يبدو أن السيد عمرو موسى تأثر أكثر مما ينبغي بأغنية أداها شعبوله "شعبان عبد الرحيم" مطرب الافراح الذى كان قد أثنى عليه فيها. ونسى السيد موسى أن المدعو شعبوله غنى من قبل للمجرمين أمثال مبارك وللصوص من رموز الحزب الوطني فالرجل مستعد في أي وقت أن يشجو بأغاني ملائكية حتى لو لتمجيد الشيطان شريطة أن يكون الشيطان سخيا. السيد عمرو موسى يلهث دائما في البحث عن المناصب ظنا منه أن مصر لا تزال مطية أو عزبة كان قد ورثها عن ذويه شأنه في ذلك شأن الوصوليين الانتهازيين لأي فرصة, لا يحلمون الا بأمجادهم وليس هناك لهم من أجندة إلا أطماعهم الشخصية غير مبالين عما إذا كان هناك لديهم ما يمكن أن يقدموه لأوطانهم فصلاحيتهم لا تنتهى هي سارية لكل العصور. لم تشهد مصر وسياساتها العربية الإقليمية والعالمية في عهد السيد عمرو موسى إلا الفشل أينما ذهب, فالسياسة الخارجية في عهده لم تصب فقط بالشيخوخة بل هوى بها الى مستنقعات الإفلاس والهوان بعد سنوات المجد, دعنا هنا نترحم على رجال أمثال محمود فوزى, محمود رياض, القوني, والزيات أيام كان لمصر الريادة في وطنها العربي متمسكة بقضاياه ومحافظة على هويته وثوابته حامية لعقائده وأمجاده وكان لها صولات وجولات على كل المستويات مع شعوب العالم الحر. السيد عمرو موسى تولى منصب وزير الخارجية في ظل الديكتاتور مبارك ولم نرى له موقفا مشرفا واحدا يشفع له وظل ولائه كاملا لمبارك حتى بعد زوال الديكتاتور. ولولا ولائه بالطاعة العمياء لنظام مبارك وقناعته الكاملة بفساده واستبداده لما كافئه بتذكيته له أمينا عاما للجامعة العربية. متي يعلم هؤلاء أن عصرهم ولى وانتهى الى غير رجعة وعليهم الا يتوهمون أن لهم ادوار يمكن ان يقوموا بها في المستقبل. مصر تغيرت, حاولوا أن تفهموا. مصر الثورة لا تريد اشخاصا يعبدون المناصب ويهرولون عليها ويناورون ويقفزون اليها ويعتقدون انهم يصلحون لكل العصور ويصادرون قدرة الامة أن تقدم الشرفاء والأحرار ذوي الكفاءة الذين يدينون لها بالولاء لا ينحنون للمجرمين ولا يغازلون المعادين. مصر خسرت الكثير علي أيدى هؤلاء, خسرت وحدتها الوطنية وانتماءات مواطنيها خسرت أشقاءها وهويتها العربية خسرت دورها الإقليمي وراحت تزرع الفتنة وتبث الفرقة بين أشقائها ومحيطها الإقليمي الإسلامي وكان كل ما يشغلها هو صداقتها الحميمة للأعداء وعمل أي شيء لنيل رضاه وكم تخابرت وحاصرت لقتل الأشقاء فى فلسطين عل اسرائيل والبيت الأبيض يرضى عنها, ياللعمالة وياللعار. السيد عمرو موسى, كنت أمينا عاما للجامعة العربية, هل لك أن تذكر لي موفقا واحدا مشرفا, العلاقات العربية في أيامك تجرعت الذل والمهانة والتشرذم الشعب المصري والشعوب العربية لا تنسى موقفك المخزي والمشين يوم ترك الزعيم التركي مقعده ليوجه صفعة قوية ويسجل موقفا شجاعا ضد رئيس الكيان الصهيوني وتصريحاته المهينة ضد القضية العربية لا القضية التركية أما انت كأمين اكبر هيئة عربية جبنت وتخاذلت وجلست لتختار موقعك الذى تستحقه بجوار أعداء مصر. السيد عمرو موسى, الشعب المصري الذى تحلم أن تكون رئيسه لم يشهد لك الا وقوفك بحزم لدعم مبادرة عربية خسيسة لتشارك حسيسا في مسلسل الانبطاح والعمالة لإزلال وامتهان الموقف العربي, لم يردوا علي مبادرتك حتي يومنا هذا ياللعار وياللحقارة. مزلة وهوان والهزيمة تلو الهزيمة تجرعناها كؤوسا على أيديكم, السيد عمرو موسى قل لى بالله. لمن تقسمون الولاء للشعب العربي أم لأعدائه, في عواصم عربية أم في تل أبيب ولسفاحيها اللذين تتفاخر وتزهو عندما تجلس معهم. الشعوب المحترمة تحاكم من تقاعس ولعب وفرط في أداء واجبه تجاه وطنه اما الشعوب المتخلفة الجاهلة هي التي تكافئ الانهزاميين أمثالك. اذهب حيثما اتيت فليس هناك أدوارا إلا لهؤلاء الذين يضعون مصالح ورفعة أوطانهم على قمة أولوياتهم. المصريون لا يتذكرون لك إلا ولاءا ووفاءا للمعلم مبارك الذى كان تاريخا للتبعية والعمالة , لم تنتقده مرة رغم علمك بكل ملفات النهب والتزوير والاستبداد والفساد على العكس كنت مخلصا ومدافعا بل ومنفذا لسياساته التي أجهزت على كل شيء في مصر والمنطقة. ماذا قدمت لمصر والعرب حتى تطلب المزيد؟ ألم تشبع مناصب؟ لماذا أراك وصوليا جشعا؟ ألا ترى أن مصر ما بعد 25 يناير تستحق رجالا أكثر وطنية أكثر شجاعة وأكثر كفاءة. قبل خلع مبارك خرج علينا الشهم الهمام السيد عمرو موسى في تصريح تليفزيونى قائلا بعزم: سأصوت لمبارك إذا ترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة وان جمال مبارك ذو كفاءة ورجل طيب, والان يعلن أيضا بعزم نيته في الترشح لرئاسة الجمهورية, السيد عمرو موسى, هذه تسمي في الاوساط الدبلوماسية دعارة سياسية وبلغة رجل الشارع وقاحة وقلة أدب. قليلا من الحياء وقليلا من الاخلاق وقليلا من احترام الذات يامن تريدون أن تركبوا كل موجة وتجلسوا حول أي مائدة وترقصوا في أي حلبة, أتركونا نبنى الديار التي أحلتموها الى ركام نسترد العزة التي وطأتموها بأقدامكم, ....... مالي أراكم لا تحسون ولا تستحون؟. كفانا ابتلاءا بكم نصف قرن من الزمان, أرحلوا عن سماءنا علنا نسترد العافية ونؤسس لنا وطنا طاهرا يواكب قيمنا و ينسجم مع تاريخنا العربي المجيد. د.م. صبري عمار [email protected]