في كرة القدم من الممكن أن ترى خصمين ينتهجان طريقة لعب واحدة، ولكن يختلف التطبيق على أرض الملعب من قبل كل مدير فني، فلكل منهما فلسفته في الهجوم والدفاع، ولكننا الآن أمام ثنائي يلعبان بطريقتين مختلفتين، وبالتبعية فإن أسلوب لعب كل منهما يختلف حسب طريقته. في المواجهة الأخيرة، والوحيدة، بين الثنائي فتحي مبروك وفيريرا، كسب مبروك في لعبة الشطرنج، حيث شاهدنا الآتي، إبراهيم صلاح ملتزم برقابة عبدالله السعيد، والثنائي توفيق ومعروف أمام الثنائي عاشور وغالي، وليد سليمان أمام حازم إمام، وعماد متعب أمام الثنائي جبر وكوفي، مصطفى فتحي أمام شريف حازم وباسم مرسي، وأحمد عيد أمام سعد سمير ومحمد نجيب، ويبقى باسم على يتقدم للضغط على حماده طلبة، بعد انضمام مؤمن زكريا للعمق بجوار إبراهيم صلاح المراقب لعبدالله السعيد، وهنا نجحت اللعبة وفاز الأهلي. فيريرا مدرب مخضرم بالطبع، ولكن فلسفته أحيانًا مع الخصم الذي يلعب ببعض العشوائية أو «اللامركزية» لن تُجدي، ودائمًا ما سيخسر، لأنه يُفضل بقاء كل لاعب في مركزه دون النظر إلى الخصم، إذا انضم لاعب الجناح من الخصم للعمق لا ينضم معه الظهير وبالتالي يصبح أحد الثنائي معروف يوسف وأحمد توفيق مُطالبًا بالارتداد بجوار إبراهيم صلاح، أو طارق حامد، وهذا قليلًا ما يحدث، وإن قام به أحدهما يكون متأخرًا للغاية. وعلى النقيض تمامًا، ترى فتحي مبروك يُعطي تعليماته برقابة الظهير للاعب الجناح أينما ذهب، وهذا ما تسبب كثيرًا في ضرب دفاع الأهلي في بعض المباريات، مثل الهزيمة الوحيدة للمدير الفني فتحي مبروك مع الأهلي في الدوري أمام حرس الحدود، لأن في هذا الموقف تحديدًا يكون لاعب الجناح مطالبًا بالارتداد في مركز الظهير الذي يراقب جناح الخصم، مثلما كان يفعلها وليد سليمان في مباراة المصري وغيرها. إذا نظرت بشكل عام على التنظيم والتمركز الدفاعي تحديدًا للاعبي الزمالك في مبارياتهم ترى الاهتمام الرئيسي بالمكان، بمعني أن المسافات والأبعاد طوليًا وعرضيًا بين أي من اللاعبين ثوابت لا تختلف، مهما كانت حركة الخصم لا مركزية، وهي ما تعطيك الشعور وأنت أمام أي من مباريات الزمالك أن لاعبي الوسط والدفاع لا يقومون بأي ضغط على الخصم، لأنهم «حافظين» أن يتمركزوا في أماكن محددة بعدها يبدأ في مرحلة التفكير في الضغط والتقدم أو الارتداد حسب حالة الهجمة. أما الهجوم، وتحديدًا الجبهة اليمنى، فهي أخطر جبهات الزمالك تكتيكيًا مهما فعل كهربا في اليسار، فهي مهارة فردية يمكن إيقافها، أما ما يحدث من قبل أحمد توفيق أو عمر جابر مع حازم إمام ومصطفى فتحي أو حفني أو حمودي أو من سيشارك في الجناح، ترى ثلاثيات من الصعب إيقافها إلا بتدخل من لاعبي وسط الخصم ومساندة دفاعية من الجناح والمدافع القريب للظهير الأيسر، لغلق تلك المساحة، وهنا لن تبقى سوى الحلول الفردية، وهي متروكة للاعبين في أرض الملعب. أما الأهلي دفاعيًا في مباريات الزمالك، فيهتم مبروك بتواجد زيادة عددية والهجوم بجبهة وحيدة، والضغط الأمامي على لاعبي الزمالك، وتحديدًا طارق حامد وحماده طلبة وحازم إمام، أسهلهم فقدًا للكرة، ولنا في الهدف الأول لمؤمن زكريا عِبَرٌ كثيرة. إذا أراد الأهلي الفوز أو على الأقل عدم تلقي شباكه أهدافًا، فعليه أن يكون دائمًا طاردًا للكرة في مناطق دفاع الزمالك، فإذا أراد البناء من الخلف للأمام مع ضغط لاعبي الزمالك في ظل ابتعاد لاعب بقيمة حسام غالي عن الفريق، سترى تمريرات خاطئة ومرتدات بعدد كبير من لاعبي الزمالك وستهتز شباك إكرامي بكل سهولة. يفضل مبروك أن يكون كهربا مراقبًا بباسم على أو أحمد فتحي، أيهما سيشارك، وكذلك الظهير الآخر، والأقرب صبري رحيل، بمراقبة الجناح الآخر للزمالك مع ضغط أمامي من أحد لاعبي الارتكاز، وبقاء الآخر لعمل عمق في وسط الملعب ليصبح الضغط من الأمام بخماسي منهم رباعي بشكل عرضي.