بدأ الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، زيارة رسمية إلى أوغندا لرئاسة وفد من خبراء وزارته والخارجية، وتستمر حتى الجمعة المقبل، لبحث التعاون في مجالات المياه، ومساعدة أوغندا في إقامة سدود لحجز مياه الأمطار وتوفير مياه الشرب للقرى المحرومة. وأكد الوزير أن هذه المرحلة ستشهد العديد من مجالات التعاون والتكامل بين الدولتين في مجال الموارد المائية، تفعيلاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتقديم كل أوجه التعاون مع دول حوض النيل، وتفعيلاً للمبادرة المصرية لتنمية دول حوض نهر النيل التي انطلقت عام 2012 لتحقيق التعاون والتنمية المستدامة لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية بحوض النيل. من جانبه، قال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، إن أوغندا بدأت تنفيذ مشروع لإنشاء سد «كاروما»، ضمن سلسلة من السدود الصغيرة لتخزين 5 مليارات متر مكعب من المياه، ولا تشكل خطورة على تدفقات المياه لمصر، مضيفًا أن السدود الأوغندية تعتمد بشكل كبير في توليد الطاقة الكهربائية على التدفقات المائية وسرعة جريان النهر ولا تعتمد على التخزين، مشيرًا إلى أن دول حوض النيل بدأت التنفيذ المنفرد لاتفاقية «عنتيبي» لتقاسم مياه النيل، للحصول على حصة مائية مثل مصر والسودان، استغلالا لفشل مفاوضات سد النهضة، وتأييدًا للموقف الإثيوبي، مشددًا على أن دول حوض النيل ستدعم إثيوبيا، خلال المرحلة المقبلة، لأنه إذا نجحت إثيوبيا سيفعلون نفس مخطط السدود، معتبرًا أن الأمر «معقد»، وكل يوم يمر تحصل إثيوبيا على دعم جديد من دول حوض النيل. ومن جانبه قال «مغازي»، في تصريحات صحفية الثلاثاء، إن جولته تأتي في إطار التعاون بين مصر ودول حوض النيل باعتبارها إحدى أولويات التعاون المشترك بين القاهرة والدول الأفريقية، مشيرًا إلى أن إجمالي المساعدات والمنح التي قدمتها مصر إلى دول حوض النيل خلال العقدين الماضيين بلغت أكثر من 66 مليون دولار، منها تنفيذ حزمة من المشروعات في مجال مقاومة الحشائش المائية وإنشاء سدود حصاد مياه الأمطار وخزانات الأودية . وأوضح «مغازي» أنه يجري حاليا إنشاء (5) سدود في جنوب السودان، بالإضافة إلى حفر وتجهيز الآبار الجوفية لتوفير مياه الشرب بالقري والمدن في كينيا، حيث تم حفر 180 بئراً بالمناطق القاحلة في كينيا بمنحة 6 ملايين دولار، وحفر 10 آبار جوفية بالسودان بمليون دولار، وجارٍ حفر 50 بئراً بولاية دارفور السودانية بمبلغ 7 ملايين دولار على مدى 5 سنوات . وأضاف وزير الري أنه سيجري مباحثات مع وزراء المياه والبيئة، والزراعة والثروة الحيوانية والأسماك الأوغندي، لاستعراض إنجازات المشروعات الجارية في مجال الموارد المائية وتعزيز فرص تعاون جديدة بين البلدين، وتوجيه الأنشطة وحزم العمل الجارية وحل الصعوبات في المشروعات المشتركة. وأشار «مغازي» إلى أنه سيتم افتتاح عدد من مشروعات التعاون الثنائي ومن ضمنها افتتاح عدد من الآبار الجوفية المخصصة لأغراض الشرب في المناطق الأوغندية المحرومة، وذلك في إطار بروتوكول التعاون الثنائي الموقع بين وزارتي الموارد المائية والري المصرية والمياه والبيئة الأوغندية بمبلغ 4،5 مليون دولار، لتنفيذ عمليات مشروعات تنموية عديدة موجهة للمجتمعات المحرومة في أوغندا. وأوضح «مغازي»، أنه تم من خلالها حفر وتجهيز 70 بئرا جوفية من إجمالى 75 بئرا جوفية لتوفير مياه الشرب الصالحة لخدمة مواطني أوغندا المحرومين من خدمات مياه الشرب النظيفة، بالإضافة إلى أنه سيتم توقيع ملحق للعقد الخاص بهذه العملية لتزويد عدد 2 بئر جوفي بطلمبات تعمل بالطاقة الشمسية كآبار رائدة بأوغندا. ولفت الوزير إلى أنه سيتم خلال الزيارة أيضاً توقيع مذكرة التفاهم الخاصة بمشروع التعاون الفني الجديد لدرء مخاطر الفيضان بمقاطعة كسيسي غرب أوغندا، والتي شهدت خلال السنوات الماضية سلسلة من الفيضانات العارمة وفقد الأرواح وتدمير المنشآت وتشريد المواطنين. وسوف يتم تنفيذ المشروع فوراً، موضحًا أنه سيتم توقيع عقد هذه العملية أثناء الاحتفالية مع إحدى الشركات الوطنية الكبرى إيذانا ببدء التنفيذ. كما سيقوم وزير الري خلال زيارته لأوغندا بتفقد إنشاء سدود لتخزين المياه وتوفيرها للمجتمعات المحلية والقرى لتلبية احتياجاتهم المائية للأغراض المنزلية وعلى رأسها مياه شرب، والثروة الحيوانية بالإضافة إلى افتتاح مجموعة من الآبار الجوفية التي نفذتها المنحة المصرية تعمل بالطاقة الشمسية، وذلك ضمن المرحلة الثانية من مشروع الآبار الجوفية، والبالغة 10 آبار يتم توفيرها في المناطق المحرومة من مياه الشرب من إجمالي 75 بئرًا، مشيرًا إلى أن الوزارة قامت بتنفيذ العديد من المشروعات ضمن مذكرات التفاهم في مجال الموارد المائية والري الجاري تنفيذها حالياً مع كل من إثيوبيا، تنزانيا، أوغندا، والكونغو الديمقراطية، وجنوب السودان، بالاضافة إلى البدء في تنفيذ مذكرتي التعاون في القريب العاجل مع كل من كينيا وبوروندي.
