تقوم نظرية الفأر الشَّقيّ علي حكمة مُؤَدَّاهَا ؛ أنك إذا أعطيتَ الفأر قطعة خُبزٍ .. جلس بإسترخاء و طلب منك كوباً من اللبن الدافئ .. ! و لعلها الحكمة الفاسدة التي أحالت شعوب العالم النامي إلي فئران ؛ يتفنَّن حكامها في إدخالها الجحور بلا رجعة ولا شفقة طول الوقت ؛ مُتَفَادين كل الأعراض الجانبية لنظرية الفأر الشقيّ ؛ أو المواطن الطمَّاع مُحْتَمَل التمَرُّد ؛ إذا ما استوفي أساسيات حياته من لقمة عيش سهلة ميسورة و حياة آمنة ؛ أن يجلس بشَقَاوَة - غير مرغوبة ولا مطلوبة – سائلاً عن باقي حقوقه ؛ من حرية و كرامة وعدالة و ديمقراطية حُكْم ؛ إلخ مما لا يُحْمَد عُقْبَاه من قواميس الممنوعات بكل جمهوريات الفأر الشقيّ ! و لذلك كان الدستور الحقيقي غير المُدَوَّن ؛ و الراسم للعقد العُرْفي فوق الدستوري ما بين الحاكم والمحكوم ؛ هو دستور دولة الفأر الشقي ! فكانت إدارة المجتمع تصبُّ دائماً في خانة ؛ إدارة التكريس للفقر لضمان عدم الخروج منه ! و حتي يظل الفأر بفقر مُقيم غير مُفَارق ؛ فتنهكه لقمة العيش و تردعه القوانين الإستثنائية ! أي كان العزف علي وترين لا ثالث لهما ؛ هما لقمة العيش والأمان ؛ و كأساسيات مراحل الإحتياجات البدائية لإنسان ما قبل التاريخ ؛ و ليس لإنسان القرن الحادي و العشرين ؛ و ليس تحديداً ما يليق لسليل تراكمات الحضارة الإستثنائية لآلاف السنوات ! و حين قامت الثورة ؛ لم تنْهَرْ الجمهورية الشقية كجوهر ! بل إستمرت بحُكْمها الإنتقالي ؛ و بنفس دستورها غير المُدَوَّن شديد السطوة ؛ و حَكَم مَنْ لم يختره لا الإنسان و لا حتي الفئران ! وتداخلت المكنونات العاطفية مع مخاوف رفض كل متاح ؛ كلما استدعت الظروف و الضرورة ؛ إعتراضاً علي غموض ممارسات وسياسات المجلس الأعلي – الشاغل مؤقتاً لغياب رئيس الجمهورية - ؛ بل و الكل يفهم .. لكنه يفضل عدم التعجيل بالصدام مع الخط الأخير ! لكن كل الأمور تمشي في إتجاه ؛ إعادة تستيف أوراق قديمة بشكل قد يبدو تغييراً ؛ و هو غير ذلك لا محالة ! بل و تتسبب هذه الأداءات عاتية الشيخوخة ؛ في إعادة جلوس الوطن صباحاً كسابق العهد في شمس الشتاء بإنتظام ؛ لضمان خروج الأعراض الروماتيزمية القاسية من مفاصله و عظامه ؛ بالرغم من تمتعه بمعدلات شباب هي من الأفضل عالمياً ؛ إذا ما قارناه بمجتمعات الشيخوخة كأوربا العجوز و اليابان وبلاد العمر الفائت ! هو نفس منطق إنتظار الغيب و حكمة شيوخ الحُكْم ! هو نفس التقطير بتحقيق مطلوبات ؛ وبعد شديد إلحاح و ضغوط ؛ بل و بمُسَاوَمَات غير مُعْلَنَة لكنها سارية كقاعدة دستورية غير مُدَوَّنَة منذ القديم ! نأخذ رأيك في تعديلات دستورية لأقل من المواد العشرة ؛ و نحكمك بإعلان آخر من 62 مادة لن نسألك الرأي بخصوصها ؛ و يثور متحدث المجلس الأعلي إذا ما أبدي علي