لا شك أن مصر تمر منذ بضع سنوات بحالة حراك سياسى لم تشهده منذ عقود. قد نختلف فى نسبة هذا الحراك وقوته لكن نتفق جميعاً فى وجوده على أرض الواقع، وذلك من خلال التظاهرات السياسية والتى تمثلها حركات مثل 6 أبريل وحركة كفاية وأيضا من خلال احتجاجات اجتماعية ومهنية تطالب بوضع حد للغلاء وتطالب برفع الحد الأدنى للأجور، أزعم أن مصر تعيش الآن مرحلة مخاض سياسى لكن المشكلة فيما بعد المخاض من ولادة، فالوليد الذى سيأتى بعد المخاض العسير هل هو مشوه أم طبيعى؟ وهل النظام الحاكم يريده مشوها أم طبيعيا؟ استفساراتى هنا موجهة بالطبع للنظام الحاكم، لأنه المتحكم والمهيمن على العملية السياسية بعد احتوائه وإضعافه لباقى الأحزاب السياسية برمتها، أتمنى أن يتبنى النظام الحاكم الوليد الطبيعى، وذلك لن يتأتى إلا إذا قام بعدة إصلاحات سياسية خاصة الدستورية وتعديل المواد 76 و77 و88 والقيام بثورة تطهير لبعض أفكاره وتشكيلاته الحالية. كى أوضح أكثر نعلم أن مصر ستجرى بها خلال بضعة شهور انتخابات برلمانية شورى وشعب فإذا ما أحسن النظام فى إجرائها وذلك من خلال إعادة دور القضاة فى الإشراف عليها من بدايتها حتى نهايتها وقبلها حسن اختيار أعضائه الذين سيتقدم بهم على قائمته وإبعاد «نواب الرصاص»، ومهربى الموبايلات ونواب الفساد.. إلخ، أوقن أن الحزب الوطنى إذا فعل هذا بالإضافة للتعديلات الدستورية للمواد سابقة الذكر وتطهير الحزب من بعض القيادات الفاسدة، وحسن اختيار نوابه تحت القبة أجزم بأن الوليد القادم فى الانتخابات الرئاسية القادمة سيأتى وليدا طبيعيا وسيحتفل به الشعب ويباركه، أما إذا صم الحزب الوطنى آذانه فسيأتى الوليد مشوها وساعتها سنردد فلتكن لعنة الله على الظالمين.