طلاب «الإعدادية» في البحيرة يؤدون مادة الهندسة.. شكاوي من صعوبة الامتحان    نائب رئيس جامعة حلوان الأهلية يتفقد الامتحانات.. ويؤكد: الأولوية لراحة الطلاب وسلامتهم    جامعة كفر الشيخ الثالث محليًا فى تصنيف التايمز للجامعات الناشئة    وزيرة الهجرة تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    تراجع السكر وارتفاع الزيت.. سعر السلع الأساسية بالأسواق اليوم السبت 18 مايو 2024    بطاقة إنتاجية 6 ملايين وحدة.. رئيس الوزراء يتفقد مجمع مصانع «سامسونج» ببني سويف (تفاصيل)    وزير النقل يتفقد «محطة مصر»: لا وجود لمتقاعس.. وإثابة المجتهدين    «أكسيوس»: محادثات أمريكية إيرانية «غير مباشرة» لتجنب التصعيد في المنطقة    مطالب حقوقية بمساءلة إسرائيل على جرائمها ضد الرياضيين الفلسطينيين    ب5.5 مليار دولار.. وثيقة تكشف تكلفة إعادة الحكم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة (تفاصيل)    استياء في الأهلي قبل مواجهة الترجي لهذا السبب (خاص)    إحالة الطالب المتورط في تصوير ورقة امتحان اللغة العربية والملاحظين بالشرقية للتحقيق    غرة ذي الحجة تحدد موعد عيد الأضحى 2024    القبض على 9 متهمين في حملات مكافحة جرائم السرقات بالقاهرة    ضباط وطلاب أكاديمية الشرطة يزورون مستشفى «أهل مصر»    بحضور قنصلي تركيا وإيطاليا.. افتتاح معرض «الإسكندرية بين بونابرت وكليبر» بالمتحف القومي (صور)    صورة عادل إمام على الجنيه احتفالًا بعيد ميلاده ال84: «كل سنة وزعيم الفن واحد بس»    جوري بكر تتصدر «جوجل» بعد طلاقها: «استحملت اللي مفيش جبل يستحمله».. ما السبب؟    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    معهد القلب: تقديم الخدمة الطبية ل 232 ألف و341 مواطنا خلال عام 2024    صحة مطروح: قافلة طبية مجانية بمنطقة النجيلة البحرية    قمة كلام كالعادة!    وزارة الدفاع الروسية: الجيش الروسي يواصل تقدمه ويسيطر على قرية ستاريتسا في خاركيف شمال شرقي أوكرانيا    صحة غزة: استشهاد 35386 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر الماضي    ما أحدث القدرات العسكرية التي كشف عنها حزب الله خلال تبادل القصف مع إسرائيل؟    وزير التعليم لأولياء أمور ذوي الهمم: أخرجوهم للمجتمع وافتخروا بهم    اليوم.. 3 مصريين ينافسون على لقب بطولة «CIB» العالم للإسكواش بمتحف الحضارة    وزيرة التعاون: العمل المناخي أصبح عاملًا مشتركًا بين كافة المؤسسات الدولية*    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    بعد حادث الواحات.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي    موعد مباراة بوروسيا دورتموند أمام دارمشتات في الدوري الألماني والقنوات الناقلة    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    أبرزهم رامي جمال وعمرو عبدالعزيز..نجوم الفن يدعمون الفنان جلال الزكي بعد أزمته الأخيرة    استكمال رصف محور كليوباترا الرابط بين برج العرب الجديدة والساحل الشمالي    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    تشكيل الشباب أمام التعاون في دوري روشن السعودي    طريقة عمل الكيكة السحرية، ألذ وأوفر تحلية    وُصف بالأسطورة.. كيف تفاعل لاعبو أرسنال مع إعلان رحيل النني؟    