لماذا أصبحت فرص يوفنتوس أعلى في التأهل لنهائي الأبطال؟ (تحليل المباراة)

نظريًا، فإن الخسارة 2-1 خارج ملعبك في مباريات الأدوار الإقصائية ليست نتيجة سيئة بأي حال من الأحوال، وتجعل فرصك في التأهل للدور التالي أعلى من خصمك، لأن الفوز 1-0 على أرضك سيكون كافيًا.
ولكن نتيجة ال2-1 التي فاز بها يوفنتوس على ريال مدريد في إيطاليا تجعل حظوظ الأخير أعلى نسبيًا في التأهل لنهائي برلين، والسبب في ذلك أن يوفنتوس فريق رائع جدًا في رد الفعل، أن يلعب مدافعًا ومعتمدًا على الهجمة المرتدة، مثلما فعل اليوم في الشوط الثاني، وطالما أن الجزء الخاص بال(فعل) قد مر بنجاح وفاز بطل إيطاليا على أرضه.. فإن حظوظه كبيرة فعلًا في التأهل.
الشوط الأول:
(1) منذ بداية المباراة بدا واضحًا رغبة «أليجري» في خطف هدف مبكر، ضغط مستمر واستغلال لكل طاقات اللاعبين البدنية من أجل خطف الكرة من «مدريد» في نصف ملعبه، موراتا.. تيفيز.. فيدال.. ماركيزيو يلعبون بما هو أكثر من 100% من طاقتهم، والنتيجة هدف مبكر وعدة فرصة خطيرة وسيطرة كاملة على المباراة.
(2) أنشيلوتي دخل المباراة بشكلٍ سيء، أولًا في اللعب بجاريث بيل في المقدمة بدلًا من المتألق خافيير هيرنانديز، «بيل» لا يجيد اللعب في المساحات الضيقة وعائد من إصابة وثقته مهتزة، كما أن قدراته الحقيقة تظهر حين يأتي –كجناح أو كلاعب حر- من الخلف للأمام، وليست في التمركز ضد دفاعات إيطالية قوية ومتكتلة.
الخطأ الثاني كان في البدء بسيرجيو راموس في وسط الملعب، المغامرة التي نجحت ضد أتلتيكو مدريد نجحت لأن الأخير لم يضغط الريال في أي لحظة، وبالتالي لعب «راموس» مباراة حرة مع إضافة هجومية ملحوظة، ولكن في مباراة أمام وسط ملعب مثل يوفنتوس –وقبلها أشبيلية في الدوري- يجعل من المدافع الأسباني عالة على الفريق، ومنح نصف الشوط الأول بالكامل للفريق المُضيف.
(3) هدف الريال، الذي جاء من مهارة وإضافة فردية رائعة لخيمس رودريجز، وسوء تمركز من «كيليني»، أعاد حامل اللقب للقاء، فقد يوفنتوس المبادرة، وبدا تائهًا لفترة، باستثناء مبادرات فردية من تيفيز.
في المقابل لم يستغل الريال صحوته، لأن أغلب لاعبيه كانوا في مستوى سيء بالفعل، خاصة من يجب عليهم تحقيق الفارق مثل إيسكو أو بيل –الذي لم يأتِ- أو حتى رونالدو الذي لم يفعل أي شيء باستثناء الهدف، وحده «رودريجز» يحاول بعزف منفرد.
.
.
الشوط الثاني:
(1) بدأ «أليجري» الشوط الثاني أكثر تحفظًا، لم يرغب في المخاطرة البدنية باستمرار الضغط على لاعبي الريال حتى لا يخسر مجهودهم في الربع الأخير من اللقاء، ولم يرغب أيضًا في مخاطرة فنية تجعل خصمه يخطف هدفًا سيجعل وضعه سيئًا للغاية.
تراجع دفاعي، وتقارب أكبر في الخطوط، مع اعتماد على الهجمات المرتدة وسرعة «تيفيز» و«موراتا».
رهان «أليجري» نجح بالفعل، عن طريق ضربة الجزاء التي أتى بها «تيفيز» مستغلًا سذاجة «كاربخال» -الذي لعب بدوره مباراة سيئة للغاية-، ومنذ تلك اللحظة صارت المباراة أسهل على اليوفي.
(2) لم يبد في أي لحظة أي ريال مدريد قريبًا من التسجيل، يوفنتوس لعب بوعي وجهد وقوة فعلًا، ولكن الريال أيضًا لم يحقق أي فرص في الشوط الثاني، لا يوجد مساحات، ولا يوجد إبداع في خلق الفرص، لا يوجد قدرة على خلق مساحة للعب عرضية على رأس راموس أو محاولة استغلال قدرة «كروس» في التصويب بعيد المدى.
(3) سيناريو الشوط الثاني هو السيناريو المتوقع لمباراة الإياب كاملة، يوفنتوس كان الأقرب للتسجيل أغلب الوقت رغم انكماشه الدفاعي، أمر له علاقة ب(رد الفعل)، الدفاع والهجمة المرتدة، وهو ما سيحققه «أليجري» في أسبانيا بالتأكيد.
نفس الوضع كان في دور ال16 ضد بروسيا دورتموند، الفوز 2-1 في ملعبك، الانكماش دفاعيًا، ثم ما حدث هو الفوز ب0-3 في ملعب بقوة سيجنال إيدونا بارك، حيث استغل اليوفي المساحات الكبيرة في دفاعات دورتموند الباحث عن التعديل، كان (رد الفعل) فاكتسح خصمه.
صحيح أن ريال مدريد أقوى من بروسيا دورتموند، ولكن الوضعية نفسها ودور اليوفي خلالها سيكون واحدًا، الشيء الوحيد الذي سيجعل مباراة العودة أسهل هو تسجيل ريال مدريد لهدف مبكر يجعل خصمه مضطرًا للهجوم، أما في حال تأخر الهدف فاللعب بأريحية وعلى هجمة مرتدة لتيفيز وموراتا ستكون نقطة القوة الأكبر ليوفنتوس أليجري.