«رنا» و«طعيمة» و«أنعام».. حكايات وأحلام 14 ألف عالق على معبر رفح

تنفس الصعداء وهو يغادر الصالة الفلسطينية وصولا للصالة المصرية في أعقاب إعلان مصر فتح معبر رفح في الاتجاهين لمدة 3 أيام لعودة وخروج العالقين في الجانبين المصري والفلسطيني.
فبعد 4 أشهر من الانتظار على جمر ونار للخروج من غزة «ها أنا أغادر غزة وأطأ بقدمي صالة المسافرين»، يقول أحمد أبوطعيمة ل«المصري اليوم»، وتابع: «أشعر أن الحظ يحالفني لأنني تمكنت أخيرا من أن أخرج من غزة قبل أن أفقد إقامتي وعملي».
وتسود أوساط قطاع غزة حالة من الارتياح لقرار مصر فتح معبر رفح لتسهيل دخول وخروج العالقين من وإلى القطاع، وفق كشوف أعلنت عنها وزارة الداخلية في غزة، مما أعاد الآمال للمواطنين الغزيين بإمكانية تكرار فتح المعبر أسبوعيا لتسهيل حركة المسافرين من طلبة ومرضى وأصحاب اقامات.
وأعاد فتح المعبر 3 أيام الأمل لما يقارب 14 ألف مواطن عالق بإمكانية استمرار فتحه حتى خروجهم جميعا، خاصة أن المعبر لم يتم فتحه منذ بدء العام سوى 6 أيام متفرقة.
رنا أبوندا 30 عاما يتملكها اليأس بعد أن قاربت تأشيرتها للسفر على الانتهاء، تقول ل«المصري اليوم»: «لم تسعني الفرحة حين سمعت بخبر فتح المعبر، لكن الفرحة تحولت لحزن ويأس بعدما فوجئت أن اسمي غير موجود ضمن كشوف المسافرين خلال الأيام الثلاثة لفتح المعبر».
وتوجه رنا أبوندا نداء استغاثة للجانب المصري، أن ينظر بعين الرحمة للمواطنين العالقين في قطاع غزة، وأن يعمل على فتح المعبر بما يسمح بخروجهم، وتواصل «أريد الالتحاق بزوجي الذي لم أره منذ ما يقارب ال3 أعوام، لعدم قدرته تأمين قدومها وطفليه إلى ماليزيا في حينه وتتابع» حينما توفر المال لسفرنا تعرقل السفر بإغلاق المعبر.
رنا أبوندا والمئات من الراغبين بالسفر يقفون أمام شباك التسجيل للسفر في وزارة الداخلية بغزة، رغبة منهم في فهم آلية السفر وأمنيات مازالت تراودهم بإمكانية السفر، وتتشبث رنا بحلم الوصول إلى زوجها بعد أن عاشت وطفليها بعيدًا عنه ما يقارب الثلاثة أعوام.
وتقول رنا ل«المصري اليوم»: «أنجبت طفلي نور في غزة، لم يرَ والده ولا يعرفه، وكل حلمي أن يلتئم شملي وطفليّ مع والدهما حيث يقيم ويعمل في ماليزيا، وأتمنى من الجانب المصري أن يعمل على فتح المعبر في الاتجاهين لمدة تكفي لسفر كل المسجلين في وزارة الداخلية الفلسطينية ممن تنطبق عليهم شروط السفر.
أنعام أحمد، 35 عامًا، لديها إقامة بالخارج ولديها تقارير طبية تؤكد حاجتها للعلاج بالخارج، إلا أنها فشلت في السفر منذ بداية العام، تقول ل«المصري اليوم» «أتلقى العلاج في مصر وكان من المقرر أن أجري جراحة في شهر فبراير الماضي إلا أن إغلاق معبر رفح حال دون ذلك.
وتتابع: «حلمي بالإنجاب يتضاءل يوما بعد يوم وأنتظر بفارغ الصبر السماح لي ولغيري من المرضى بالسفر، وتناشد عبر (المصري اليوم) السلطات المصرية مواصلة فتح المعبر أسبوعيا ليتمكن كل من له حاجة إنسانية من السفر».
ويتابع المواطنون في قطاع غزة بشغف أخبار معبر رفح لما يشكله من أهمية كونه البوابة التي تربط غزة بالعالم الخارجي.
وغادر قطاع غزة، السبت، ما يقارب 580 مسافرًا من ذوي الحالات الإنسانية، إلى الأراضي المصرية عبر بوابة معبر رفح البري، في أول أيام الفتح الاستثنائي، ويتطلع المواطنون في قطاع غزة إلى استقرار الأوضاع السياسية والأمنية وعودة العلاقات المصرية الفلسطينية إلى سابق عهدها.
وفتح معبر رفح باستمرار لتخفيف وطأة الحصار، لتعود الحياة إلى طبيعتها، ويطوي مواطنوها ثماني سنوات من المعاناة الخانقة.