«نور عينينا يا سيادة الرئيس راح، وأنت قلت إننا نور عينيك، وأصبح أولادنا بيروحوا المدارس لكى يصيبهم العمى أو يلقوا الموت أسفل إطارات السيارات.. أريد حق ابنتى وليس تعويضًا».. هكذا انطلقت كلمات محمود عبدالحميد، مندوب بإحدى الشركات، والد طالبة الثانوى «روجان»، المصابة بتهتك فى الشبكية وقرنية العين اليسرى، إثر سقوط لوح زجاجى عليها بمدرسة السيد نبيل، بشارع جامعة الدول العربية، شمال الجيزة. طلاب المدرسة من جميع المراحل أتوا لزيارة زميلتهم ومواساة أسرتها فى محنتها بالمستشفى، بالقرب من مسجد السيدة نفيسة، وأكدوا ل«المصرى اليوم» أنهم تلقوا تهديدات من مديرة الإدارة التعليمية بالعجوزة برسوبهم فى أعمال السنة، نتيجة مظاهراتهم التى نظموها داخل الفناء المدرسى، احتجاجًا على إهمال المدرسة فى إنقاذ «روجان»، التى تأخروا فى نقلها إلى المستشفى فى البداية، ونقلتها مُدرسة بسيارتها الخاصة قبل حضور أهلها لنقلها إلى مستشفى آخر، حتى أمر المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بنقلها إلى مستشفى متخصص لإجراء عمليتين جراحيتين، وتعهد لأسرتها بتحمل الدولة جميع النفقات. «بلال وروان» كانا يتابعان حالة شقيقتهما «روجان»، حيث كان الأول طالب سنة أولى ابتدائى يلهو دون أن يدرى شيئا عن شقيقته وينادى باسمها، ويظن أنها نائمة وستخرج بعد دقائق، بينما انهارت شقيقتها الأخرى وقالت إنها تدرس بنفس مدرسة أختها بالصف الإعدادى، لكنها تغيبت عن الدراسة يوم الحادث. تأتى الأم تضم أولادها فى حضنها، ويبكون بشدة، وقالت الأم إن «محلب» زارهم بنفسه، وتساءلت: «أين اختفى وزير التربية والتعليم؟.. لا نريد تعويضًا من أحد.. لو ردد مسؤول فى الحكومة هذا الكلام، وقال إنه سيصبرنى بدفع تعويض هاخلع عينيه». وشددت على أن الضحية متفوقة دراسيًا وطموحها أن تصبح طبيبة، وأن إدارة المدرسة طلبت تبرعات من كل طالب بداية العام الدراسى ألف جنيه لإجراء إصلاحات، لكنها لم تتم. الأب محمود عبدالحميد، قال إنه تلقى اتصالاً هاتفيًا، الساعة 10 صباحًا، بأن نجلته مصابة بنزيف بعينيها، نتيجة سقوط لوح زجاجى من أعلى المبنى على وجهها، ولم يتمالك أعصابه، حتى وصل إلى المدرسة، وكانت مُدرسة إعدادى نقلتها بسيارتها إلى مستشفى دار العيون بالدقى، ورفضوا أخذها، ونقلتها بعد ذلك إلى المستشفى، ودبرنا المبالغ المالية المطلوبة، لكن حالتها استدعت نقلها إلى المستشفى الذى يعالجها الآن. يحضر والد «روجان» قطعا من الزجاج الذى أصاب ابنته، ويقول: «الزجاج وقع من مبنى إعدادى، أثناء تواجد نجلتى وزميلتها (سارة) بحصة الألعاب، التى لم يحضرها المدرس المختص بممر خلفى وراء فناء المدرسة، وكان التلاميذ يلتقطون صورًا ب(الموبايلات)، وفجأة هربت المدرسة (ماجدة) والمدرسون، وتركوها تنزف ولم يكلف أحد خاطره بطلب سيارة إسعاف». وأشار «محمود» إلى أن نجلته مصابة بتهتكات فى الشبكية والقرنية بالعين اليسرى، وكان الجزاء أن تردد مديرة الإدارة التعليمية بالعجوزة على ابنته أنها سيئة السمعة، وأن المدرسة ليست مسؤولة عما حدث. وقالت مصادر قضائية مسؤولة بنيابة العجوزة، إن مديرة المدرسة هربت بعد توجيه اتهام لها من قبل أسرة الضحية بالمحضر رقم 21232 جنح قسم العجوزة، بالتسبب بالإهمال فى إصابة «روجان»، واستقالت من مدرسة الشهيد السيد نبيل واختفت معالم الجريمة تمامًا، ولم تترك المدرسة آثارًا لتكسير الزجاج ورفعت بقع الدماء التى كست فناء المدرسة، وطلبت النيابة تحريات مديرية أمن الجيزة حول الواقعة. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
