قال الدكتور خالد أبوزيد المدير الإقليمى للموارد المائية بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربى وأوروبا «سيدراي»، إن إجمالي الاحتياجات المائية من المياه الجوفية قد تصل لأكثر من 8 مليارات متر مكعب سنويا، وذلك لاستصلاح مليون و328 ألف فدان، ضمن مشروع ال 1.5 مليون فدان، ولأغراض مياه الشرب لعدد 25 مليون نسمة قد تستهدف الدولة توطينهم في مناطق المشروع. وأضاف «أبوزيد»، في تصريحات صحفية، أن الاستراتيجية التنموية التي تضمن استدامة التنمية أطول مدة ممكنة في الصحراء الغربية هي اعتماد الاستخدامات المنزلية المصاحبة للتوسع السكاني على المياه الجوفية، واعتماد التوسع الزراعي على إعادة استخدام الصرف الصحي المعالج، خاصة أن حجم الصرف الصحي الآن في مصر وصل لأكثر من 7 مليارات متر مكعب سنويا، مشيرا إلى أن مياه الصرف الصحي في زيادة مستمرة لأن 80% من الاستخدامات المنزلية (المتزايدة بزيادة السكان) تعود للصرف الصحي. وأوضح المدير الإقليمي ب«سيداري» أنه تم تحديث الكود المصري لإعادة استخدام الصرف المعالج في الزراعة في 2015 وهو يسمح بزراعة المحاصيل والفواكه والخضروات التي تطهى حسب درجة المعالجة، مشيرا إلى أن هناك استراتيجية أعدها مركز «سيداري» بالتنسيق مع 6 وزارات معنية لإعادة استخدام الصرف المعالج في مصر حتى 2030 توضح ما يمكن استخدامه بكل محافظة. وأشار "أبوزيد" إلى أنه فيما يتعلق بالأرقام المعلنة من وزارة الري، فالمفروض أن استهلاك الفدان على أقل تقدير هو 4000 متر مكعب للفدان بفرض زراعة موسمين محاصيل أو أشجار مستديمة. فيما يعني أن هناك مليونا و328 ألف فدان، تعتمد على المياه الجوفية تحتاج 5.3 مليار متر مكعب سنويا وليست 2 مليار متر مكعب، موضحا أنه تمت دراسة خزان الحجر الرملي النوبي لمدة خمس سنوات مع الأربع دول المتشاطئة في الخزان، وهي مصر والسودان وليبيا وتشاد، وتأكد عدم تجدده، ويجب التعامل مع الخزان على هذا الأساس، فيما يتعلق بإدارة مشروعات استصلاح الأراضي في مصر. وأوضح "أبوزيد" أنه بإضافة الاحتياجات المائية المنزلية المطلوبة على الاحتياجات المائية لأغراض الزراعة عند تسكين حوالي 25 مليون نسمة في الصحراء الغربية من ال 56 مليون زيادة سكانية المتوقعة في العشرين سنة القادمة، بما أن معدل الزيادة السكانية وصل 2.8 مليون نسمة في العام، وعلي ذلك تتطلب الإحتياجات المنزلية من المياه الجوفية 3 مليار متر مكعب سنوي في نهاية العشرين عام (120 منر مكعب للفرد في العام × 25 مليون نسمة) لأن المصدر الوحيد الملائم للشرب في الصحراء الغربية هو المياه الجوفية. وبذلك نكون قد تعدينا 8 مليار متر مكعب سنويا في 20 سنة فقط وليس 2 مليار متر مكعب في 100 سنة. وأضاف أبوزيد أن الإحتياجات المائية في تزايد مستمر ويجب ألا نغفل أهمية المياه لأغراض الشرب للتنمية العمرانية، ومن ثم وفي ظل محدودية الموارد المائية في مصر وعدم القدرة على تلبية أي احتياجات إضافية من مياه النيل في الوقت الحالي، وبما أن المياه الجوفية ذات الجودة العالية في الصحراء الغربية هي الأنسب للشرب الأقل استهلاكا من الزراعة، بينما أنسب استخدام للصرف الناتج بعد معالجته هو للزراعة، فيجب اتباع استراتيجية «المصدر المائي الملائم للاستخدام الأنسب في الموقع الأفضل».