باحث صيني: انضمام مصر إلى «شنغهاي» يعزز علاقاتها مع الصين وروسيا

أكد رئيس معهد بحوث الحضارة الإسلامية التابع لجامعة بكين، الجمعة، أنه إذا تمكنت مصر، التي تنتهج استراتيجية دبلوماسية متوازنة، من الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، فإن ذلك سيسهم في تعزيز علاقاتها القائمة مع الصين وروسيا، كون المنظمة ذات تأثير سياسي كبير ولا تضم دولا غربية، وتلتزم بدبلوماسية مستقلة.
وذكرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية أنه في اليوم الأخير من قمة «أوفا» لمنظمة شنغهاي للتعاون، من المتوقع أن تبدأ الخطوة الأولى لقبول الهند وباكستان كدولتين كاملتي العضوية بالمنظمة، مشيرًا إلى أن بعض وسائل الإعلام أفادت بأن عدة دول أخرى من بينها مصر وسوريا وأذربيجان وأرمينيا سعت لكي تصبح شركاء حوار للمنظمة، متسائلا عن مدى احتمالية انضمام مصر إلى المنظمة ؟.
وتابع الباحث الأكاديمي بقوله، إن المنظمة تضطلع بدور متزايد الأهمية على الساحتين الإقليمية والدولية في ضوء توسعها في السنوات الأخيرة من التعاون الأمني إلى التعاون الاقتصادي، مضيفا أن دول المنظمة تقع على طول مشروع «الحزام والطريق» (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن ال21)، ما يعني أن منصة المنظمة تترابط بشكل وثيق مع مشروع «الحزام والطريق».
ويمثل عدد سكان دول منظمة شنغهاي للتعاون 25% من إجمالي تعداد سكان العالم، وقد بلغت قيمة إجمالي الناتج المحلي لدولها الأعضاء 12700 مليار دولار أمريكي في عام 2014.
وأوضح الباحث أن انضمام مصر المحتمل إلى المنظمة سيعود بمزيد من الفوائد الملموسة على هذا البلد العربي الكبير، نظرا لدعم مصر لمشروع «الحزام والطريق» الطموح وما تبديه من رغبة كبيرة في التعاون لتجسيده، على حد قول الأستاذ وو بينغ بينغ.
من جانبه، قال شي تسه، الباحث في مركز دراسات منظمة شنغهاي للتعاون، إن «باب المنظمة مفتوح» وإن المنظمة تتبنى موقفا إيجابيا ولكنْ متأنٍ تجاه قبول أعضاء جدد، وأضاف أن ثمة شروطًا معينة لانضمام الدول إلى المنظمة، وتشتمل على ضرورة الوفاء بجميع طلبات المنظمة المتعلقة بقبول الأعضاء الجدد، وكذا ضرورة الارتباط بعلاقات طيبة مع جميع الدول الأعضاء.
وأكد الباحث الصيني أن هذه هي المرة الأولى منذ 14 عاما التي سيتم فيها اعتماد قرار بشأن بدء الإجراءات الخاصة بانضمام كل من الهند وباكستان إلى منظمة شنغهاي للتعاون كدولتين كاملتي العضوية، لافتا إلى أن ذلك يدل على الموقف الإيجابي والمتأني الذي تتخذه المنظمة بشأن هذه المسألة، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، أشار وو هونغ بين، سفير الصين السابق لدى تركمانستان، إلى أن القرار المرتقب يأتي في إطار جهد تبذله منظمة شنغهاي للتعاون لإصلاح آلية التنظيم بالمنظمة تماشيا مع العصر، مؤكدا أن فعاليته مازالت تحتاج إلى مزيد من التقييم وستختبر مع مرور الزمن، وأضاف أنه من الصعب التكهن بمن سيصبح عضوا آخر بالمنظمة بعد الهند وباكستان، ولكن من المؤكد أن خطى المنظمة لتوسيع عضويتها لن تتوقف.
يذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون تأسست في 15 يونيو عام 2001 بمدينة شانغهاي، وتضم الصين وروسيا وقازاقستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان كدول أعضاء، ومنغوليا وباكستان وإيران والهند وأفغانستان كدول مراقبة، وبيلاروس وسريلانكا وتركيا كشركاء حوار.