حقق تشيلسي لقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي مبتعدا بفارق كبير عن منافسيه، ولكن هذا الموسم البداية لم تكن مبشرة، خسارة في الدرع الخيرية أمام أرسنال، ثم تعادل في الجولة الافتتاحية للدوري أمام سوانسي سيتي على ملعب «ستامفورد بريدج»، وأخيرا خسارة كبيرة بثلاثية أمام مانشستر سيتي في الاتحاد. بداية قد تكون الأسوأ طوال مسيرة مورينيو التدريبية مع هبوط واضح في أداء الجميع داخل البلوز وزيادة المشاكل خارج الملعب، أبرزها مشكلة الطبيبة إيفا كارنيرو خلال مباراة سوانسي وعدم رضا مورينيو عن أداء الجهاز الطبي كله وطريقة تعامله مع إصابة ديجو كوستا منذ انضمامه إلى الفريق الموسم الماضي. وعلى مستوى التعاقدات، فتشيلسي لم يدعم الفريق سوى بفالكاو، صاحب الأداء المنهار، خلال الموسم الماضي والظهير عبدالرحمن بابا قادما من أوجسبورج، وهي صفقات ليست لتدعيم الفريق الأساسي، ولكن لدكة البدلاء مع عدم ظهور كوادرادو حتى الآن أو انسجامه مع طريقة لعب مورينيو والدوري الإنجليزي منذ ضمه الشتاء الماضي من فيورنيتنا. ولم يتغير التشكيل الأساسي لتشيلسي منذ وصول مورينيو في صيف 2013 وحتى الآن للموسم الثالث على التوالي، فلم يدخل إلى التشكيلة سوى المهاجم ديجو كوستا ولاعب الوسط نيمانيا ماتيتش وزميله سيسك فابريجاس ودخول على استحياء من زوما على التشكيلة الأساسية في بعض الأوقات، ولموسمين متتاليين اعتمد مورينيو على نفس الأسماء طوال مباريات الفريق فكان التغير في أضيق الحدود. ومع دخول تشيلسي للموسم الثالث على التوالي بنفس الأسماء وضحت سهولة السيطرة عليهم من المنافسين بأداء شبه محفوظ وانخفاض في أداء اللاعبين بسبب الإرهاق، فكان واضحا على إيفانوفيتش خلال الثلاث مباريات التي لعبت حتى الآن عدم قدرته على مجاراة خصمه رغم ما يتمتع به الظهير الروسي من قوة وسرعة جعلته الأفضل في مكانه في البريميرليج خلال الموسمين الماضيين. أما أوسكار وويليان فرغم إمكانياتهما الهائلة، إلا أن الثنائي لم يتطور وما زال أسلوب لعبهم حتى الآن مكررا مع عدم تحسن مستواهم للأفضل وهو ما يجعلهم محلك سر فهم يوما في مستواهم وعشرة بعيدون تماما عن الملعب وهازارد ما زال حتى الآن غير قادر على التطور لأكثر مما وصل إليه مع تفضيله الحصول على ركلات حرة عن الانطلاق نحو المرمى وتسجيل الأهداف. وأثر ذلك على سيسك فابريجاس صاحب المجهود القليل في الملعب دائما، وذلك بسبب انخفاض مستوى ماتيتش الذي أعيته كثرة المشاركات خلال موسمين متتاليين مع إصابات كوستا المهاجم الوحيد القادر على الفتك بالشباك في قائمة البلوز المتكررة، والمثير أن كل هؤلاء لا يمتلكون بديلا لهم على دكة البدلاء قادرا على تعويض 75% من مستواهم وهي كارثة كبرى لفريق يسعى للاستمرارية. وخلال مسيرة مورينيو التدريبية مع إنتر، ريال مدريد، تشيلسي في الفترة الأولى وبورتو كان معروفا عنه استخدامه لأسماء شبه ثابتة طوال الموسم، ولكن بعد نهاية كل موسم كان يأتي التدعيم بلاعب أو اثنين قادرين على إعادة الحماس مرة أخرى وزيادة المنافسة بين اللاعبين كما حدث الموسم الماضي بدخول فابريجاس وكوستا إلى التشكيلة الأساسية، بدلا من توريس وراميريز ولكن هذه التدعيمات لم تأت لمورينيو هذا الصيف حتى الآن على الأقل. ويعني استمرار تشيلسي بنفس الأسماء خلال الموسم الحالي الثالث على التوالي انتحارا قد يؤدي إلى سقوط مدوٍّ للبلوز، حاملي اللقب، ومدربهم جوزيه مورينيو العنيد، والذي ما زال مصمما على طرقه القديمة التي أصبح مكررة ومملة بداية من حروب التصريحات التي كانت دائما ما تقف في صفه، ولكنها خانته هذا الموسم مرورا بأسماء ثابتة أهلكتها كثرة المشاركات وعدم وجود نية لتغير لا الأسماء المتواجدة في الملعب ولا طريقة اللعب التي أصبحت مملة جدا للجميع، ليست بسبب طابعها الدفاعي ولكن بسبب رتابتها وتكرارها فلا يوجد أي جديد في تشيلسي، الذي أصبح أقرب إلى مسلسل تلفزيوني تشاهده للمرة الثالثة على التوالي.