مصر والسودان يبدآن خطوات تحقيق التكامل بين «الري» و«الزراعة»

بدأت مصر والسودان اتخاذ خطوات عملية وجادة نحو تحقيق التكامل بين «الري» و«الزراعة»، ممثلا في الشركتين «السودانية والمصرية للإنشاء والري» من جانب و«الشركة السودانية المصرية للتكامل الزراعي» من جانب آخر.
جاء ذلك في اجتماع الجمعية العمومية للشركة السودانية- المصرية للري والإنشاءات، الاثنين، بالعاصمة السودانية الخرطوم، برئاسة وزيري الري وحضور وزيري الزراعة في البلدين، حيث تمت الموافقة على زيادة حجم أعمالها وعلى القيام بتنفيذ كل الأعمال الإنشائية الخاصة بشركة التكامل الزراعية السودانية المصرية بالإسناد المباشر، كما تمت الموافقة على ضم وزيري الزراعة في السودان ومصر إلى عضوية الجمعية.
وقال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، إن مشروعات التكامل بين البلدين انطلقت في نهاية السبعينيات بعدد 26 شركة لم يبق منهم سوى هاتين الشركتين، ونحن جادون في أن تقدم هاتان الشركتان نموذجًا يحتذى به في الشراكة والتكامل لتشجيع شركات أخرى.
ودعا «مغازي» إلى سرعة إيفاد وفد من الشركة إلى مقر أرض مشروع التكامل الزراعي بمنطقة الدمازين في ولاية النيل الأزرق، ومساحتها 100 ألف فدان للتعرف على احتياجات الشركة في مختلف مجالات البنية الأساسية والموارد المائية والبدء فورًا في التنفيذ، معربًا عن استعداد الدولتين لتوفير المعدات اللازمة والتمويل لتغطية التكاليف.
وأكد على أهمية قيام الشركة بالتوسع في أعمال حفر الآبار وحصاد الأمطار في الدمازين من أجل توفير مياه الشرب والري طوال العام، وليس فقط خلال موسم الأمطار الذي لايتعدى 6 أشهر فقط.
ومن جانبه، أكد الدكتور صلاح هلال، وزير الزراعة، أهمية التكامل بين الشركتين خاصة وأن الأجهزة والمعدات المطلوبة للزراعة من شركة الإنشاءات والري أجهزة بسيطة، مشيرًا إلى الجولة التي قام بها مع نظيره السوداني، الأحد، إلى مقر أرض شركة التكامل الزراعي في الدمازين لتفقد الموقع على الطبيعة.
وقال «هلال» إن المشروعات المطلوبة تدخل كلها في اختصاص شركة الإنشاءات والري مثل تطهير الحفائر (خزانات مياه الأمطار) وحصاد الأمطار وتمهيد الطرق وإنشاء المباني والكباري، لافتًا إلى أن لدى شركة التكامل أجهزة ومعدات حديثة يمكن الاستفادة ببعضها في مشروعات الإنشاء والبنية التحتية.
وكشف «هلال» عن اعتزام شركة التكامل التفكير جديًا في أن تتحول إلى شركة قابضة مستقبلا تتبعها العديد من الشركات في مجالات الإنتاج الزراعي والحيواني والمواد الغذائية والتسويق.
وبدوره، أكد الدكتور إبراهيم آدم، وزير الزراعة والري السوداني، أن تطور حجم الأعمال بشركة الإنشاءات والري من مليون إلى 6 ملايين جنيه يبشر بالخير، ويؤكد أن الشركة واعدة خاصة وأنها الشركة الوحيدة من بين شركات التكامل التي استمرت في العمل والأداء على مدى أكثر من 30 عامًا رغم التحديات التي واجهت البلدين.
وشدد على أهمية وجود شركة الإنشاءات إلى جانب شركة التكامل الزراعي جنبًا إلى جنب في ظل المشروعات والمساحات الكبيرة، حيث إن المساحة المخصصة لشركة التكامل في مرحلتها الأولى 100 ألف فدان، من المتوقع أن تتضاعف في مراحل مقبلة وهو ما يتطلب مشروعات إنشائية ومائية عديدة.
يذكر أن وزيري الزراعة والري يقومان حاليًا بزيارة رسمية للسودان الشقيق استغرقت 4 أيام، التقيا خلالها بنظيريهما السودانيين، وقاما بزيارة تفقدية لمشروعات التكامل الزراعي في ولايتي سنار والنيل الأزرق التي تبعد عن العاصمة الخرطوم نحو 800 كيلومتر.