جوزيه مورينيو.. المدرب الاستثنائي (بروفايل)

استثنائي في كل شيء، مميز عن الآخرين، منفعل أحيانًا، ومثير للجدل دائمًا، مُستفز في بعض الأوقات، وسرعان ما يُستفز، شخصيته القوية جعلته قدوة للبعض، ومغرورًا ومصابًا بجنون العظمة في رأي البعض الآخر.
«ذا سبيشل وان» جوزيه مورينيو، الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده ال52، هو الرجل الأكثر إثارة في العالم، أينما يذهب يُحقق البطولات، ليس مجرد مدير فني، بل هو كل شيء في النادي الذي يتولى قيادته، لا يعرف سوى لغة التحدي، ولا يرضى بالهزيمة، أو يخجل من الاعتراف بفشله، ودائمًا ما يدخل في صراعات مع الصحافة، له بصمة واضحة في تاريخ الكرة القدم في العقد الأخير، ويُصنف ضمن أفضل المدربين في الألفية الثالثة.
رحلة قصيرة ل«الداهية» مع بنفيكا البرتغالي لم يُحقق فيها أي شيء، فترك مدينة لشبونة، ورحل إلى بورتو، ليسجل اسمه بأحرف من ذهب في عالم التدريب، إذ حقق مع الفريق البرتغالي دوري أبطال أوروبا، بخلاف 4 بطولات محلية، بعدها ترك البرتغال بأكملها، ليستنشق رائحة الدوري الإنجليزي.
كان تشيلسي يبدأ حقبة جديدة مع «مورينيو» عام 2003، بعد فترة هبوط طالت أكثر من اللازم، أنفق رئيس النادي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش 100 مليون جنيه لجلب لاعبين جدد، نجح بهم المدرب البرتغالي في استعادة البطولات، فأحرز معه لقب الدوري مرتين متتاليتين في موسمي 2004- 2005، و2005-2006، بجانب كأس الإتحاد الإنجليزي، حتى صار جزءًا من تاريخ النادي، وصار النادي هو سيرته الشخصية، فما إن ذُكر تشيلسي ذُكر «مورينيو».
في 2007 انتقل «مورينيو» من «البريميرليج» إلى «الكالشيو» ليقود إنتر ميلان الذي كان يحلم بكبرى بطولات الأندية في القارة العجوز.
مع إنتر ميلان قضى أسطورة البرتغال الحية على برشلونة في عز مجده، وأقصاه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2010، إذ فاز في ملعبه بثلاثية في مباراة تعد الأفضل في حياته، وكعادته تهكم على برشلونة بعد المباراة قائلًا: «يجب أن يكون البرسا كالأبطال ويتقبل الخسارة أمام فريق لعب أفضل منه»، ثم فاز في النهائي على بايرن ميونيخ الألماني، وأصبح ثالث مدرب في التاريخ يُتوج بالبطولة مع فريقين مختلفين.
بعدها انتقل «مورينيو» إلى الدوري الإسباني، وترأس البيت الملكي 3 سنوات، حقق خلالها ألقاب «الدوري، الكأس، والسوبر» على حساب برشلونة، لكنه فشل في التتويج باللقب العاشر لدوري أبطال أوروبا.
خلال فترة تواجده في إسبانيا، أدخل «البرتغالي العنيد» ريال مدريد في نزاعات مع الصحافة تحت عنوان «الدفاع عن النادي الملكي»، ودخل في صراعات مع اللاعبين أمثال «كاسياس»، فلم يجد رئيس النادي فلورنتينو بيريز حلا سوى فك الارتباط بين «مورينيو» والنادي.
ترك «مورينيو» ريال مدريد، فوضع الروسي «أبراموفيتش» ثقته فيه مجددًا، عاد إلى «البلوز»، وعانق ستامفورد بريدج بعد غياب 6 سنوات، وأعاد نسّج خيوط الفريق من جديد، وخلال النصف الثاني من موسم 2013-2014، حقق تشيلسي نتائج لا بأس بها، حيث أنهى الدوري الإنجليزي الممتاز في المركز الثالث بفارق أربع نقاط عن مانشستر سيتي الإنجليزي البطل ونقطتين عن ليفربول الوصيف، وفي الموسم الحالي يتصدر الدوري برصيد 51 نقطة بفارق 6 نقاط عن مانشستر سيتي صاحب المركز الثاني برصيد 45 نقطة، متجاهلًا الانتقادات التي توجه له، بسبب ما يسميه المحللون أسلوب «ركن الحافلة» الدفاعي القائم على المرتدات.
قبل أيام من بلوغه سن ال52، منحه الاتحاد البرتغالي لكرة القدم جائزة أفضل مدرب في تاريخ البلاد، متفوقا على أرتور جورجي، وجوزيه ماريا بيدروتو، ومانويل جوزيه.
اشترك وخليك في الملعب لمتابعة أخبار الدوريات