كيف سيستفيد مانشستر يونايتد من أنطوني مارتيال؟

أبرم مانشستر يونايتد الإنجليزي، في نهاية موسم الانتقالات الصيفية، صفقة غير متوقعة تمثلت في ضم المهاجم الفرنسي أنطوني مارتيال من نادي موناكو الفرنسي، في صفقة كلفت خزينة «الشياطين الحمر» 50 مليون يورو وفقًا للأرقام الرسمية، وإن كانت بعض وسائل الإعلام، مثل جريدة «ليكيب» الفرنسية، تصر أن قيمتها الاجمالية ربما تصل ل80 مليون يورو.
من هو أنطوني مارتيال؟
الجميع يسأل هذا السؤال بما فيهم واين روني، نجم مانشستر يونايتد، الذي لم يسمع عن «مارتيال» إلا حينما قرأ في الصحف أن النادي اقترب من ضمه.
يلعب الفرنسي، صاحب ال19 عامًا، بشكل أساسي كرأس حربة صريح وإن كان يمكنه اللعب على أي من الجانبين وبالأخص الأيسر، لأن هذا الأمر يسمح له بمواجهة المرمى بقدمه القوية.
وشارك اللاعب في 35 مباراة الموسم الماضي، سجل فيها تسعة أهداف وصنع ثلاثة، وهي ليست أرقام رهيبة ولكنها جيدة بالنسبة لسنه ووضع فريقه، ولكن الأهم من هذا يجب تحليل نقاط قوته وضعفه.
- طريقة اللعب:
كان «مارتيال» في البداية لا يتميز بقدرة كبيرة على المراوغة، حيث لوحظ في طريقة لعبه أنه لا يمكنه السيطرة على الكرة بالكامل، ولكن هذا الأمر تحسن بمرور الوقت لذا أصبح يجمع بين القدرة على التملص من الرقابة والقوة البدنية، وإن كان العنصر الأخير هو سلاحه الرئيسي، هذا بجانب إصراره الدائم على الهجوم.
ودائمًا ما يبدأ اللاعب الفرنسي المباريات كرأس حربة تقليدي «رقم 9 الأصلي» ولكنه بمرور الوقت يميل لليسار لإخراج قلب دفاع الخصم من مركزه وتفريغ المساحات لنفسه أو غيره، وهذه واحدة من أكثر الألعاب التي يكررها.
- ومع لويس فان جال؟
هذا هو بكل تأكيد السؤال الأهم.. ما الذي سيفعله «فان جال» بهذه الصفقة؟
يطبق الهولندي حاليًا نظام «4-2-3-1» بعنصرين ثابتين هما ماتا على اليمين وروني كرأس حربة، وعنصرين متغييرين خلف رأس الحربة، إما البلجيكي عدنان يانوزاي، الذي رحل لبوروسيا دورتموند الألماني، أو الهولندي ممفيس ديباي، فيما أن الجناح الأيسر يكون إما «ديباي» أو أشلي يانج.
يظهر سؤال آخر هنا: لماذا يلعب «روني» كرأس حربة؟ هل لأنه قرار من «فان جال» يرتكز عليه مشروعه الكروي أم لأنه لا يوجد بديل؟
إذا ما اتفق «روني» و«فان جال» على تأخير مركزه وجعله خلف رأس الحربة كصانع ألعاب فإن مسألة تأقلم «مارتيال» ستكون سريعة ومحسومة.
سيشغل «مارتيال» مركز رأس الحربة وبأسلوبه المعتاد يسقط على اليسار بينما سيتبادل «ديباي» و«روني» الوصول لمنطقة اللعب بين الخطوط، وسيكون الأمر المنتظر والمأمول هو أن يتفجر المهاجم الفرنسي تهديفيًا، وهو الأمر الذي يصعب التنبؤ به إذا ما كان سيحدث بالفعل أم لا.
هذا هو الاحتمال الأول والأكثر سهولة ومنطقية، ولكن ماذا لو كان وجود «روني» كرأس حربة صريح يشكل عنصرًا أساسيًا في خطة «فان جال»؟ ستصبح الأمور أكثر تعقيدًا وغير منطقية إذا ما لعب كمهاجم ثان لأن هذا المركز يتطلب مشاركة أكبر في صناعة اللعب، وهو الأمر الذي لا يعد من مميزات «مارتيال».
يأتي هذا بجانب أن مهارة الفرنسي في اللعب بدون كرة لم تتطور بعد لذا لن يفيد وجوده هنا لأنه لن يقدر على خلخلة الدفاعات، أما فكرة لعبه كظهير فهي ستكون أصعب لأسباب سبق ذكرها وهي أن طريقة لعبه لا تعتمد على المراوغة بل القوة البدنية، التي تعد سلاحًا مفيدًا ضد قلوب الدفاع وليس الأظهرة.
يعد الخيار الأول نظريًا هو الأنسب ولكن في النهاية الأمور كلها ستكون في يد الهولندي «فان جال»، الذي يعد من أبرز مكتشفي المواهب وبالتأكيد لاحظ شيئًا في «مارتيال» لم يراه أحد ويرغب في استغلاله، ولكن مسألة النجاح والتوافق بين الطرفين لا يمكن حسمها إلا في المستقبل.