محمد صلاح: "تواصلي مع كلوب سيبقى مدى الحياة.. وسأطلب رأيه في هذه الحالة"    متاحف مصر تستعد لاستقبال الزائرين في اليوم العالمي لها.. إقبال كثيف من الجمهور    فيلم شقو يحقق إيرادات 614 ألف جنيه في دور العرض أمس    «السياحة» توضح تفاصيل اكتشاف نهر الأهرامات بالجيزة (فيديو).. عمقه 25 مترا    وزير الري يلتقي سفير دولة بيرو لبحث تعزيز التعاون بين البلدين في مجال المياه    25 صورة ترصد.. النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركز إصلاح وتأهيل 15 مايو    مسئولو التطوير المؤسسي ب"المجتمعات العمرانية" يزورون مدينة العلمين الجديدة (صور)    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    "الصحة" تعلق على متحور كورونا الجديد "FLiRT"- هل يستعدعي القلق؟    خبيرة فلك تبشر الأبراج الترابية والهوائية لهذا السبب    بدء تلقي طلبات راغبي الالتحاق بمعهد معاوني الأمن.. اعرف الشروط    "الصحة": معهد القلب قدم الخدمة الطبية ل 232 ألفا و341 مواطنا خلال 4 أشهر    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    تراجع أسعار الدواجن اليوم السبت في الأسواق (موقع رسمي)    «طائرة درون تراقبنا».. بيبو يشكو سوء التنظيم في ملعب رادس قبل مواجهة الترجي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 18-5-2024    حادث عصام صاصا.. اعرف جواز دفع الدية في حالات القتل الخطأ من الناحية الشرعية    عاجل.. حدث ليلا.. اقتراب استقالة حكومة الحرب الإسرائيلية وظاهرة تشل أمريكا وتوترات بين الدول    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاطمة ناعوت معتذرة عن تصريحات «المذبحة»: انزعجت لإعدام بديع
نشر في المصري اليوم يوم 06 - 10 - 2014

أصدرت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت بيانا تعتذر فيه عما كتبته على حسابها على فيس بوك تحت عنوان «كل مذبحة وأنتم بخير»، الذي اعتبرت فيه أن ذبح الخراف في عيد الأضحى «أهول مذبحة يرتكبها الإنسان» وجاء نص البيان كالتالي:
«يبدو أنني، من دون قصد، قد تسببتْ كلماتٌ ثلاثٌ ذكرتُها (في سياق أدبي) في جرح مشاعر بعض الناس (وأعتذر لهم) حين أخذوها على غير ما أقصد وعلى غير ما تحمل تلك الكلمات من معنى، فقط لو أنصفَ قارئوها وعدلوا وصفّوا عقولَهم ونقّوا قلوبهم وأجادوا فنَّ قراءة المقال الأدبي، لا المقال الصحفي، لهذا أقدّم هنا شرحًا دقيقًا لتلك الكلمات الثلاث: (مذبحة- رجل صالح- كابوس)، لأوضح لماذا كتبتُها وكيف أساء المتصيدون فهمها، وصدقهم البعضُ إما: عن سوء نية وعداء مسبق لشخصي (فهذا موسم لكل من يريد الظهور)، وإما: بسبب عدم وضوح كلماتي ربما، لأنني أكتب بصيغة أدبية مجازية، شأني شأن الشاعر حين يكتب مقالا.
للأخيرين (فقط) أقدّم هذا البيان لأوضح ما خفى من قولي، وإن كنتُ أعلم أن الكلامَ على الكلام صعبٌ، مثلما صبّ الماء على الماء غير مُجدٍ، لكن ما حيلتُنا مع أناس يتصيدون ويفبركون ليداووا أمراضَ أرواحهم.
سأوجز توضيحي في نقاط محددة.
1. ضعيفُ الإيمان فقط، هو المشغول بتتبع إيمان الآخرين والتشكيك فيه، لكي يملأ صدوعَ روحه وشروخها، بأحجار بنيان الآخرين المتين. أما قويّ الإيمان فهو دائمُ القلق على إيمانه؛ مشغولٌ طوال الوقت بتكريس علاقته بالله، فلا يجد فُسحةً من عقله ولا وقته لتتبع إيمان الآخرين. ولأنه ذو «نفس لوّامة»، فهو يعلم أنه غيرُ أهلٍ لحساب الناس، فلا يزاحمُ الَله في محاسبة عباده معه، وقبل يوم الحساب.
