في البداية وقبل أن تحكم حكماً إبتدائياً بأن كاتب هذا المقال هو شخص علماني أو فاسق أو ..... أريدك أن تتمعن جيداً في اسم الكاتب فهو شخص مسلم ثم ابدأ في القراءة بعد ذلك بذهن صافي دون أن تكون متحيزاً لفكر معين ولك حق الإختلاف في الرأي في النهاية ولكن دون التشكيك في عقيدة الكاتب فكما ذكرت الكاتب شخص مسلم يحزنه ما يراه في وطنه العربي والإسلامي كثيراً ....... فالإسلام قد تقسم إلي " الإخوان المسلمين ... الدعوة السلفية ... التبليغ والدعوة ... التكفير والهجرة ... الجماعة الإسلامية وجماعة تابعي فلان والمنشقين عن علان وهكذا " ..... فقد إنقسم المجتمع الإسلامي إلي جماعات صغيرة وكل جماعة تري في نفسها أنها الأصلح وأنها تسير علي نهج الرسول الصحيح دون الأخرين والشعوب تائهة حائرة بين تلك الأفكار والمناهج وبين هذا وذاك وبما أننا نعيش في بلدنا الحبيبة مصر فإذن نحن نمتلك من تلك الجماعات جماعتين هما الأقوي علي الساحة الدينية " الإخوان المسلمين .. الدعوة السلفية " .. والأن أنت إخوانجي أم سلفنجي ؟؟؟؟ سؤال محير حقاً فأين أنا من تلك الجماعات ؟؟ .... هل أكون من الإخوان المسلمين حتي ينعتني أعضاء الجماعة السلفية والمجتمع بأنني أقل إتباعاً لشرع الإسلام وأنني أسير بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة وأضف إلي ذلك بالطبع التمويل الخارجي وغسيل الأموال وتجارة السلاح أم ليتهمونني بأن جماعة حماس " المتهورة " هي جزء من التنظيم الدولي للجماعة و – المتهورة – بالطبع لأنها كانت في وقت من الأوقات تقتل إخوانها في حركة فتح أم لأكون ممن يتخذون الدين ستاراً لهم ليمارسوا أعمالهم السياسية القذرة ... مكاتب بالملايين لأعضاء الجماعة ومصاريف باهظة لتدعيم وتقوية جبهة التنظيم داخل مصر هكذا يتحدث الناس !!!!!!.. أم لأكون أخيراً ممن ينتهزون الفرص ليصلوا إلي الإستيلاء علي مجلس الشعب بإقناع المجتمع أن يقول نعم للتعديلات الدستورية !!! . أم اكون من أعضاء الجماعة السلفية حتي ينعتني المجتمع بالمتشدد وأكون من أول المعارضين لثورة يناير بحجة أن الخروج علي الحاكم حرام !!! متجاهلاً خطبة أبو بكر الصديق عند توليه الخلافة حيث قال في مجمل الحديث " أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم وليس بخيركم . إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم " أنقومك يا أبن أبي قحافة بالجلوس في المساجد ندعو الله أن يرفع عنا البلاء؟؟؟ !!! أم بالخروج وقول كلمة الحق لتكون من أفضل صور الجهاد " كلمة حق عند سلطان جائر " !!!!!. أم أكون سلفياً لأدعو الشعب للتصويت بنعم في التعديلات الدستورية رغم أنني أعتبر أن فكرة الديمقراطية بصورتها الحالية والأحزاب تلك حرام شرعاً !!! أم لينتشر بين الناس أنني أبرمت إتفاقاً مع أمن الدولة مسبقاً لعدم الحديث في السياسة وإلتزام الدين والمساجد !!! . أم لأجلس أشاهد كبار مشايخ جماعتي يسبون بعض دعاة المسلمين من منبر رسول الله متحججين بأنهم أخترقوا الشريعة الإسلامية والله وحده يعلم أن هؤلاء الدعاة لم يفعلوها مطلقا . أم ليخرج أخيراً أحد مشايخ الجماعة ليقول أن من قال لا هم أهل البدع وقد نصر الله الحق والإسلام وأنها كانت غزوة الصناديق !!!!!. شخصياً عندما يعترضني هذا السؤال تكون إجابتي حاضرة بأنني مسلم موحد بالله مؤمن برسوله العظيم وفقط وإجابتي تلك لم تكن من فراغ فقد أعتقد أنني من المحظوظين بالتعرف علي أفكار معظم تلك الجماعات عن قرب فقد كنت يوماً ما شبل من أشبال الإخوان المسلمين وكنت أحضر دروس بعض مشايخ السلفية الكبار يوما ما أيضاً وإحقاقاً للحق لم أطل فيها كثيراً فقد كان أخر درس لي منذ عدة سنوات عندما خرجت من المسجد أريد خلع ملابسي لأعود إلي بيتي عارياً لأن الشيخ وقتها قد أقر بأن البنطال " الجينز " تشبه بالأمريكان وتلاه الحزام و ... و .... الدين لا يتجزأ ولا يحتمل جماعتين فالإسلام بشرع الله وبسنه رسوله وأنتهي الأمر والدليل علي ما أقول بسيط قم بعمل مقارنة بين حال المصريين عندما كان أمثال الشيخ الشعراوي ورفاقه رواد الدعوة الدينية في مصر وبين حالنا اليوم فقد إزداد عدد مشايخنا الإجلاء وأزداد معهم المجتمع سفوراً وفسوقاً لأنهم أصبحوا رجال إعلام وليس رجال دين !!!! ولتسأل نفسك في النهاية هل كان الشيخ الشعراوي ورفاقه سلف أم إخوان ؟؟؟ فكر في الأمر جيداً فإذا ثبتت تهمة واحدة من هذة التهم التي توجه إلي تلك الجماعات فستكون تهمتك أنت سلفياً كنت أو إخوانياً أو أي إنتماء أخر فيوم القيامة لن يحاسب الله الشيخ ياسر برهامي أو مرشد الإخوان المسلمين أو عبود الزمر بدلاً عنك فأنت من ستحاسب وتذكر جيداً حديث المصطفي " صلي الله عليه وسلم " والذي ذكر فيه أن الأمة ستتفرق جماعات كثيرة واحدة منها في الجنة والباقي في النار وحينها لم يذكر أنها السلفية أو الإخوان أو حزب الله بل قال أنهم من سيتمسكوا بكتاب الله وسنه رسوله ولله العلم في النهاية من منا سيدخل الجنة أو النار – نعوذ بالله منها – أنا لا اقول أن السلفيين سيدخلون النار أو الإخوان فأنا لا أستطيع أن أقول ذلك مطلقاً ولكن ما أريد أن أقوله لك سلفياً كنت أو إخوانياً أتق الله في نفسك . الدين قد جاء واضحاً صريحاً بكتاب الله وسنة رسوله فأتبعهم وليكن لك الفخر في النهاية أن تقول أنك مسلم موحد بالله لا مسلماً إخوانياً ولا مسلماً سلفياً ولا تبليغياُ ولا ... ولا ... و أدعوا الله أن يردنا إلي ديننا الصحيح وأن يحفظ الله مصر أمنة مستقرة وأن يرزقنا منها الخيرات . بقلم : محمد مندور 23/3/2011