«الميليشيات المسلحة».. أداة إيران لرسم «الهلال الشيعي» (تقرير)

يتزامن قرار مجلس التعاون الخليجى بتصنيف حزب الله جماعة إرهابية مع التوتر المتصاعد بين السعودية وإيران، ويظهر في عدة جبهات، منها اليمن ولبنان وسوريا والبحرين والعراق، وهى الدول التي بها جماعات مسلحة مدعومة من طهران.
ويعتبر «حزب الله» اللبنانى أبرز التنظيمات التي تدين بالولاء لإيران، من خلال بيان أصدر في فبراير 1985 يبرز طبيعة العلاقة التي تربطه بإيران، حيث قال البيان: «الحزب ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه، وتتجسد في روح آية الله الموسوى الخمينى، مفجر ثورة المسلمين، وباعث نهضتهم المجيدة».
وبحكم وجود «حزب الله» في الحكومة اللبنانية، فإنه يلعب دورا مؤثرا في رسم السياسة اللبنانية، والذى تسبب في عدم إصدار بيروت إدانة الهجوم على بعثتين دبلوماسيتين سعوديتين في إيران، كما يحارب في سوريا مع قوات الرئيس السورى، بشار الأسد، حليف إيران.
وتغذى التحركات الإيرانية في المنطقة، وتصريحات المسؤولين بأن طهران تسعى للحفاظ على «هلال شيعى» يبدأ من الحوثيين في اليمن، مرورا بالعراق وسوريا ولبنان، وتحاول أن تجعله بدرا مكتملا بدعمها للشيعة في الخليج، خاصة في البحرين والسعودية، وهذا ما دفع وزير الداخلية البحرينى، الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، مؤخرا، لبدء اتخاذ إجراءات للحد من تدخلات إيران تشمل مراقبة التبرعات ووضع ضوابط للسفر وتنظيم الشعائر الحسينية.
ففى 2015، قال حيدر مصلحى، وزير الاستخبارات الإيرانى الأسبق في حكومة الرئيس السابق محمود أحمدى نجاد، إن «إيران تسيطر فعلاً على 4 عواصم عربية»، وإن «الثورة الإيرانية لا تعرف الحدود وهى لكل الشيعة»، وأشار إلى أن «الحوثيين في اليمن هي إحدى نتائج الثورة الإيرانية».
وذكر نائب قائد الحرس الثورى الإيرانى، الجنرال حسين سلامى، أن المسؤولين في إيران لم يكونوا يتوقعون هذا الانتشار السريع ل«الثورة الإسلامية» خارج الحدود لتمتد من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين والبحرين واليمن وأفغانستان، بينما اعتبر مستشار الرئيس الإيرانى الحالى لشؤون الأقليات، على يونسى، أن «العراق عاصمة لإمبراطورية إيران الجديدة»، فيما قال نائب قائد فيلق «القدس»، التابع للحرس الثورى الإيرانى، اللواء إسماعيل قائانى، إن بلاده «مستمرة بفتح بلدان المنطقة وإنها بدأت بسيطرتها على كل من أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين، وإنها تتقدم اليوم في نفوذها في بقية بلدان المنطقة»، وقال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله على خامنئى، إن القتال الدائر في سوريا هو «حرب الإسلام على الكفر».
وتدعم طهران عدة ميليشيات في المنطقة من خلال الحرس الثورى الإيرانى، الذي تأسس بعد «الثورة» كقوات موالية للمرشد، وكان الهدف منه احتواء أو تصفية العناصر المضادة والمعادية للثورة، والمواجهة المسلحة للثورة المضادة، ويضم 4 قوى أساسية هي القوات البرية والبحرية والجوية والقوة الصاروخية، ويوجد تحت لواءه «فيلق القدس»، الذي يقوم بعمليات خارج الحدود خاصة مع «حزب الله» في لبنان، والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، مثل ميليشيات لواء «أبوالفضل العباس»، التي أسست بالتزامن مع اندلاع الثورة السورية، وأعلن عن تأسيسه المرجع الشيعى قاسم الطائى، وكان الهدف من تأسيسه مساعدة النظام السورى والدفاع عن مرقد السيدة زينب بدمشق، ويضم 12 تشكيلاً عسكريًا يطلق عليها أسماء «أئمة الشيعة الاثنى عشر».
وفى العراق، توجد ميليشيات «الحشد الشعبى» التي شكلت في 13 يونيو 2014 بعد فتوى «الجهاد الكفائى» التي أطلقها المرجع الشيعى على السيستانى، بعد سيطرة «داعش» على محافظة نينوى، إضافة إلى «فيلق بدر» الذي يقدر عدد مقاتليه ب12 ألفا، وتولى هادى العامرى بأمر رئيس الوزراء السابق، نورى المالكى، الإشراف على عملياته العسكرية في ديالى، واتهموا بإحداث تغير ديمغرافى فيها من خلال تهجير سكانها وحرق المساجد والبيوت، وبجانب ذك يوجد «جيش المهدى»، ويُعد الجناح المسلح للتيار الصدرى، ويتزعمه مقتدى الصدر، واتهم بأنه مارس القتل على الهوية، واستهدف الأئمة والخطباء والمساجد في بغداد وغيرها.