2.أعتزُّ بأنني قرأتُ القرآنَ الكريم عشرات المرات قراءة متعمّقة، وأحفظُ أجزاءً ثلاثة منه منذ طفولتي، مثلما أعتزُّ بأنني قرأتُ التوراة والأناجيل الأربعة في وقت مبكّر من حياتي، ولم أكتف بدراسة الرسائل السماوية وحسب، بل قرأت كل الفلسفات الوضعية كالبوذية والزرادشتية والطاوية وغيرها من اجتهادات بشرية تصبو لمعرفة هذا الخالق العظيم الذي نعبده جميعًا ونتطلع إلى عليائه، وإن عبر مساراتٍ ودروبٍ مختلفة، إنما جميعها في الأخير يُفضي إلى إله واحد لهذا الكون، لا شريك له سبحانه، مثلما تُفضي أنفاقٌ كثيرة إلى نور واحد في نهاية تلك الأنفاق. وبهذا فأنا أتفوق درجةً على سواي ممن ورثوا العقيدة وراثةً دون اختيارها بعد قراءة ما عداها من عقائد.
3.لديّ رفٌّ في مكتبة بيتي يحمل القرآن الكريم إلى جوار تمثال تخيّلي للسيدة العذراء عليها وعلى ابنها السلام، جوار تماثيل للزاهدين: بوذا وزرادشت ودلاي لاما وغيرهم، أسميه: رفَّ: «الباحثون عن الحقيقة». فأنا أحترمُ مَن يجتهد للوصول إلى الله، حتى وإن عبر طريق مغاير لطريقي. فأنا أنزع نحو المنزع الصوفيّ الذي يجعل من المحبة لله ولخلق الله جميعًا (بشرًا وحيوانًا وطيرًا ونباتًا) نهجًا ودربًا في الحياة. لهذا تصالحتُ مع كل البشر مهما كانت عقائدهم، مثلما تصالحتُ مع كافة المخلوقات مهما كانت وحشية أو مؤذية. فأُربي في بيتي الأليفَ منها، ولا أشارك في قتل المؤذي منها، بل أترك هذه المهمة لسواي.
4.رغم أنني مسلمةٌ وأحفظُ من القرآن، إلا أنني أنتقي من «الفلسفات»، (ولا أقول «العقائد»)، الأخرى ما يناسب تركيبتي النفسية. لهذا حاكيتُ البوذيين والزرادشتيين في الامتناع نهائيًّا عن إزهاق أي روح، لأنني لم أخلقها لأُميتها، ولم أمنحها الروحَ لأسلبها منها. لهذا لا أستوعب فكرة هدر الدم والقتل، حتى قتل الحيوان والطير المُباح شرعًا في شريعتنا الإسلامية، وفي جميع الشرائع السماوية الأخرى. امتناعي عن ممارسة الذبح «الحلال»، لا يعني أنني أستنكرها على غيري، أو أُنكر شريعتها الربوبية. إنما هو عدم مقدرة مني على اتباعها. تمامًا مثل تعدد الزواج المباح شرعًا في الإسلام، قد تجد رجلا يرفض أن يتزوج على امرأته رغم الرخصة الإسلامية بذلك. هذا الرجل ليس كافرًا لأنه لا يستخدم رخصته، إنما لا يستسيغ فعلها، وإسلامه صحيح.
5.رفضي القتل على إطلاقه، جعلني أرفض عقوبة الإعدام حتى للسفاحين القتلة. لأننا يجب أن نكون أرقى من قاتلينا وإلا شابهناهم. وإنما ناديت كثيرا بمعاقبة القاتل بالسجن مدى الحياة. أولا لأن سلب الحرية أوجع من القتل، وثانيا لأن اللص والقاتل والنصاب وغيره من المجرمين، قد أساؤوا استخدام حريتهم، وبالتالي علينا أن نستلب منهم ما أساؤوا استخدامه: الحرية، وحتى المرشد العام لجماعة الإخوان «محمد بديع»، وهو خائن حاول تدمير مصر في تقديري، انزعجتُ من حكم الإعدام الصادر في حقه وأعلنتُ هذا، فهاجمني المصريون كافة وقتها.
