لماذا لا تضع قدمك في حذاء مورينيو؟

يعتبر تشيلسي الفريق الأكثر تعرضا للشتائم والهجوم من الجماهير على شبكات التواصل الاجتماعي الفترة الأخيرة، طبقا لتقرير قامت به شبكة «بي بي سي»، والسبب الرئيسي في ذلك المدير الفني للفريق جوزيه مورينيو.
الداهية البرتغالي دائما ما يكون محط انتقاد من الجماهير التي ليست مناصرة لفريقه، فدائما بل المنافسين سواء أكانت المباراة ضدهم أو مع منافس آخر والسبب «مورينيو يقتل متعة كرة القدم ومباريات فريقه مملة».
وأجاب مورينيو على هذه الجملة ببساطة في المؤتمر الصحفي قبل مباراة يونايتد، التي حسمها، السبت، بهدف نظيف بنفس طريقته المملة ليقترب من تحقيق لقب الدوري وأبعد أحد المنافسين له والقادرين على تأجيل تتويجه، فقال «السبيشال وان»: «نعم نحن مملون بالفعل فالفريق يتصدر الدوري منذ اليوم الأول».
إجابة شاملة ووافية تكفي لشرح كل شيء فهو وإن كان مملا من وجهة نظرك التي لا قيمة لها بالتأكيد، فأنت لست حتى من مشجعي فريقه لتهاجمه فهو متفوق على فريقك الإنجليزي وغالبا انتصر عليه ذهابا وإيابا طولا وعرضا، بتلك الطريقة وهو من سيحصل على البطولات في النهاية، بينما الفرق الممتعة فإنها تتنافس بكل جدية على مراكز ما وراء تشيلسي، وبعد أربعين عاما سيتذكر الجميع أن تشيلسي قد فاز باللقب في ذلك الموسم وتلك البطولة في تلك السنة، ولكن بالتأكيد لن يتذكر أن هاك الفريق قد لعب كرة قدم ممتعة وسريعة وانتهى به المطاف بالمنافسة على المراكز الأخرى.
التاريخ لا يتذكر سوى البطل في النهاية وهو من سيخلد اسمه في كتب كرة القدم، وفي نهاية الموسم لن تكون أنت من سيحاسب على ما قدمه مع الفريق من رئيس النادي ولن تكون أنت المهدد بالإقالة، لأنك لم تحقق البطولات التي وعدت بها فلن تكون قدمك في حذاء مورينيو وهو جالس هناك في اجتماع مع إبراهموفيتش، رئيس النادي، للمحاسبة على ما قدمه طوال الموسم وبالتأكيد عندما تدخل ذلك الاجتماع ومعك بطولة فهو أفضل بالتأكيد لك ولمستقبلك المهني ولأفكارك وطلباتك في سوق الانتقالات.
حقق تشيلسي لقب كأس «الكابيتال وان» وأصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب مع مورينيو بتلك الطريقة «المملة» بالنسبة للمشاهد، ولكنها ترضي بكل تأكيد متطلبات ليس فقط مورينيو بل وأيضا جمهور فريقه الذي سيكون هو الوحيد المحتفل بتلك الإنجازات التي يحققها فريقه، في الوقت الذي سيكون هناك جماهير لثلاثة فرق أخرى حزينة لعدم تحقيق اللقب، وثلاثة أندية أخرى متحسرة على هبوطها للدرجة الأدنى، فالأولى مكافئة تحقيق الثلاث نقاط في مواجهات أكثر من منافسيك والأخيرة هي حسرة تضيع تلك النقاط من بين يديك.
مورينيو لن يغير طريقته طالما يحقق انتصارات، فالمثل يقول: «اللي تكسب به ألعب به»، وجماهير تشيلسي هي من ستسعد بتلك الانتصارت التي لا تتوقف مع «السبيشال وان»، أما إن أردت المتعة فلا تحرق أعصابك بمشاهدة مورينيو وتشيلسي، فكل ما عليك إما تحويل القناة لمشاهدة برشلونة «إن لم يكن برشلونة يلعب اتجه إلى اليوتيوب»، أو الاستماع إلى ما قاله أليجري الأسبوع الماضي: «إن أردت المتعة فأذهب إلى السيرك فأنا هنا لتحقيق الانتصارات».