مقاتلات «آل سعود» vs صواريخ «الحوثيين».. صراع بدأ في 2009 وتجدد في 2015

أعلنت قوات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية في اليمن، الجمعة، أن المملكة تعرضت لهجوم بصاروخين «بالستين» أطلقا من اليمن.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع الجوي السعودي أنها تمكنت من اعتراض أحدهما، لايزال مصير الصاروخ الثاني مجهولا، في تطور خطير خاصة في ظل هدنة هشة لمدة أسبوع في اليمن تبادل فيها أطراف الصراع الاتهامات باختراقها.
ويعد الصراع المحتدم حاليا باليمن بين قوات التحالف الإقليمي العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وميليشيات الحوثيين والذي بدأ في مارس 2015، ليس الصراع الأول من نوعه بين الطرفين، إذ وقعت أول مواجهة بينهما عام 2009 عندما اجتازت قوات الحوثيين الحدود الجنوبية للمملكة ودخلت إلى قرية الخوبة التابعة لمحافظة جازان، ما دفع الممكلة إلى إرسال فرقة عسكرية من حرس الحدود لطردهم، واشتبك المسلحون الحوثيون مع القوات السعودية، بحسب ما ذكرت قناة «سي إن إن» العربية نقلا عن مواقع إخبارية للمملكة.
وبعد أن أخلت القرية من السكان، أعلنت السعودية حربها على الحوثيين، وتحركت ألوية من القوت البرية معززة بالدبابات والصواريخ، كما حركت قطعا بحرية، وانتهت المعركة بخسارة الحوثيين ل 1500 مقاتل وعدد أكبر من الجرحى بحسب التقديرات السعودية، ليعلن بعدها عبدالملك الحوثي وقف الحرب، وسحب قوته من الأراضي السعودية في 25 يناير 2010.
وفي هذا السياق؛ يعلق السفير فتحي الشاذلي، سفير مصر الأسبق بالممكلة العربية السعودية، على التطور الخاص بكسر الهدنة بإطلاق صواريخ من قبل الحوثيين على المملكة قائلاً: «اتصور أن تعرض المملكة لصواريخ باليستية اليوم تطورا خطيرا، صحيح أن هناك صواريخ موجودة بالفعل بحوزة ميليشيات الحوثيين، ولكن كانت هناك هدنة، وإطلاق هذه الصواريخ يعد كسر للهدنة القائمة».
وأضاف «اتصور أن الممكلة هترد رد قوي وعنيف على ميليشيات الحوثيين، وهي قادرة بما لديها من أسلحة ومعدات عسكرية على قدر عالٍ من التكنولوجيا ولكن المتضرر والخاسر في النهاية هيكون الشعب اليمني»، وتابع: «اتصور أيضا أن الفترة القادمة ستشهد ساحة القتال باليمن استخدام أنواع جديدة من الأسلحة والمعدات العسكرية من قبل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة ضد ميليشيات الحوثيين».
في السياق ذاته؛ يعلق الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على كسر الهدنة قائلا: «أي انتهاك لوقف إطلاق النار سيؤثر بالسلب على مجرى المفاوضات ومن الواضح أن الصراع العسكري وصل إلى مرحلة لا يستطيع أي من الطرفين حتى الآن حسمه لصالحه، ومن ثم قد يكون هذا أحد الأسباب الدافعة للجلوس على مائدة المفاوضات».
وأضاف «في حالة ما لم يتم التواصل لتسوية متوازنة مقبولة وإذا لم تنجح المفاوضات واستمرت أعمال انتهاك وقف إطلاق النار من الطبيعي أنه سيحدث تصعيد بمعنى دخول أسلحة جديدة لساحة القتال في اليمن».
وتابع: «في رأي الحوثيون لا يملكون الشرعية وإذا تابعت تطورات الصراع في اليمن فستجد أن الحوثيين انقلبوا على الشرعية وما ساعدهم على ذلك أن الشرعية ضعيفة وهم يصورون أنفسهم وكأنهم أهل شرعية وهذا غير صحيح».
وتعليقا على ما إذا كان الصراع سينتهي بحل الدولتين يمن شمالي وجنوبي قال: «حل الدولتين وضع مطروح للأسف وقد يفوضه الواقع إذا لم يستطع أي من الطرفين سواء القوة الشرعية أو الحوثيين السيطرة على الأراضي التي يسيطر عليها الآخر، ولكن حتى مع حدوث ذلك سيظل هناك صراع، حيث ستظل كل من القوتين في تناحر وتسعي جاهدة لبسط سيطرتها على كل اليمن».