يكتب قصة وفاء وانتماء أخرى على صفحات الكرة الإيطالية بتمسكه لآخر لحظة بالأمل والعمل بفريقه مهما كانت الظروف، هو أليساندرو لوكاريلي، قائد نادي بارما، والذي أعلن تمسكه بالبقاء في الفريق رغم الهبوط إلى الدرجة الرابعة، بعد الإفلاس خلال الموسم الماضي. وطوال الموسم، كان «لوكاريلي» هو ضوء الأمل لجماهير بارما، فهو القائد، وقد كان بحق فكان هو من يحث اللاعبين على المواصلة داخل النادي رغم غياب الرواتب ونقص الدعم وتناقصة مع مرور الوقت فهو من كان يقوم بغسل ملابس زملائه في منزله بعد إفلاس النادي وعدم قدرته على تشغيل المغسلة. وهو من كان يدعو اللاعبين للمجيء إلى التدريبات والإنتقال إلى الملاعب بسياراتهم الخاصة، بعد قيام النادي ببيع حافلة الفريق في محاولة بائسة لتسديد الديون وهو من كتب بعد النهاية لجماهير بارما، «آسف لأنني لم أستطع الفوز بالمعركة». «لو كان الموت مصيري أنا وبارما فسنموت سويًا» كانت تلك كلمات «لوكاريلي» في عز الأزمة التي لم تصل إلى حل في النهاية ليقرر الجميع فسخ تعاقدهم مع بارما وترك لوكاريلي صاحب ال37 عاما وحيدا في بارما ليحمل على كتفه هدف واحد بناء فريق جديد للجيالوبي قادر على العودة مرة أخرى إلى مركزه الطبيعي في السيري أ. ويسطر «لوكاريلي» قصة انتماء أخرى تضاف إلى القصص الكثيرة التي يذخر بها تاريخ الكالتشيو على مر العصور والتي كان آخرها ما كتبه بوفون بقفازاته وديل بييرو بأقدامه بعد أن رفضوا وهم ابطال العالم ترك سيدتهم العجوز وحيدة في السيري بي وإعادتها مرة أخرى إلى مكانها الطبيعي سيدة للكرة الإيطالية.
