اعتاد بيب جوارديولا، خلال مسيرته التدريبية على الاعتماد على لاعبين أصحاب لمسة جمالية في منتصف الملعب، ففي برشلونة كان يمتلك الرسام إنييستا والمايسترو تشافي هيرنانديز، وخلفهم سيرجيو بوسكيتس وخلال موسمين مع بايرن ميونخ كان شفاينشتايجر، لام، تشابي ألونسو وتياجو ألكنتارا. وكان جوارديولا يعتمد على اللمسات الفنية الجميلة لهؤلاء اللاعبين المميزين في اللعب «بالشوكة والسكينة» في خط الوسط خلف خطوط هجومية سريعة التحرك، ولكن هذا الصيف شهد لأول مرة تعاقد الفيلسوف الإسباني مع «المحارب» التشيلي أرتورو فيدال. «إن كنت ذاهبًا إلى الحرب فسأخذ فيدال معي» كانت تلك كلمات أنطونيو كونتي المدير الفني السابق ليوفنتوس عن لاعبه السابق، وهو اللاعب الأول من نوعه الذي ينضم للعمل تحت يد جوارديولا حيث لم يسبق أن اعتمد المدرب الإسباني عن لاعب صاحب مجهود كبير في خط الوسط. ويعتبر فيدال صاحب مجهود وفير وقدرة على الركض طولًا وعرضًا طوال المباراة، ولكن تلك القدرات الكبيرة تؤثر على نسبة تمريراته الصحيحة، التي تعتبر الأقل بين كل لاعبي الوسط الذين دربهم جوارديولا، فهو يمتلك نسبة تمريرات صحيحة تصل إلى 83% مقارنة ب87% لتشابي ألونسو أقل لاعب دربه جوارديولا بنسبة تمريرات صحيحة سواء في برشلونة أو بايرن ميونخ من بعده. ولكن فيدال يعوض ذلك بمجهوده الكبير ومساهماته الهجومية والدفاعية ولكن السؤال هنا وقبل انطلاق الدوري الألماني بساعات، فهل قام بيب جوارديولا بتغيير طريقة تفكيره التدريبية؟ فبعد أن كان جوارديولا يعتمد على خط وسط يعزف إيقاع موسيقي بقيادة مايسترو وعازفين من حوله، إلا أنه لأول مرة سيضم إليهم محارب في خط الوسط، وهو ما يوضح أن الفيلسوف قد قرر أخيرًا تغيير بعض من أفكاره التدريبية بعد أن فشل خلال آخر موسمين في أوروبا بعازفي الموسيقى. وينتظر الجميع إنطلاق مباريات بايرن ميونخ، الجمعة، أمام هامبورج في الدوري الألماني، لمشاهدة «المحارب» مع «الفيلسوف»، ومعرفة هل فعلًا قام جوارديولا بتغيير من بعض أفكاره فيما يخص لاعبي خط وسطه وأهمية الاستحواذ والتمريرات الدقيقة الكثيرة، بالإعتماد على محارب متعجل، أم أن فيدال سيلتزم بأفكار مدربه ويعتزل الحرب ليتجه لعزف الموسيقى في وسط الفريق البافاري.