6.نأتي للأفاضل الذين شككوا في إيماني فكفّروني وألحدوني ونصّروني وشيّعوني وبهأأوني (من بهائية)، ورموني بصفات منحطة ونعوت أخلاقية لا تليق إلا بهم وبانحدارهم. أشكر الله أن جلّ من سنّوا سكاكينهم المسمومة فوق اسمي من أنصاف الأُميين الذين يخطئون في الإملاء، فضلا عن النحو والصرف. وهذا لا يعني إلا أنهم لم «يقربوا» القرآن الكريم، ولا أقول: لم يقرأوه، بل لم يقربوه أصلا. لأن من قرأ القليل من القرآن ومَن حفظ ولو سورة متوسطة الطول منه، لا يلحن في اللغة ولا يخطئ في الإملاء والنحو والصرف على هذا النحو المزري، فضلا عن ركاكة الصوغ الهزلية التي يتمتعون بها، فضلا عن المعاجم البذيئة التي لا يعرفون سواها. ماذا تقول عن رجل يدافع عن (القرآن) وهو يكتبه هكذا: “قران- قرأن«! ماذا تقول عمّن نصّب نفسه محاميًا عن الله، حاشاه، وهو يكتب لفظ الجلالة هكذا: “اللة»! ثم يقول لي: “لا تستحقين اسم (فاطمه)” وقد كتبها بالهاء لا بالتاء المربوطة! :)
7.أحد من رموني بالكفر على تويتر يضع اسم: (الإبادة للإخوان). ولما سألتُه: «هل يسمح له إسلامه بالمطالبة بإبادة ملايين البشر، مهما اختلفنا معهم سياسيا وفكريًّا؟! قال: «أعداء الوطن ولا زم يتبادوا». تلك هي العقلية التي تهاجمني وترميني بالكفر!! لم يطالب، مثلنا، بإقصائهم سياسيًّا، أو بمحاكمة المخطئين منهم، بل بإبادتهم!عقلية تُبيد من يختلف معها في الرأي! أولئك الدواعش الذين يختبئون داخل كل عربي.
8.رماني الجهلاء بأنني أهاجم، بل وأهين، أبا الأنبياء خليل الله سيدنا إبراهيم عليه السلام! كيف أهين نبيًّا؟! وهو أبوالرسالات السماوية الثلاث؟ إنما كان البوست منصبًّا على رفض فكرة «الذبح» وليس على تكريس نبوته المكرّسة أصلا من قِبل السماء ومن آلاف السنين. وماذا في كلامي يُهين رسولا كريما؟ إنما ألمحتُ أنه هو نفسه لو كان يعلم ما سيُرتكب في حق مليارات الخراف بسبب حلمه الموجع بذبح ابنه، لربما كان رفض تلك المذابح السنوية. هذا رأيي الذي قد يُصيب وقد يخطئ.
9.رماني الكذابون بأنني أُنكر شريعة نحر الأضحية في عيد الأضحى! وما حدث هو أنني قلت: «لا تنتظروني معكم على مقاصلكم». فهل حين لا أقدر على الذبح ولا أطيق مرأى الدم، أخرج من الملّة وأُكفَّر؟! إنما هو فقر إيمانهم يجعلهم ينتقصون من إيمان سواهم. وقلتُ إن النص القرآني لم يحدد فصيل«الخروف»، بل قال«ذبح عظيم» وهو قول مجازي رمزي ليس بالضرورة يعني خروفًا أو نعجةً أو جديًا.
10.رموني بأنني لا أحترم فرضًا إسلاميًّا! وبدايةً هو سُنة لا فرض! ولكن، كيف أحترم شرائع وطقوس العقائد الأخرى، حتى مما أراه بعيدًا عن العقل والمنطق، ثم لا أحترم شرائع عقيدتي وطقوسها؟! إنما أرى، وقد أصيبُ أو أخطئ، أن محاكاتنا فداء سيدنا إسماعيل عليه السلام بذبح عظيم، من الأجدى أن يكون رمزيًّا وفي أماكن مخصصة لهذا لكي نتجنب بحار الدم والجماجم التي تُغرق شوارع مصر على نحو مخيف مما يترك أثرًا سلبيًّا في نفوس الأطفال. مثلما أستنكر أن يتم هذا الذبح على مرأى من الأطفال حتى لا تترسب في أذهانهم قيمة «رِخص الدم». فما قولك في أب يجعل طفله ابن السابعة يمسك سكينًا وينحرُ ذبيحةً بيديه الصغيرتين البريئتين من الإثم؟! هل تتفق التربية النفسية السوية وهذا الفعل؟!
