عودة الحياة لطبيعتها في «بن قردان» التونسية بعد يوم دامٍ

عادت الحياة في مدينة بن قردان التونسية إلى طبيعتها، الثلاثاء، غداة يوم دام أوقع حصيلة قياسية من القتلى في تاريخ عمليات مكافحة الإرهاب بتونس، بلغت 55 قتيلًا.
وقال عبدالسلام الرقاد، ناشط بالمجتمع المدني في بن قردان، إن الحياة الاقتصادية عادت لتدب من جديد في أرجاء المدينة حيث أعادت المتاجر والأسواق والمقاهي فتح أبوابها بينما تسير الحركة بشكل طبيعي في الشوارع الرئيسية، موضحا أن قوات الأمن والجيش منتشرة في كل أرجاء المدينة لتؤكد أحداث، الإثنين، أنه ليس هناك حاضنة للإرهاب في بن قردان.
وأضاف «الرقاد»: «حاول المسلحون استقطاب المواطنين وحثهم لحمل السلاح، لكنهم لم يجدوا تجاوبا. الأمن نجح في استدراجهم قبل أن يجهزوا عليهم»، متابعا أن سكان بن قردان أكثر ارتياحا اليوم، لكن الحرب ما زالت مستمرة، وتعرف المدينة أنشطة واسعة للتجارة الموازية وأنشطة التهريب عبر الحدود مع ليبيا وهي الجزء الأكبر لاقتصاد الجهة، لكن هذه الأنشطة تدنت منذ أن استكمل الجيش قبل شهر مد جدار ترابي بموازاة خندق للتصدي إلى تسلل الإرهابيين وتسريب الأسلحة من ليبيا.
كما تعتزم تونس تعزيز المراقبة على الجدار الممتد على نحو 250 كيلومترًا مع الحدود الليبية ويربط بين معبر رأس جدير والذهيبة في الجنوب بنظام مراقبة إلكتروني بمساعدة ألمانيا والولايات المتحدة.
وبحسب شهود عيان في المدينة، لا يزال دوي الرصاص يسمع بشكل متقطع، وتقوم وحدات أمنية وعسكرية بعمليات تمشيط مستمرة، وفرضت «الداخلية» حظر تجوال ليلي في المدينة، وقالت إن عددا من المسلحين في عداد الفارين ويجري تعقبهم.
كان قد أفاق سكان المدينة المتاخمة للحدود الليبية، فجر الإثنين، على دوي الرصاص دون أن يدركوا ما تخطط له جماعات إرهابية للاستيلاء على المدينة عبر هجوم منسق ومتزامن ضد مقار أمنية وعسكرية، لكن جاهزية القوات العسكرية والأمنية وحالة الاستنفار المعلنة في الجنوب التونسي منذ أشهر تحسبا لتطور الأوضاع في ليبيا مكنت من إحباط الهجوم.
وتعد مواجهات، الإثنين، هي الأولى من نوعها التي ينفذها الجيش والأمن ضد جماعات مسلحة في معارك شوارع وسط المدينة منذ تصاعد عمليات مكافحة الإرهاب بعد أحداث الثورة عام 2011، وبلغت حصيلة القتلى بحسب الحكومة 36 عنصرا في صفوف الإرهابيين و12 قتيلا في صفوف العسكريين وقوات الأمن، بينما سقط 7 قتلى في صفوف المدنيين، وأصيب 14 أمنيا وعسكريا و3 مدنيين، بينما ألقي القبض على 7 عناصر إرهابية من بين المشاركين في الهجوم.