جاريث بيل يقترب من «فك» عقدة امتدت ل58 عامًا أوروبيًّا

عندما يتحدث أي بريطاني أو ويلزي بالتحديد عن النحس، يتم ذكر اسم منتخب ويلز الأول لكرة القدم، فهو نجح خلال 58 عام منذ آخر ظهور في البطولات الأوروبية في أن يصبح رمزًا لسوء الحظ في بريطانيا، الحلم الذي كلما ظهر قريبا للمنتخب الويلزي وجماهيره ذهب في لمحة بصر.
فعندما تنظر لتاريخ منتخب ويلز الذي تم تأسيس اتحاده عام 1876 ستجد ان المنتخب الويلزي لم ينجح في الظهور في أي بطولة كبرى سوى في مناسبة واحدة فقط وحدثت قبل 58 عام من الآن وهي بطولة كأس العالم عام 1958 والتي أقيمت في السويد.
ونجح وقتها المنتخب الويلزي في الوصول لدور ربع النهائي في كأس العالم بعد التساوي في دور المجموعات مع المجر وأقيمت بينهما مباراة فاصلة لتحديد المتأهل لدور الثمانية، لتخرج بعد ذلك ويلز بعد هزيمة أمام المنتخب البرازيلي بهدف وحيد.
خيبة أمل متجددة
ومنذ عام 1958 إستمرت محاولات ويلز في الظهور الدولي مرة أخرى مرورا بخيبة أمل عام 77، فالمنتخب الويلزي كان في حاجة لفوز وحيد على أرضه (الأنفيلد) على حساب إسكتلندا من أجل التأهل لكأس العالم 78 ولكن ركلة جزاء مشكوك في صحتها لصالح إسكتلندا جاءت لتنهي أحلام ويلز مرة أخرى.
الأمر لم يختلف في 1981 وإقتربت ويلز من التأهل وكان في حاجة لفوز على ملعبه أمام منتخب أيسلندا في مباراة «عصبية» إنتهت بتعادل إيجابي 2-2 لتترك المنتخب الويلزي بدون هدفه مرة أخرى، وتكرر الأمر في 1985 بعد أن حرمتهم اسكتلندا مرة أخرى بضربة جزاء جديدة ثم رفض الحظ عام 1993 تأهلهم عندما إرتطمت ركلة جزاء ويلز «بول بودين» بالعارضة لتتحول لهدف لصالح رومانيا بقيادة جورج حاجي ليستمر نحس ويلز.
فرصة جديدة
58 عام من الفرص المهدرة لويلز من أجل الظهور الأوروبي أو المونديالي، تغيرت أسماء اللاعبين وتغيرت قيادة المنتخب الويلزي 15 مرة سعيا وراء هدف وحيد، ليس الفوز ببطولة كبرى وإنما التأهل مبدئيًا لهذه البطولة الكبرى.
والآن أصبح أبناء كريس كولمان على مقربة من التأهل لليورو وذلك بقيادة جاريث بيل الذي يحمل عليه العديد أمل كسر نحس استمر لسنوات طويلة وذلك بعد قيادة ويلز للفوز على المنتخب البلجيكي المصنف الثاني حاليًا في قائمة أفضل 10 منتخبات كروية.
جاريث بيل وزملائه أكدوا خلال أكثر من مناسبة بأنهم لن ينظروا إلى التاريخ السيء لمنتخب ويلز عند الإقتراب من التأهل ولكن في الواقع لا أحد في ويلز يجهل هذا التاريخ، الأمر الذي جعل بيل يشبه التأهل لليورو مع ويلز كالفوز بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد.
هدف بيل أمام بلجيكا جعل ويلز تحتل المركز الاول في المجموعة الثانية برصيد 12 نقطة أي بفارق 5 نقاط عن المركز الثالث، ويحتاج الآن منتخب ويلز للحفاظ على إحدى المركزين الاول أو الثاني للتأهل مباشرة ليورو 2016 بفرنسا أو في أسوأ الأحوال إنهاء المجموعة في المركز الثالث للتأهل عن طريق الملحق.
البعض قد لا يعي «نحس» ويلز المستمر ولكن فعليا المنتخب الويلزي لم ينجح في التأهل طوال تاريخه ومنذ تكوينه قبل 135 عام في التاهل لأي بطولة كبرى وجاء التأهل الوحيد لكأس العالم 1958 بسبب رفض منتخبات السودان وتركيا وإندونسيا اللعب أمام المنتخب الإسرائيلي لتقع القرعة على ويلز كبديل.