تحقيقات «الانضمام لداعش»: سوريون في مصر يُجندون الشباب عبر «فيس بوك»

كشفت تحقيقات نيابة الأحداث الطارئة بجنوب الجيزة مع طالب بالأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام، اليوم الأربعاء، إرسال تنظيم «داعش» لعناصر تابعة له من السوريين، لتجنيد الشباب المصري، بعد اعتناقهم فكر التنظيم المتطرف، ثم سفرهم إلى دمشق لتلقي تدريبات عسكرية لعدة أشهر، والعودة مجددا إلى مصر لتنفيذ أعمال إرهابية.
وذكرت تحقيقات النيابة، برئاسة المستشار محمد الطماوي، إن مجموعة من السوريين الذين يقطنون مدينة 6 أكتوبر، محل سكن المتهم «محمد.ع»، يعملون على استقطاب الشباب المصري للانضمام إلى التنظيم، والسعي إلى السفر إلى سوريا عبر الأراضى التركية، وبالفعل تواصل المتهم مع السورى المُلقب ب«أبوعمار»، وصارت هناك علاقة صداقة بينهما، ومحادثات عبر موقع «فيس بوك»، وأقنع عضو «داعش» الشاب المصرى بأفكار التنظيم، واتفقا على تلقيه التدريبات العسكرية، والعودة إلى البلاد، واستهداف قوات الجيش والشرطة.
وأضافت التحقيقات أنه بعد الاشتباه في المتهم المصري تم ضبطه أثناء محاولة حصوله على تأشيرة سفر إلى تركيا، مشيرة إلى أنه كان يتواصل مع المتهم السوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال أحد الكافيهات «سايبر»، وليس في منزله، أو عبر جهاز ال«لاب توب» الشخصي، وأن المتهم «أبوعمار» غادر الأراضي المصرية بعد تجنيده للطالب.
وأوضحت التحقيقات أن المتهم «محمد» اعترف تفصيليًا بمحاولة الالتحاق بتنظيم «داعش»، وسعيه إلى الوصول لسوريا عبر تركيا، وفشله في الحصول على تأشيرة سفر إلى أنقرة، لسبب لا دخل له فيه، وأقر بأنه كان مفترضا أن يلتقى مع أحد المتهمين الهاربين «مصرى»، في تركيا لتهريبه إلى دمشق ومساعدته في الالتحاق ب«داعش».
ووفقًا لاعترافات المتهم، فإنه أراد السفر إلى سوريا لاقتناعه بالجهاد في سبيل الله، وتكفير الحكام العرب، وإتاحة الفرصة لإقامة ما يسمى «الدولة الإسلامية»، مؤكدًا أنه اتفق مع المتهم السورى «الهارب» على تلقى التدريبات العسكرية والعودة مرة أخرى إلى البلاد لتنفيذ أعمال إرهابية داخل القُطر المصرى.
وتبين من خلال تحريات مباحث الأمن الوطنى أن المتهم «محمد» عاش في دولة هولندا عدة سنوات، وكان من مدمنى المواد المخدرة، وكانت سمعته سيئة بين أفراد جيرانه، وأقر بتكفيره الحكومة المصرية لعدم تطبيقها لأحكام الشريعة الإسلامية، مشيرة إلى أن هناك عددا من الشباب اقتنع بأفكار التنظيم، وسافر بالفعل للأراضى السورية.
وذكر المتهم، خلال التحقيقات، أن العمليات الإرهابية التي كان منوطا به تنفيذها بعد تلقيه التدريبات البدنية وحمل الأسلحة لم يكن على دراية بها، إنّما كل ما تلقاه أنه سيكلف باستهداف كمائن أمنية.
وانتهت النيابة إلى قرارها بحبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وأسندت له تهمتي الانضمام إلى جماعة أُسّست على خلاف أحكام القانون والدستور، والسعى إلى تلقي تدريبات عسكرية بهدف تكدير الأمن والسلم العام.
ورفضت النيابة طلب دفاع المتهم بإخلاء سبيله بأى ضمان تراه، كونه طالبًا ويخشى على مستقبله الدراسى، ووالده يعمل بوظيفة مرموقة بالدولة، وتقدم المحامون بحافظة مستندات تحوي أوراقًا طبية مستخرجة من مستشفى بنها التعليمي تفيد بمرض المتهم بالتهاب الكبد الوبائى وتلقيه عقاقير تؤثر على صحته النفسية، وأرفقت النيابة تلك الأوراق بالتحقيقات.
وطلبت النيابة تحريات تكميلية لمباحث الأمن الوطنى عن محرضي طالب أكاديمية الإعلام، والكشف عن محرضيه، وتحركات باقي المتهمين.