30 عامًا بين ميلان وبيرلسكوني.. قصة النجاح الأكبر في تاريخ «الروسونيري»

لم تكن مباراة إي سي ميلان وتورينيو في إطار الجولة 27 من الدوري الإيطالي، مساء السبت، مواجهة عادية، بل كانت حدثاً هاماً شهد تكريم الفريق لواحد من أهم رموز النادي على مدار تاريخ الفريق العريق، سيلفيو بيرلسكوني.
اختلف الكثيرون أو اتفقوا على ما وصل إليه النادي في الوقت الحالي مع سيلفيو بيرلسكوني، لكن يبقى المحامي الإيطالي الشهير ورئيس الوزراء الأسبق هو واحد من أهم وأبرز الأسماء في تاريخ النادي ما لم يكن الأبرز على الإطلاق.
20 فبراير 1986 كان تاريخا حاسما وممياز في للفريق العريق، فهو التاريخ الذي شهد تدخل الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني وشراءه لأسهم نادي إي سي ميلان، وإنقاذه من الإفلاس.
«ميلان» وقتها كان يعيش فترة حرجة على المستوى المادي أو الفني، فالفريق سقط للدرجة الثانية في عام 1980 بعد فضيحة «توتونيرو» الشهيرة، وعوقب باللعب في الدرجة الثانية «سيري بي» لأول مرة في تاريخه، وأدى ذلك إلى رحيل العديد من نجوم الفريق وسقوط النادي في أزمة مادية طاحنة جعلت الفريق يعيش فترة كارثية في تاريخ النادي العريق ما بين صعود ل«السيريا A» وهبوط مرة أخرى.
وصول بيرلسكوني، وتملكه لأسهم النادي حولت خط سير الفريق من الهبوط إلى الصعود بسرعة الصاروخ.
المحامي الإيطالي جلب المدرب الصاعد «وقتها بالطبع» اريجو ساكي، ودعم صفوف الفريق بنجوم منتخب هولندا، ريكارد وخوليت وفان باستن، بالإضافة للمواهب الإيطالية الصاعدة من شباب الفريق، مالديني وباريزي وكوستاكورتا ودونادوني، ولم يحتج ميلان لأكثر من موسم تحت قيادة بيرلسكوني وإدارة ساكي الفنية ليعود للتويج المحلي بالفوز بلقب الأسكوديتو في موسم «1987- 1988».
الأمور استمرت بشكل إيجابي للفريق الذي حقق لقب أوروبي بعد أكثر من 20 عاما على آخر لقب، وذلك بفوزه بالكأس الأوروبية لعامين متتاليين في «1989 و1990».
بعد موسم «89/90»، قامت مجلة وورلد سوكر - World Soccer الشهيرة، باختيار فريق ميلان في هذا الموسم كأفضل فريق في تاريخ النادي، بحسب آراء العديد من الخبراء والمتابعين لعالم كرة القدم في وقتها.
نجاح ميلان، في حقبة بيرلسكوني لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن الفريق تقدم للأمام بشكل أفضل في الفترة من «92 إلى 96»، حقق فيها الفريق لقب بطولة الدوري في 4 مناسبات، منها 3 مواسم متتالية، ووصل لنهائي دوري الأبطال لموسمين على التوالي (93 و94) وحقق اللقب في نهائي عام 1994 باكتساحه لبرشلونة الإسباني بنتيجة «4-0».
هبطت نتائج ومستوى الفريق بعد رحيل المدرب فابيو كابيلو بنهاية موسم «95/96»، إلا أن الفريق عاد لمنصة البطولات مرة أخرى عندما توج بلقب الدوري في موسم «98/99»، وهو الموسم الذي شهد مرور 100 عام على تأسيس النادي.
فترة أخرى من النجاح مرت على النادي في حقبة بيرلسكوني، ففي بداية القرن الحالي، جلب المحامي الإيطالي، المدرب كارلو أنشيلوتي لتولي تدريب الفريق في نوفمبر 2001.
أنشيلوتي، كتب فصلاً جديداً مع النجاح للفريق، وبالأخص على الصعيد الأوروبي، فوصل لنهائي دوري الأبطال، المسابقة الأكبر في القارة الأوروبية في 3 مناسبات، وحصد الفريق اللقب في عامي «2003 و2007»، وحقق أيضاً المدرب إنجازا لأول مرة في تاريخ النادي على المستوى العالمي بالفوز ببطولة كأس العالم للأندية في عام 2007.
من هذه النقطة بدأ مستوى الفريق في الهبوط مرة أخرى والإبتعاد على الألقاب والمنافسات الأوروبية، وارتبط اسم الفريق بفضيحة «كالتشيوبولي» التي كلفت الفريق خصم 8 نقاط في بداية موسم «2006-2007».
آخر بطولات الفريق في عهد بيرلسكوني، جاءت في موسم 2010/2011 عندما توج الفريق بلقب الدوري الإيطالي تحت قيادة المدرب ماسيميليانو أليجري، ومن بعدها دخل الفريق في دوامة كبيرة من التخبط مع تغيير القيادة الفنية بأكثر من اسم من نجوم الفريق السابقين الذين خاضوا مع ميلان أولى تجاربهم التدريبية، مع ضعف قائمة الفريق وغياب الأسامي الشهيرة عالمياً، واعتماد الفريق على الأسماء كبيرة السن والبحث عن صفقات الانتقال الحر بدون وضع استراتيجية أو رؤية كاملة لكيفية بناء فريق قوي يعيد أمجاد الفريق الذي يحتل المركز الثاني في قائمة الأندية الفائزة بدوري أبطال أوروبا.
بكل تأكيد، تعد فترة رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني هي الأنجح في تاريخ النادي الذي مر على إنشائه أكثر من 116 عاما (تأسس في ديسمبر عام 1899، الفريق في عهد المحامي الإيطالي حقق 8 ألقاب لبطولة الدوري، لقب واحد لكأس إيطاليا، لقبين لبطولة دوري الأبطال بمسماها القديم (الكأس الأوروبية) و3 بمسماها الجديد (دوري الأبطال) ليكون الفريق الأيطالي الأنجح على المستوى القاري.