أيام البركة.. المصريون يحتفلون ب«المولد» و«الميلاد»

يتوافق المولد النبوى الشريف وميلاد السيد المسيح هذا العام، حيث يحتفل المسلمون بمولد نبيهم اليوم الأربعاء فى حين يحتفل المسيحيون الكاثوليك بميلاد المسيح غدا الخميس، لتكون بذلك رسالة محبة وسلام للعالم بأن الأنبياء جميعا إخوة وجميعهم وجميع البشر لأب واحد وهو سيدنا آدم عليه السلام، لتتجلى بذلك العلاقة المترابطة والمتواصلة والأقرب بين آخر النبييّن وخاتم المرسلين وبين السيد المسيح.
ونرى الكثير من الآيات القرآنية التى تجمع بين النبى صلى الله عليه وسلم، وسيدنا عيسى عليه السلام، ومنها قول المولى عز وجل (وَإِذ قَالَ عِيسَى بنُ مَريَمَ يَٰبَنِي إِسرَائيلَ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيكُم مُّصَدِّقا لِّمَا بَينَ يَدَيَّ مِنَ التَّورَاةِ وَمُبَشِّرَا بِرَسُول يَأتِى مِن بَعدِى اسمُهُ أَحمَدُ فَلَمَّا جَآءَهُم بِالبَيِّنَٰاتِ قَالُواْ هَٰذَا سِحر مُّبِين) سورة الصف آية 6.
من جانبه، قال الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن احتفال المسلمين بالمولد النبوى، هذا العام، يحدث مرتين، ومن المنتظر أن يتكرر بعد 33 عامًا.
وأضاف تادرس أن العالم الإسلامى يحتفل بالمولد النبوى الشريف، اليوم الأربعاء، للمرة الثانية خلال 2015، حيث كانت المرة الأولى يوم السبت 3 يناير 2015، موضحا أن تكرار المولد النبوى مرتين فى عام ميلادى واحد يحدث كل 33 سنة.
وأشار تادرس إلى أن السنة الشمسية تزيد على السنة القمرية ب11 يومًا، وعليه يمكن أن يتكرر هذا الأمر كل 33 سنة، مشيرا إلى أن حاصل ضرب 11 يومًا فى 33 عامًا يساوى 363، وهو متوسط عدد أيام العام.
وخلال زيارته للكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى مطلع هذا العام لتهنئة الأقباط بأعيادهم قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إنه يستبشر بهذا العام خيرا لتوافق ذكرى المولدين: مولد نبى الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومولد سيدنا عيسى عليه السلام،، لافتا إلى أن هذه الأعياد دلالة على الأمن والخير والبركة المنتظرة لمصر والعالم.
من جانبه أكد الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية عضو مجلس بيت العائلة، أن الشعب المصرىّ نسيجٌ وطنى واحد، لا يمكن لأحدٍ النيل من تلاحم أبنائه ووحدتهم التاريخية.
وأكد أن توافق المولد النبوى الشريف وميلاد السيد المسيح رسالة سلام ومحبة للعالم أجمع، لافتا إلى أن الأديان والشرائع السماوية تدعو لنشر السلام والأمن فى مختلف ربوع الأرض وترفض العنف والقتل والإرهاب.
وأشاد عفيفى بما يقوم به بيت العائلة، وما يقدمه من حلولٍ واقعيةٍ للمخاطرِ التى تُهدِّدُ مستقبل البلاد، وإزالةِ أسبابِ الاحتقانِ الطائفى التى يستغلها أعداء الوطن فى تعكير صفوه ومحاولة النَّيْل من وَحدته الوطنية.
كما جمع أمير الشعراء أحمد شوقى بين الرسول صلى الله عليه وسلم وسيدنا عيسى فى قوله:
البدرُ دونك فى حسنٍ وفى شرفٍ*** والبحرُ دونك فى جودٍ وفى كرمِ
أخوكَ عيسى دعا ميتًا فقام له *** وأنت أحييتَ أجيالًا من العدمِ
وقال فى موضعٍ آخر:
وُلد الرفق يوم مولد عيسى *** والمروءات والهدى والحياء
ثم أكمل فى نفس القصيدة مادحا الرسول:
أشرق النور فى العوالم لما *** بشرتها بأحمد الأنبياء
أما الشاعر رياض معلوف من شعراء المهجر فقد قال فى قصيدة يفاخر فيها بحضارة الإسلام:
وحد الله فالمؤذن واحد*** وبذكر النبىّ فى العيد أنشد
يا رسول الله أنت وعيسى خير*** من يُصطفى ويُرجى ويُقصدْ
فلنجعل من هاتين المناسبتين الكريمتين مدخلا كبيرا للتعاون والتفاهم والالتقاء بين الأديان السماوية فى مواجهة الظلم والقتل والقهر، والعمل على نشر السلام والمحبة والأمن التى تنادى بها الشرائع السماوية.