الشرطة التركية تقتاد طالباً من مدرسته ل«إهانة أردوغان» على «فيسبوك»

اقتادت الشرطة التركية مراهقاً، لم يتجاوز عمره 13 عاماً، من مدرسته ووسط زملائه، للإدلاء بشهادته بشأن «إهانته» الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من خلال إعادة نشره ل«بوست» على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وفقا لما ذكرته صحيفة «توادي زمان» التركية.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، السبت، إن الطالب بالصف الثامن الابتدائي «يو.ار.اي»، في إشارة لاسمه بالأحرف الثلاثة الأولى، تم اقتياده من مدرسته الابتدائية بحي «إيفاليك» للإدلاء بشهادته في مكتب المدعي العام، بشأن اتهامه بإهانة «أردوغان» في «بوست» نشره، في مايو الماضي.
ونقلت الصحيفة عن والد الطفل، الذي يعيش في محافظة بيجين بولاية «بالي كسير» التركية، قوله إن «الشرطة اتصلت به، الجمعة الماضي، وأخبرته أن ابنه أهان الرئيس، وأنه عليه الذهاب للإدلاء بشهادته أمام المدعي العام».
وأضاف والد الطفل، الذي أشارت الصحيفة إليه بالحرفين «آي .أي»، أنه «التقى ضباط الشرطة في مدرسة ابنه، حيث اقتادوه من فصله». كما اشتكى من معاملة الشرطة لابنه أمام أصدقائه وكأنه مجرم.
ووصف والد الطفل هذا الموقف بأنه «مؤسف ومُخجل» لتركيا، متسائلا: «هل تم حل كل المشاكل في البلاد، ولم يتبق لدي الشرطة وظيفة سوى استدعاء طفل لكتابته كلمات صبيانية على (فيسبوك)»، وفقاً لما نقلته الصحيفة.
ووفقا لما ذكرته الصحيفة، فإن أفراد الشرطة اصطحبوا «يو.ار.اي»، بعد اقتياده من المدرسة، إلى مستشفي «إيفاليك» العام لإجراء الفحص الطبي عليه، ثم أخذوا إلى مكتب المدعي العام للإدلاء بشهادته.
وأفرج المدعي العام عن المراهق، 13 عاماً، كما طلب التقرير الطبي الخاص به من القسم النفسي للأطفال بالمستشفى العام في الولاية، وفقا لما نقلته الصحيفة عن والده.
وأشارت «توادي زمان» إلى أنه منذ انتخاب أردوغان رئيساً، عام 2014، تم اعتقال عشرات الأشخاص، من بينهم صحفيين ومثقفين وناشطين، فضلا عن القبض على أطفال أو احتجازهم بتهمة إهانة الرئيس.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من وجود مادة في الدستور تجرم إهانة رئيس الجمهورية التركي، فإن هذه المادة لم يتم تفعيلها إلا بعد رئاسة أردوغان.
ورأت الصحيفة أن هذه المادة تُعد انتهاكاً للحق في حرية التعبير والمعلومات، وفقاً للمادة العاشرة من الاتفاقية الأوربية لحقوق الإنسان (ECHR)، التي تعتبر تركيا من الدول الموقعة عليها.
وأشارت الصحيفة إلى قضية مماثلة، في الشهر الماضي، حيث أقامت محكمة تركية دعوى جنائية ضد طالب في المرحلة الثانوية، 15 عاما، في محافظة مانيسا بتهمة «التشهير بسمعة» أردوغان على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة