منى مينا .. «حكيمة ثائرة» هزمت وزارة (بروفايل)

«مبروك لإنتصار إرادة الأطباء التي منعت تأميم النقابة»، بهذه الكلمات علقت الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء على اكتساح تيار الاستقلال الذي تنتمي إليه لانتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء، حيث فازت القائمة بالكامل، بالإضافة لمنصب النقيب.
دعت منى مينا قبل أسابيع من موعد الانتخابات الأطباء التي أجريت الجمعة الماضية، زملائها للمشاركة بقوة لمنع سيطرة الأطباء المحسوبين على وزارة الصحة، وأكدت أن نجاح المحسوبين على الوزارة خطر على استقلال النقابة، والمطالبة بحقوق أعضائها، فحصدت قائمة الاستقلال التي تمثلها جميع المقاعد التي ترشحت عليها.
ولدت منى مينا في 26 يونيو عام 1958، وتخرجت في كلية الطب جامعة عين شمس عام 1983، وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في طب الأطفال عام 1990.
كانت منى مينا أول سيدة في تاريخ النقابة تفوز بمنصب الأمين العام، وهو المنصب الذي شغلته خلال العامين الماضيين، كما أنها لم تتوقف عن خوض المعارض وتنظيم الوقفات، للدفاع عن حقوق زملائها.
هاجمت رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب، بعد زيارته لمعهد القلب، ووصفت زيارات عادل عدوي، وزير الصحة الأسبق، بأنها تهدف إلى عمل «شو إعلامي» فقط، اختارت منى مينا أن تنحاز لزملائها، وأن تقف على يسار السلطة- أي سلطة- فلم يكن غريبًا أن ترفض منصبًا وزاريًا في حكومة الدكتور كمال الجنزوري، عقب ثورة «25 يناير»، وأن تقيم مستشفى ميداني بعد أيام لخدمة المعتصمين بشارع مجلس الشعب، من الرافضين لحكومة «الجنزوري»، وقفت الطبيبة ذات الصوت المميز والابتسامة الدائمة، لتهاجم محافظ الجيزة، لأنه قال لطبيب شاب «شيل ايدك من جيبك» واعتبرت أن ذلك إهانة للطبيب الشاب.
أسست مع بعض زملائها حركة «أطباء بلا حقوق» للمطالبة بحقوق الأطباء، وهي الحركة التي شكلت نواة تيار الاستقلال الذي اكتسح الإخوان في انتخابات التجديد النصفي منذ عامين، وهاجمت سياسات الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة في عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ووقفت ضد سياسات الخصخصة، ونادت بزيادة ميزانية وزارة الصحة، لم تغير خطابها بعدما انتقلت من صفوف المعارضين للسياسات الصحية لعضوة منتخبة بالنقابة، وظلت تهتف في وجه كل مسؤول، وصاحب سلطان.
برز دور «مينا» أثناء ثورة 25 يناير حيث كانت من أوائل الأطباء الذين أقاموا مستشفى ميداني بالتحرير لعلاج المصابين، وبعد الثورة قادت مسيرات الأطباء للتحرير في فاعليات عديدة، قادت منى مينا عدة مسيرات لوزارة الصحة ومجلس الوزراء للمطالبة برفع ميزانية الصحة، وحل مشكلة الاعتداء على المستشفيات، وإقرار كادر الأطباء.
كما اعتصمت مع بعض الأطباء أمام وزارة الصحة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي للمطالبة بإقرار «كادر الأطباء»
شاركت «مينا» في إضرابات الأطباء في مايو 2011، وأكتوبر 2012، و2014 للمطالبة بتحسين الأجور، وتأمين المستشفيات، ورفع ميزانية الصحة، وحل مشكلة الاعتداء على المستشفيات.
طالبت منى مينا برفع ميزانية الصحة وصرحت أكثر من مرة أن رفع الميزانية سيعمل على تحسين منظومة الصحة بالكامل، وأن الأطباء ليسوا في عداء مع المرضى، وأن مستشفيات الوزارة «خربات للموت»، كما وقعت طبيبة الأطفال على استقالة مسببة من وزارة الصحة ضمن حملة جمع توقيعات للاستقالة كوسيلة ضغط للاستجابة لمطالب الأطباء.
«زملائي وأصدقائي وأخوتي الأعزاء ..كما حققنا معا نصرًا عزيزًا يوم الانتخابات.. نستطيع معًا أن نحقق أمالنا ونحصل على حقوقنا.. لأن معا وبقوة تضامننا لسه الأماني ممكنة» بهذه الكلمات ختمت منى مينا رسالتها بعد اكتساح الانتخابات، تؤمن «الطبيبة الثائرة» أن رسالتها لم تكتمل، وأن معاركها لإصلاح منظومة الصحة، والدفاع عن حقوق زملائها لم تنته.