والدة «أحمد» قائد طائرة سيناء: حياتي انتهت.. وكان يردد «أنا شهيد»

في 25 يناير 2014 استهدف مسلحون تكفيريون في سيناء، مروحية تابعة للقوات المسلحة بصاروخ، مما أدى لسقوطها واستشهاد كامل طاقمها.. «المصرى اليوم» التقت أسرة الشهيد مقدم طيار أحمد نبيل عمارة، قائد الطائرة ويقول والده اللواء نبيل عمارة «عندى بنت وولد اللى هو الشهيد أحمد، تخرج عام 2000 من الكلية الجوية وكان أمله منذ الصغر أن يصبح طياراً، والتحق بكلية السياحة والفنادق، ولم تكن لى رغبة في دخوله الكلية الجوية.
يحكى والد الشهيد وقائع يوم استشهاده قائلاً ليلة سفره إلى شمال سيناء قعد يسلم على والدته أكثر من نصف ساعة ويقبل يديها، اتصل بى ليلة استشهاده فجراً واتخضيت وقلت له «فيه إيه يا ابنى؟» قال «لا يا بابا أنا حبيت أسلم عليكم»، كان بيطيرفوق مدينة سكنية في طلعة استطلاع كان ممكن ينط ويسيب الطيارة تقع فوق المساكن تدمر الدنيا ولكنه رفض وقاد الطيارة لثوانى حتى خرجت إلى منطقة غير مأهولة بالسكان، وطلب من زملائه القفز من الطائرة ولكنهم رفضوا وقالوا له «هنموت معاك».
تقول زوجته شيماء «اتصل بى الساعة 8 صباحاً، وقالى إنه هيطير دلوقتى وقلتله إن شاء الله لما تنزل طمنى عليك، وفى الفجر قبل استشهاده صحى كل الناس وصلى بهم إماماً قبل الإقلاع لطلعة الاستطلاع التي استشهد فيها، انضرب عليه الصاروخ من الإرهابيين والصاروخ ده بيطلع على العادم اللى خارج من الطائرة ليسير خلفه، ومهما عملت مناورات لازم هيرشق في الطائرة، وبعد الإصابة من 17 – 30 ثانية لازم تقع الطيارة، ومحمد ابنى الأكبر شبه والده شكلاً وطباعاً، لما الشهيد كان بيسافر كان بيقولى لما بقوله إنت وحشتنى «بوحشك إزاى محمد معاكى أهو هو شبهى في كل حاجة».
تتدخل والدة الشهيد المنهارة في الحوار قائلة «شاهدت التليفزيون بيذيع خبر سقوط مروحية في سيناء، واتصل والده بالمطار ورفضوا إعطاءه أي معلومات، وطريقة ردودهم أكدت أنه استشهد، وزملاؤه أصروا على إذاعة التسجيل الصوتى للصندوق الأسود للطائرة للحظة نطقهم الشهادة لكى يتأكد الإرهابيون أن العسكريين مسلمين وليسوا كفاراً كما يرددون في بياناتهم، حياتى أصبحت عدم، إبنى الوحيد خسرته ومعنديش غيره واتخطف منى، كان باراً بنا إلى أقصى درجة، كان يرعى كثيراً من الفقراء والمحتاجين بمساعدات شهرية، ولم نكن نعرف بذلك، وقبل استشهاده بشهر كان يردد «أنا شهيد.. أنا شهيد» وفى إحدى المرات سأل والدته» يا ماما هتربى لى أولادى؟».
في ركن هادئ من المنزل كان يجلس الطفل محمد ابن الشهيد الذي قال «أنا في تانية ابتدائى وأختى الصغيرة في كى جى وان، وعايز أبقى طيار زى بابا».