تقدم المستشار محفوظ صابر، وزير العدل، باستقالته إلى المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، صباح الإثنين، عقب التصريحات التي أدلي بها حول رفضه تعيين ابن عامل النظافة في القضاء، وأثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما قبل «محلب» الاستقالة، وأكد أن حكومته تحترم كل شرائح المجتمع، وتُقدر الأيدي العاملة، ما عده البعض «انتصارا للشعب». الوزير يخالف الدستور تنص المادة 53 من الدستور المصري المُستفتى عليه في يناير 2014 على أن «المواطنين لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعى، أو الانتماء السياسى أو الجغرافى، أو لأى سبب آخر.. التمييز والحض على الكراهية جريمة، يعاقب عليها القانون. تلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كافة أشكال التمييز، وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض»، إلا أن وزير العدل، رأى أن مهنة القاضي ينبغي ألا يصل إليها ابن عامل النظافة، ولابد أن يكون من «وسط مناسب» حتى لا يصاب ب«اكتئاب نفسي» ولا يستمر في العمل، مؤكدًا كامل احترامه لعامل النظافة، وذلك خلال لقائه مع الإعلامي رامي رضوان ببرنامج «البيت بيتك» على قناة «TEN»، مساء الأحد. معركة شبكات التواصل الاجتماعي: «#اقيلو_وزير_العدل» تصريحات «صابر» أثارت غضب القوى السياسية، وقطاعات واسعة من الشعب المصري، وتعرض لهجوم شديد في الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية، وطالب أكثر من حزب سياسي بإقالته، كما دشن عدد من مستخدمي «تويتر»، هاشتاج «#اقيلو_وزير_العدل». لقاء الاستقالة #أقيلوا_وزير_العدل Tweets ونتيجة لذلك، اجتمع «محلب»، صباح الإثنين، قبل سفره إلى العاصمة الفرنسية باريس، مع وزير العدل، الذي أكد لرئيس الوزراء، أن التصريحات، التي خرجت منه لا تعدو كونها ذلة لسان، ولكنه احترامًا للرأى العام قرر التقدم باستقالته. وبحسب «محلب»، فإن وزير العدل أبدى احترامه، وتقديره لكل شرائح المجتمع، ولكل المهنيين، والعاملين الكادحين، وأنه نفسه ابن رجل بسيط من أبناء هذا الوطن، لم يُكمل تعليمه، لكنه أصر على تعليم أبنائه حتى صار أحدهم وزيرًا، وهذا شرف له. من جانبه، أكد رئيس الوزراء، أن الحكومة تحترم كل شرائح المجتمع، وتقدر الأيدى العاملة، على وجه الخصوص، وتوقن أنهم هم من يشاركون في صنع مستقبل هذا الوطن. وماذا بعد؟ وعقب استقالة وزير العدل، تساءل عدد من السياسيين، ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي: «هل تغيرت قواعد القبول في القضاء»، وأضافوا: «ابن الزبال انتصر على وزير العدل، لكنه مش هيبقى قاضي». وقال الكاتب والروائي علاء الأسواني، في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «ثار الرأي العام ضد وزير العدل عندما قال إن ابن عامل النظافة لا يصلح للقضاء، واستقال وزير العدل.. جميل، لكن هل تغيرت قواعد القبول في القضاء؟». وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية، في إحصائية نشرتها في وقت سابق أن النيابة العامة رفضت 138 طلب وظيفي العام الماضي لأن آباء مقدمي الطلبات لم يحصلوا على مؤهلات جامعية.
