«استغلال الدين» يفشل في جذب الناخبين (تقرير)

مثلما فشلت أجهزة الدولة المصرية في جذب الناخبين للمشاركة في التصويت بدوائر المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب، بعدما شهدت إقبالًا ضعيفًا على اللجان مقارنة بالانتخابات والاستفتاءات السابقة، فشل «الدين» في استقطاب الناخبين، إذ صدرت فتاوى وآراء من المؤسسة الدينية الرسمية، وبعض الدعاة تحرّم المقاطعة.
كانت المصالح الحكومية طبقت قرار مجلس الوزراء بانصراف الموظفين نصف يوم مبكرًا، ليتاح لهم التصويت، ولجأت بعض الجهات مثل محافظة البحر الأحمر إلى توفير أتوبيسات لنقل الموظفين إلى مقار اللجان، لضمان ذهابهم إلى مراكز التصويت، كما نفذ التليفزيون الرسمي، وعدد من الفضائيات الخاصة حملة «انزل وشارك» لحث المواطنين على المشاركة، وطوّعت شبكة القرآن الكريم الإذاعية برامجها لذلك، وشارك في الحملة عدد من المثقفين والإعلاميين والفنانين.
ورغم تكرار النظام الحالي في تصريحاته ضرورة إبعاد الدين عن السياسة، ومنع استغلال المساجد لأهداف سياسية، دعا أسامه هاشم الحديدي، إمام مسجد الحسين خلال خطبة الجمعة، قبل بدء الانتخابات بيومٍ واحد، للمشاركة، مؤكدًا ضرورة أن يؤدي المواطن دوره بعيدًا عن أي انتماءات حزبية أو قبلية، وأن ينتخب فقط من هو أهل للحفاظ على مصلحة الوطن، مستشهدًا بالآية القرآنية ««لا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه».
كان وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، أكد أن الوزارة لن تسمح باستغلال المساجد في الدعاية الانتخابية، أو في أهداف سياسية.
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات، برئاسة المستشار أيمن عباس، رئيس محكمة استئناف القاهرة، أن نسبة المشاركة في الجولة الأولى للمرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب بلغت 7270594 ناخبًا من بين 27402353 ناخبا بنسبة 26.56%.
كما دعت المؤسسة الدينية الرسمية، ممثلة في دار الإفتاء، المواطنين للمشاركة في الانتخابات، معتبرة أن الممتنع عن الإدلاء بصوته «آثم شرعًا».
ونشر موقع دار الإفتاء، فتوى للدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، عن حكم التصويت في الانتخابات، وكان رده أن «من يمتنع عن أداء صوته الانتخابي يكون آثما شرعا؛ لأنه بذلك يكون قد منع حقا واجبا عليه لمجتمعه الذي يطالبه بأداء الشهادة لمن قدم نفسه للخدمة العامة بترشيح نفسه للمجلس النيابى التشريعي».
أبرز الفتاوى الدينية الخاصة بالانتخابات، والتي أثارت جدلًا، كانت من نصيب الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، حينما قال في تصريحات تليفزيونية، إن «الداعين لماقطعة الانتخابات مجرمون، ولديهم أجندات خبيثة ضد الإسلام»، معتبرًا أن التصوّيت «واجب شرعي لا يقل عن أداء الصلاة، ومن لم يشارك كمن ترك صلاة واجبة لا قضاء لها».