عمر سمرة: اتصلت بوالدتي من القطب الشمالي.. وردها: «لابس تقيل؟»

مقطعين من الفيديو صور أحدهما في القطب الشمالي، والآخر في القطب الجنوبي، يجمع بينهما لون الثلج الأبيض وعلم مصر وشاب أسمر البشرة أصبح أول مغامر مصري ينجز تحدي ال«جراند سلام» ويفرق بينهما طبيعة المكان، من هدوء الرياح في القطب الجنوبي إلي عاصفتها في الشمال، من انبساط الأرض وسهولة التحرك النسبية في الجنوب إلي التضاريس الوعرة في الشمال.
المقطعين عرضا في المؤتمر الصحفي الذي عقده المغامر المصري «عمر شريف سمرة» ظهر أمس ليعرض فيه تجربته في استكمال التحدى بتسلق قمة جبل إيفرست وقم أعلي جبل في كل قارة ثم التزلج إلي القطبين الشمالي والجنوبي. وقال «سمرة» في المؤتمر أن رحلة القطبين استغرقت عامين من التحضير، كان العامل المشترك فيهما هو استمراره في التدريب وغياب إمكانية البدء نظرا لغياب رعاة لتحمل تكاليف الرحلة ووجود أوقات محددة للرحلة. فزيارة القطب الجنوبي يجب أن تتم في شهر ديسمبر، والشمالي في شهر أبريل. وأن الرحلة لم يمكن تنفيذها إلا بعد بوجود راعي تمثل في أحد البنوك الخاصة.
التدريب والحصول علي اللياقة البدنية المناسبة كان تحديا في ذاته. يقول «سمرة»: لسوء الحظ،وفي مقارنة بالمغامرين الآخرين، فأنا أعيش في مصر حيث المناخ مختلف تماما عن مثيله في الأماكن التى تشهد المغامرات. وفي مواجهة هذا التحدي اتجه «سمرة» إلي الحلول الإبتكارية مثل التمرن بشد «كاوتش» سيارة ضخمة يماثل وزنه وزن الأحمال التي سوف يضطر إلي جرها خلفه أثناء التحدى.
الفرق بين تنفيذ التحدي بين القطبين الجنوبي والشمالي يلخصه «سمرة» في الفرق بين طبيعة كل مكان جغرافيا، ففي القطب الجنوبي تقل نسبة تساقط الثلوج لتبلغ 1 سنتيمتر في السنة والجو جاف بشكل كبير والآرض مستوية بشكل كبير. أما القطب الجنوبي فيشهد تساقطا كثيفا للثلوج وسرعة رياح كبيرة وكونه محيطا متجمدا وليس قارة فتتواجد عليه كتل من التلج تصنع أشكالا عالية ووعرة فبدلامن المشي في خط مستقيم يجب التحايل علي تلك الارتفاعات بالإضافة إلي نسبة الرطوبة العالية التي تزيد من الاحساس بالبرد «تحس بالبرد من جوا الهدوم كمان مش بس من برا». بالإضافة إلي وجود شقوق في الثلوج تتجمع فيها مياه المحيط، وفي بعض الأحيان تؤدي تلك الحفر إلي المحيط مباشرة الذي يبلغ عمقه في تلك النقطة 4 كيلومترات.
عرض الفيديوهات حمل إلي الحضور في المؤتمر موقفا طريفا، فيظهر «سمرة» في الفيديو وهو يتصل بوالدته عن وصوله إلي القطب الشمالي من خلال هاتف متصل بألأقمار الصناعية، الساعة في القاهرة حوالي الرابعة فجرا، بحسب «سمرة»، يخبر والدته «أنا عمر ابنك بكلمك من القطب الشمالي» فيكون ردها «لابس تقيل؟».
وفي نهاية كلمته في المؤتمر عرض «سمره» خططه للمستقبل التي تتلخص في رحلة الفضاء الخارجي التي من المحتمل أن يقوم بها في النصف الثاني من العام المقبل. وتنظيم مغامرات في مصر هدفها الخروج عن الحياة النمطية، والعمل مع المدارس لتعليم الطلاب الاعتماد علي النفس من خلال التواجد في الطبيعة والمغامرة. والعمل علي تنظيف المحميات الطبيعية، والذي بدأ بالفعل في محمية وادي دجلة بالمعادي، ورحلة لمجموعة من شباب ذوي الاحتياجات الخاصة لتسلق جبل سانت كاترين في سيناء «علشان نثبت أن مفيش حاجة اسمها مستحيل وأن الناس دى عندها قدرة علي تعويض ده بقدرات ومواهب تانية» وأخيراتحفيز الشباب من خلال المحاضرات ومشاركة قصص مغامراته من خلال جولة تمتد لسنة كاملة، تبدأ في سبتمبر المقبل، في 28 محافظة مصرية وتشمل أكتر من 100 مدرسة.