أكد الدكتور حمد الهمامي، مدير مكتب اليونيسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية ببيروت، أن قضية القرائية وتعلم الكبار شكلت الأولوية الكبرى لمنظمة اليونسكو طوال السبعين سنة الماضية كونها الركيزة الأساسية للتنمية البشرية، موضحا أنها الأداة التي يتمكن بها الأفراد من الفهم الجيد لكل ما يحيط بهم ومساعدتهم على التأثير الإيجابي في بيئاتهم الصغيرة ومجتمعاتهم الكبيرة، علاوة على كون القرائية وتعليم الكبار حق أساسي من حقوق الإنسان، فالقرائية وسيلة لتحقيق الحقوق الأخرى السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وأشار «الهمامي»، خلال كلمته مع الخبراء والمسؤولين العرب في تعليم الكبار المشاركين بمؤتمر «دور التعليم وتعلم الكبار في إرساء أسس السلام والتنمية المستدامة»، الذي يعقد بالإسكندرية، الاثنين، إلى أن هذا الملتقى الإقليمي يأتي بعد أشهر قليلة على انعقاد المنتدى العالمي للتربية، الذي وضع جدول أعمال وأهداف جديدة للتعليم ما بعد عام «2015-2030»، وتركز على ضمان التعليم الجيد والمنصف والتعلم مدى الحياة للجميع. وأوضح أنه تمت بلورة الأهداف الجديدة بعد مشاورات ومؤتمرات عديدة إقليمية وعالمية ركزت على تحديد نقاط التقدم المحرز في التعليم، وكذلك التحديات في جميع مستوياته وعناصره، بما في ذلك تعليم الكبار، ودوره الأساسي في التنمية المستدامة والسلام. وقال «الهمامي»: إنه «رغم الجهود المبذولة إقليمياً ووطنياً، لا يزال أكثر من 50 مليون شخص بالغ في منطقتنا العربية يفتقرون إلى أدوات التعلم الأساسية التي تخولهم اتخاذ قرارات في حياتهم والمشاركة في تنمية مجتمعاتهم بشكل كامل، وكذلك ما يزيد عن 5 ملايين طفل خارج مقاعد الدراسة، ويتضاعف هذا العدد مع الأزمات التي تمر بها المنطقة». وأكد «الهمامي» عدة نقاط على رأسها أن بناء مجتمعات المعرفة يتطلب إرادة وإدارة سياسية تجعل من القرائية عنصراً استراتيجياً للتنمية المستدامة، وتؤسس لإصلاحات عميقة في التعليم ليكون القوة الراسخة للتنمية المجتمعية، كما أن نهج التعلم مدى الحياة يعتمد على إحداث ترابط بين حلقات التعلم المختلفة من رياض الأطفال إلى الجامعة وما بعدها، وموضحا أن منهجية التعليم مدى الحياة تعتمد على نظرة جديدة للتعلم المقدم من مؤسسات التعليم غير النظامي.