إن أهم ما أسفرت عنه ثورة 25 يناير وما أعقبها من أحداث أن الغالبية العظمى من أبناء مصر من شبابها وشيوخها، نسائها ورجالها أبدوا إستعدادا كبيرا للمشاركة وذلك لمجرد استشعارهم الشفافية والمصداقية والدليل الأكيد على ذلك هو جموع المواطنين على كافة المستويات والتى توجهت للإدلاء باصواتها فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية يوم 19 مارس 2011 توجه المواطنين للادلاء بأصواتهم بغض النظر عن الفهم الدقيق لما تعنيه كلمة نعم أوافق ، او لا أوافق ، واغلب الظن أن الكثيرين كانوا موجهين بدافع من التعطش للمشاركة الإيجابية التى حروموا منها لعقود طويلة ومن منطلق الإيمان بالديموقراطية والعدالة وأهمية المشاركة الوطنية الفعالة ، وحيث اننا مقبلين على إعداد دستورا جديدا لمصر قد يطول العمل به لسنوات عديدة ، فقد راودتنى هذه الفكرة المجنونة ، ولا أعلم مدى القدرة على إمكانية تنفيذها ولكن الهدف النهائى منها هو خلق وعى عام بالمواد الدستورية منذ البداية وإذا كانت مصر قد فشلت فى على مدار عقود طويلة فى القضاء على الأمية التعليمية رغم الملايين التى أنفقت عليها ، فقد ننجح فى محو الأمية الدستورية إذا ما أخلصنا العمل وكان لدينا الايمان بأهمية المشاركة الحقيقية للمواطنين وأن هذا حق من حقوقهم. وهنا لابد ان نطرح المدة التى يمكن أن يستغرقها الانتهاء من وضع الدستورجانبا، لإن الأهم هو الدقة والتأنى والإحتياط لمواد الدستورية التى سوف نكبل بها لسنوات طويلة والتى عانينا منها فى الماضى ، ومن هذا المنطلق فأعتقد أن: - تقوم اللجنة المنوطة بوضع الدستور بتحديد الأجزاء أو الموضوعات التى يجب ان يتناولها الدستورأولا - يتم تحديد جدول زمنى للانتهاء من مواد الدستور متضمنا المدة الزمنية اللازمة للانتهاء من كل جزء - يتم تناول الموضوعات والأجزاء المختلفة وفقا للأولويات والاحتياجات التى تطلبها ظروف البلد - يتم طرح الجزء الذى تم الانتهاء من إعداده على المواطنين بحيث تقوم الجمعيات الأهلية والمساجد والكنائس والجامعات والمدارس بتوعية وشرح ما جاء بهذا الجزء على الأفراد والأهالى والشباب ومناقشته وذلك خلال مدة محددة يتم إقتراحها من قبل اللجنة الدستورية - يتم الاستفتاء على هذا الجزء ، وهكذا مع بقية الأجزاء الأخرى حتى يتم الإنتهاء من الدستور بالكامل وبذا نكون قد حققنا المشاركة الفعلية للمواطنين فى بناء مستقبلهم بناءا على الوعى التام والفهم الكامل للمواد الدستورية . وفى النهاية فما تم طرحه هو مجرد إقتراح من الممكن اخذه فى الاعتبار ومناقشته وتطويره إذا لزم الأمر أستاذ دكتور: أشجان أبو جبل