هزيمة غير متوقعة لليمين الفرنسي المتطرف في انتخابات الأقاليم.. «تقرير»

فاز حزب الجمهوريين (يمين الوسط)، بزعامة الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، وشركاؤهم، بإدارة 7 مناطق، من أصل 13، في الجولة الثانية من انتخابات المناطق بفرنسا، فيما فشل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في تحقيق نجاح يذكر مقارنة بالنتائج التي حققها في الجولة الأولى.
وبحسب النتائج فاز الحزب الاشتراكي الحاكم بقيادة الرئيس فرانسوا هولاند، وشركاؤه، ب 5 مناطق على الأقل، فيما لم يحصل حزب «الجبهة الوطنية»، على أصوات كافية أمام منافسيه، على خلاف التقديرات الأولية عقب نتائج الجولة الأولى من الانتخابات، التي أجريت الأسبوع الماضي، وبحسب النتائج، ستظل «الجبهة الوطنية» دون سيطرة على أي منطقة فرنسية، وهو ما لم يحدث من قبل في تاريخها.
وحصدت رئيس حزب «الجبهة الوطنية»، مارين لوبان، 42% من الأصوات في منطقة نور با دو كاليه بيكاردي (شمال فرنسا)، غير أنها خسرت الانتخابات بالمنطقة بنسبة 57% لصالح الجمهوري، كزافييه برتران، كما خسرت ابنة شقيقة لوبان، ماريون ماريشال لوبان، في منطقة «بروفانس ألب كوت دازور»، جنوب شرقي فرنسا. وكانت «الجبهة الوطنية» حصدت 29.5% من الأصوات في الجولة الأولى، فيما حصل يمين الوسط، على 27.4%، والحزب الاشتراكي (الحاكم) على 22.7%.
وجاءت نتيجة تلك الجولة، مغايرة لكثير من التوقعات، حيث حققت «الجبهة الوطنية»، في الجولة الماضية نتائج غير مسبوقة، وتصدر حزبها في 6مناطق، وتسببت النتيجة في ردود فعل قوية لأنها كانت في نظر العديد من السياسيين الفرنسيين داخل وخارج الحكم بمثابة «الصدمة» بحسب الصحف الفرنسية، فيما اعتبرت مارين لوبان النتيجة «رائعة»، وقالت إن الحزب الجمهورى لا يتمتع بالمصداقية واعتبرت عودة رئيسه نيكولا ساركوزى للمشهد من جديد «كارثة لعائلته السياسية»، مطالبة باختيار «البديل»، وهو ما حققه الفرنسيون في الجولة الثانية، وارتدت «الصدمة» هذه المرة لحزب «الجبهة الوطنية»
وتعتبر خسارة اليمين المتشدد انتصاراً للمنافسين من اليمين واليسار، وللسياسيين الملتزمين بنهج مختلف عن أفكار التشدد التي يعكسها خطاب وممارسات «الجبهة الوطنية، وعبر عن هذه الحقيقة وزير الخارجية الأسبق، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة 2017، آلان جوبيه، وقال إن»نتائج الجولة الثانية من الانتخابات المحلية التي عكست مشاركة كبيرة من الناخبين وأدت إلى خسارة «الجبهة اليمنية» دليل على أن «صحة الديمقراطية في فرنسا بخير».
وانعكست خسارة اليمين المتشدد بشكل عام على الصفحات الأولى من الصحف الفرنسية التي صدرت الاثنين، فصحيفة «لوفيجارو» أكدت في افتتاحيتها أن حزب «الجبهة اليمينية خسر في كل مكان» وقالت إنه لابد دوماً من الشك في نتائج المراحل الأولى من الانتخابات التي أكدت بالفعل على تقدم هذه الحزب«.
أما صحيفة «فان مينيوت» فلعبت بالكلمات حيت كتبت مانشيتاً كبيراً يحمل كلمتين «التسامح صفر»، في إشارة إلى عدم تسامح الناخبين الفرنسيين في الجولة الثانية من الانتخابات مع اليمين المتشدد حيث لم يختاروا أي من وجوهه الذين يتبنون سياسة «عدم التسامح».
وأشارت صحيفة «لوبينيون» بدورها في صدر صفحتها الافتتاحية إلى أن اليمين واليسار «في فرنسا جمدا»اليمين المتشدد«الذين لم يتمكن من تحقيق أي نصر في أي منطقة.