11.والآن نأتي للمفردات الثلاث التي أثارت حفيظة البعض:
«مذبحة»! هذا توصيف «لغوي». أليس الفعل هو: «ذبحَ يذبحُ ذبيحةَ»؟! وإذن الناتجُ هو «مذبحة»؟! أم أسميها: عصفور؟ زهرة؟ شجرة؟ هي «مذبحةٌ» للخراف بحكم التقييم اللغوي، وليس بحكم التقييم الشرعيّ. محض توصيف لغوي.
«رجل صالح»، وكيف نقولها عن نبيّ رسول! أُحيلكم إلى كتاب الطبري كما ورد في كل الأسفار القديمة، من التلمود إلى القرآن، جميعها نعتت الأنبياء بأن واحدهم: «رجل صالح»، «رجل حكيم». وكما أسلفتُ، النبي إبراهيم عليه السلام لم يكن هو بطل التصريح الذي أثار الجدل، إنما الخراف المذبوحة كانت محور كلامي، فكان التركيز عليها. وإن كان أولئك يستنكرون تسميته هذا الرسول الكريم ب«الرجل الصالح»، فمَن هنا يُهين مَن؟ هم من ينزعون عنه صلاحَه، ثم يطمئنون إلى إيمانهم برسالته! أما أنا فأرى كأديبة أن نبوة النبيّ لا تنفي عنه صلاحَه. فكوني مهندسة معمارية أو أديبة، لا ينفي أنني إنسان أو امرأة. الصفاتُ والألقاب لا ينفي بعضُها بعضًا.
«كابوس» كل ما يراه الإنسانُ البشريُّ في نومه من أهوال يندرج طبيًّا تحت مسمّى «كابوس»، وسيدنا إبراهيم عليه السلام بشرٌ في نهاية الأمر، وحين يرى أنه يذبح ابنه، فهو كابوس صعب على كل أب محبٍّ لابنه، وهذا لا ينفي كونها «رؤية» ربوبية.
12.ثم نأتي لمفرداتهم هم (حرّاس الإسلام) المدافعين عن العقيدة. مفردات تصل هاتفي كل دقيقة وتُكتب على صفحاتي بتويتر وفيس بوك من قبيل: «عاهرة- فاجرة- ساقطة- عاقر (رغم أنني أمٌّ لشابين جميلين)، وكلمات حوشية أشنع وأبشع، مما تمنعني تربيتي وأخلاقي وعقيدتي من أن أذكرها هنا، ولا تعليق لديّ بشأنها سوى أنها صحائفهم يكتبون فيها ما يشاءون. فكل إنسان يُغذّي معجمَه من البيئة المحيطة به، ولنا أن نستنتج طبيعة البيئةَ التي أفرزت هذه المفردات. يقول الرسول عن هذا إنه «الفُجر في الخصومة» وقد نهانا عنه، فهم بهذا يعصون أمرًا مباشرًا لنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، الذي يدّعون أنهم سدنته وحُرّاسه!!
13. المهاجمون الذين رفعوا سيوفهم فوق عنقي أربعة أقسام، وخامس أخير:
خاملون نكرات يتمنون الشهرة على حسابي، فوجدوا في تلك الأزمة المفتعلة فرصةً سانحة لكي تبرز أسماؤهم المنسية. ودليلي على هذا أن رأيي هذا قاله مئاتٌ على صفحات فيس بوك الأسبوع الماضي ومازال يُقال، لكن أحدًا من أولئك الخاملين لم ينتقده بحرف واحد! فإذن القضية ليست «الدفاع عن الإسلام» كما يزعمون، بل هي اختيارهم اسمًا «مشهورًا» ليقفزوا على أكتافه فيراهم الناس.
لجان إلكترونية إخوانية وتيارات إسلام سياسي ممن لم ينسوا لي أنني كنت إحدى الدعائم الأساسية في إسقاط الإخوان وطفلهم المدلل «عمّ مرسي»، لهذا يكيدون لي ويشوّهون اسمي ويكفرّونني ويُحرضّون على قتلي لأن سجالي مع فصيل الإخوان لم يبدأ في الحقيقة مع صعودهم للنظام في مصر، بل منذ 2005 حينما احتلوا 88 مقعدًا بالبرلمان، وهو ما رأيته رقما مبالغًا فيه بالنسبة لعددهم على الأقل، فبدأتُ من يومها سجالي الفكري والسياسي معهم.
