التحقيقات: الجناة عاينوا المكان وحدَّدوا برجى المدينة ب«دقة»

كشفت مصادر قضائية أن تحقيقات النيابة فى حادث تفجير برجى الكهرباء المغذيين لمدنية الإنتاج الإعلامى، توصلت إلى عضوين فى تنظيم أجناد مصر زرعا العبوتين قبل الانفجار بقرابة نصف ساعة تقريبا، وتوصلت أجهزة الأمن إلى شاهد عيان أدلى بأوصافهما، وقال إنهما كانا ملثمين ويستقلان دراجة بخارية، وإنه اعتقد فى بداية الأمر أنهما كانا يتخلصان من كيس قمامة.
وأفادت التحقيقات بأن المتهمين من عناصر تنظيم أنصار أجناد مصر وأن أحدهما معروف لأجهزة الأمن ومطلو ب ضبطه وإحضاره.
وكلف النائب العام المستشار هشام بركات، جهاز الأمن الوطنى والمباحث الجنائية بإجراء التحريات اللازمة للوصول لمرتكبى الحادث، وأفادت التحقيقات بأن 6 ملثمين شاركوا فى العملية وساهموا فى التجهيز والمراقبة والمتابعة والتنفيذ.
وذكر بيان صادر عن مكتب النائب العام أن معاينة النيابة لموقع التفجير كشفت أن إرهابيين زرعا عبوات ناسفة بقواعد برجى الضغط العالى رقمى 21 و22 المغذيين لمناطق الشيخ زايد وأكتوبر ومدينة الإنتاج الإعلامى، وترتب على التفجير تدمير أحد الأبراج وإحداث تلفيات جسيمة بالآخر.
وانتدبت النيابة خبراء المفرقعات ومصلحة الأدلة الجنائية لإجراء المعاينة اللازمة لموقع التفجيرين، ورفع الآثار المتخلفة عنها وفحصها وإعداد تقرير بنتيجة الفحص.
وباشر التحقيقات وانتقل للمعاينة محمد الطماوى، مدير نيابة الأحداث الطارئة، بإشراف المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة.
وقالت التحقيقات إن هناك قصورًا أمنيًا، وعدم وجود حراسات على أبراج الكهرباء، وإن الجانى يعرف بدقة مكان البرجين المستهدفين، وحددهما بصورة تقطع بأنه درس موقع التفجير قبل الجريمة، فى ظل غياب كاميرات المراقبة.
وانتقل محمد الطماوى، مدير النيابة، إلى موقع الحادث، بحضور خبراء المعمل الجنائى، لإجراء المعاينات اللازمة، وتبين أن البرجين المستهدفين يقعان فى خطين متوازيين، أحدهما جهة كومباوند «النسائم»، والثانى غرب «سوميد»، ومعرفان بالبرجين 21 خط مدينة الإنتاج الإعلامى، ويبعدان عن بعهضما مسافة 300 متر، ويفصل بينهما طريق أسفلتى على مسافة 700 متر.
وأوضحت معاينة النيابة أن الانفجار الذى قطع بث كل القنوات الفضائية، جرى عن طريق انفجار 6 قنابل كبيرة الحجم، وزن الواحدة لا يقل عن كيلو جرام، حيث تسببت 4 منها فى انهيار أحد البرجين تمامًا، وسقوط كابل كهرباء ضغط عالٍ أرضًا، كما تسببت قنبلتان فى كسر قاعدتين بالبرج الثانى، وميله على الأرض، دون سقوطه.
وتوصلت المعاينة إلى العثور على قنبلتين كانتا معدتين للانفجار، وتم إبطال مفعولهما بمعرفة خبراء المفرقعات عن بُعد، وذلك بعد التحفظ على شريحتى هاتفين محمولين كانتا داخل القنبلتين، بهدف منع الجناة من تفجيرهما، ونقل الخبراء القنبلتين إلى الرمال فى الصحراء، واستخدموا المدفع «رشاش» المياه لتفجيرهما، وتبين للنيابة قبل التفجير أن القنبلتين عبارة عن مواسير أسطوانية «بلاستيك»، طولها 40 سنتيمترا، وقطرها 15 سم، تحوى مادة «تى. إن. تى»، شديدة الانفجار، وموصولتان بدوائر كهربائية، وجهاز هاتف محمول.
وطلبت النيابة من مدير عام شركة الكهرباء بمدينة 6 أكتوبر، إعداد مذكرة بحصر التلفيات، وحجم خسائر البرجين، وقيمة تكلفة إصلاحهما، فيما كشفت مصادر قضائية أن هناك جهات سيادية تدخلت وطالبت وزارة الكهرباء بسرعة إنشاء برجى كهرباء بديلين على وجه السرعة، وهو ما تم تنفيذه بوصول وزير الكهرباء وفريق عمل لتفقد مكان التفجير.