخخة ب«بلي صلب ومسامير».
وطلبت النيابة تحريات قطاع الأمن الوطنى للكشف عن هوية مدبري الحادث والاستعلام عن وجود كاميرات مراقبة بالقرب من موقع التفجير من عدمه.