مسلمون يشكون في إيمانهم لكثرة ذنوبهم ربما، فيودون أن يقنعوا أنفسهم، ومَن حولهم بأن قتلهم لي يُكرّس إسلامهم وتدينهم غير الموجود أصلا. ودليل هذا أن كثيرًا ممن هاجمني بضراوة وكفّرني وجدت صفحته بفيس بوك وتويتر حاشدة بصور نساء عاريات وبمواضيع جنسية مخيفة.
منقادون من أتباع ثقافة «قالوا له». لم يقرأوا التصريح الذي كتبته أصلا، لكنهم وجدوا أن الكل قد أشهر سيفه وذهب باحثًا عن عنقي، فحملوا سيوفهم وذهبوا مع الذاهبين من باب المحاكاة، واتباعا لثقافة: «اتبعْ القطيع».
أما المسلم الحقيقي الذي جرحته كلماتي فعلا لأن بعض اللبس «الأدبي» شابها، فأنا واثقة من أنه الآن قد فهم مغزاي ومرماي فزال اللبسُ لديه نحوي، وهو وحده من أقدم له اعتذاري وتوضيحي هذا.
14.نشر أولئك الدواعش الصغار، سامحهم الله، رقم هاتفي المحمول ورقم هاتف بيتي، وعنوان مسكني ورقم حسابي البنكي على شبكات الانترنت، مع تحريض خفي بالقتل. ومن يومها وتليفوني لا يكف عن بث رسائل بذيئة جنسية وشاذة، فهل هذا هو الإسلام الذي يزعمون أنهم حُماته وحُرّاسه؟!
15.هذا البيان ليس موجهًا لأولئك الدواعش الصغار الذين يملأون فضاء فيس بوك وتويتر بثغائهم وعويلهم وبذاءاتهم وروثهم، فليس سوى الله قادرٌ على إفهام الصخر الأصمّ بديهياتٍ واضحة، إنما موجّهٌ لقرائي االأعزّة لذين ارتبكوا إثر ما حدث وملأتهم الحيرةُ بشأني. ولا أنسى أن أقدم خالص احترامي وتقديري وفخري بقرائي الذين لا حصر لهم ممن لم يشكّوا لحظة في وعيي وثقافتي وإيماني، لأنهم ببساطة يتقنون فنَّ القراءة الأدبية، ويعرفون معني كلماتي على نحوها الصحيح، تلك التي لم يفهمها الدواعش التعساء.
16.أود أن أطمئن قرّائي وأحبتي إلى أنني مطمئنةٌ لإيماني بالله وأعرف أنه أدرى بي من نفسي، فلا أخشى شيئًا لأنه عالمٌ بصدقي مع الناس وحبي له ولخلقه وإيماني بأنبيائه ورسله وكتبه.
واختتمت ناعوت بيانها بتوجيه التحية للجميع، مشيرة إلى النص الذي أثار هذا الجدل:
«بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونيّف، ويكررها كل عام وهو يبتسم. مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح. وبرغم أن الكابوس قد مرّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله، لكن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي، برغم أن اسمها وفصيلها في شجرة الكائنات لم يُحدد على نحو التخصيص في النص. فعبارة «ذبح عظيم» لا تعني بالضرورة خروفًا ولا نعجة ولا جديًا ولا عنزة، لكنها شهوة النحر والسلخ والشي ورائحة الضأن بشحمه ودهنه جعلت الإنسان يُلبس الشهيةَ ثوب القداسة وقدسية النص الذي لم يُقل. اهنأوا بذبائحكم أيها الجسورون الذين لا يزعجكم مرأى الدم، ولا تنتظروني على مقاصلكم. انعموا بشوائكم وثريدكم وسأكتفي أنا بصحن من سلاطة قيصر بقطع الخبز المقدد بزيت زيتون وأدس حفنة من المال لمن يود أن يُطعم أطفاله لحم الضأن الشهي. وكل مذبحة وأنتم طيبون وسكاكينكم مصقولة وحادّة.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.