الهواء أحد العلماء المتخصصين إعتراضاً علي مادة ؛ ويرد عليه بعصبية شديدة خالطاً بين الجيش كمؤسسة عسكرية ؛ والمجلس كمؤسسة تدير واقعاً سياسياً ؛ بل ويقول المتحدث العسكري أنظروا جواركم إلي ليبيا .. يقصد أنظروا ماذا يفعل جيشها مع الشعب .. ما هذا الخلط وهذه الحصانة حتي تجبر الآخرين من العلماء الأفذاذ علي تنفيذ الأوامر ؛ بالرغم من كونها سياسة ! ولقد بُحَّ صوتنا و دميت مطالباتنا ؛ يا مجلسنا الموقَّر تحتاجون ونحتاج لدعمكم مجهوداً وعلماً و تخصصاً ؛ بمجلس رئاسي مدني نختار نحن أعضاءه و بعضويتكم ؛ لتسيير أمور البلاد بلا بطء و بلا وقفات أو إعتصامات أو مليونيات ؛ وهو الكفيل بضبط كل شئ .. لكن المجلس كأن لم يسمع ! و نفس البُطء في التجاوب مع نبض الشارع ؛ و التجاوب في غير وقته و بما يُفْقد الإنجاز معناه ! و نحن نعترف بثورة الشعب العظيمة ؛ بل و حميناها منذ اللحظة الأولي ؛ و بوقت الإحتكام للمرجعية : لقد أتينا للحكم بشرعية المادة 88 من الدستور ؛ و التي تنص علي حماية القوات المسلحة للبلاد من أي خطر يهددها ؛ و بواقع تفويض الرئيس - المخلوع بشرعية الثورة - للمجلس بإدارة البلاد ؛ و كذلك وجودنا هو بشرعية الثورة ! فإذا كانت الثورة قد أطاحت بالرئيس الذي فوَّض المجلس ؛ فكيف يمكن للمجلس أخذ ذلك التفويض بإدارة البلاد في الحسبان ؟! أي كيف يكون التفويض ممَّن أطاحت به الثورة ؟! و كيف تكون شرعية المجلس من الرئيس و من الثورة ؟! إذا كان المُفَوّض ضد الثورة .. والثورة أطاحت بالمُفَوّض ؟! وأي فَهْم يمكن أن نختار من شرعية وجود المجلس بالمادة 88 من دستور 71 ؛ لو حاولنا تفهُّم طبيعة الأخطار كما تقررها المادة ؟! هل كان المخلوع هو الخطر علي البلاد أم الثورة ؟!!! لقد قام المجلس بإقحامنا في حسابات و تعقيدات و إشكاليات غير مفهومة ؛ بل و أتاح للفاسدين فُرَصاً فوق بلاتينية غير مبررة ؛ و أهدر للثورة وقتاً يصعب تعويضه و فُرَصَاً لا تتكرر ! بل و حقَّق للمخلوع وعيده .. " إمَّا هو أو الفوضَى " ! و لأننا الآن لا يمكننا رؤية هيبة الدولة بوضوح في أي شئ ! بل وكلما سألنا مجلس الوزراء أو وزير الداخلية أو المجلس الأعلي عن عودة الأمن للشارع ؛ أجاب الكل بأن الشرطة في حالة إعادة بناء ؛ و كأنها كانت في حالة حرب مع الأعداء علي الحدود واسْتُشْهِد معظم أفرادها مثلاً ! الكل تحالف علي المساومة لتأديب الثورة والشعب و تحقيق وعيد المخلوع ؛ و لرضوخ الشعب لحتمية إستعادة أمن الشارع ؛ في مقابل تنازله عن حق و دماء الشهداء و ذوي العاهات المستديمة ؛ ومنح الحِلّ و الغفران وصك البراءة للشرطة من كل ما حدث ! فإن لم يكن ما يحدث برضا المجلس الأعلي .. فلماذا لم يمنع هذه المهزلة و المساومة غير الشريفة .. و يُجْبر الشرطة علي الإنضباط فوراً ؟! هدم كنيسة .. خطف فتيات .. تطبيق حد (وهمي وهو ليس بحدّ ) بقطع أذن مواطن .. هدم أضرحة .. حريق هنا .. وآخر هناك .. إنفلات بمباراة دولية .. إلخ مما يجب أن يشهده كل فأر شقي من إنعدام الأمان ! إضافة إلي التضييق الإقتصادي العمدي و الممكن تفاديه ؛ لإظهار الأسواق بموقف الإحتياج وبما يرفع الأسعار ؛ بل ويؤدي لعدم تمكنك من الحصول علي ما تريد و إن ملكت ثمنه ؛ حتي لأنواع خطيرة من الأدوية ! فهل توقف الإنتاج أو تم تخفيضه مثلاً ؛ لأنه قد تم تأميم الإستثمارات أو تدمير خطوط الإنتاج ؟! حتي الشركة الشرقية للدخان .. تتعمَّد تخفيض إمداداتها للأسواق ؛ وبما يرفع من أسعار منتجاتها ولا تباع إلا بسوق أشد سواداً مما يُحَاك بكل شئ بالوطن .. وعن علم من المجلس الأعلي ؟! فهل دخلت الثورة و الثوار لشركة الدخان ومصانع الأدوية و صوامع الغلال و شركات التعبئة و المصانع .. إلخ ؛ و هدموا الدنيا علي رؤوس الجميع .. وحتي يحدث ما يحدث .. و يرتفع سعر كل شئ .. ويقل وجود كل شئ ؟! مرة أخري .. إن لم يكن ذلك يُصَادف الرضا لدي المجلس الأعلي لتدخل و أوقف المهزلة ! وحين السؤال عن عزمي أو فلان أو علان .. قال متحدثو المجلس الأعلي أنه يلازم منزله ؛ إلي أن خرج بمداخلة هاتفية علي الهواء بأحد البرامج الحوارية علي إحدي الفضائيات الأكثر مشاهدة ؛ وصرّح بانه يعمل بتوافق مع المجلس الأعلي ؛ ولأنه ليس موظفاً عند الرئيس المخلوع حتي يتوقف عن العمل بخلع الرئيس ؛ لكنه موظف بقانون برئاسة الجمهورية ! و لم يعتذر المجلس عن هذا العمد .. بل قال متحدثه نزولاً علي رغبة الشعب سيبحث المجلس في تقاعد زكريا عزمي !!!! ولنا في ذلك لَعِبْرَة .. بل ولنا أن نقيس ما نريد علي ما رأينا و اختبرنا و فهمنا .. من الإقامة الجبرية الفندقية للمخلوع و أسرته .. إلي تجميد الأموال و المنع من السفر .. إلي المحاكمات الضعيفة للصغار و التي فتح بابها المخلوع و ليس غيره ! السادة المجلس الأعلي .. تمت الإطاحة بأكبر فأر في جمهورية الإنسان ؛ و عليكم أن تثبتوا أنكم ما جئتم لتؤدبوا الفئران .. لأنه لم يكن بالحقيقة فئران سوي برأس المخلوع و نظامه ! فاثبتوا أنكم في جمهورية إنسان الثورة المصرية العالمية المُلْهِمَة ؛ و التي أضافت لكم و للجميع شرفاً علي كل شرف ... و أقول لكم إن الشعوب لا تصنع ثورة كل عام .. فاتقوا الله في مصر الدولة العُظْمَى بالحقيقة ؛ واتقوا الله في دماء الشهداء .. و عاهات الأحياء .. و أحلام الشعب الذي لن يسمح بأن يُصَادِر أحدهم حلمه ! و اكفونا و اكفوا أنفسكم ما أنتم به أعلم و الله من فوقكم به أعلم .. فلم يعد بالإمكان لغدٍ صبر ؛ قد كان بالأمس مُمْكِنَاً ! و أُشْهِد الله تعالي .. أني قد أبلغت مرات و مرات ومرات ... ! http://www.facebook.com/note.php?created&¬e_id=195385423829984