آلو..!!

العفو
■ ذكر لفظ (العفو) فى القرآن الكريم بمشتقاته المختلفة (عفوٌ - عفونا - اعفُ - العافين... إلخ) بعدد 35 مرة - ويقفز إلى ذهننا أن العفو هو التسامح، ولقد بحثت عن لفظ «التسامح» ومشتقاته فلم أجد له لفظاً صريحاً فى القرآن الكريم! فالعفو أعلى درجة، لأنه يقترن بالمقدرة، والتسامح قد يقترن بالضعف، فقد يتسامح الإنسان ولكنه لا يعفو.. أما «الصفح» فهو التجاوز عن الخطأ مع محو أثره من النفس.
■ العفو هو التجاوز عن الذنب، وترك عقوبة المذنب، وورد هذا المعنى فى 31 آية من آيات القرآن، ويقول الله فى سورة التغابن (وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم)، وقيل فى تفسيرها: «العفو» كما ذكرنا هو ترك المعاقبة على الذنب بعد الاستعداد لها ولو مع توبيخ، و«الصفح»: الإعراض عن المذنب وترك عقابه وترك لومه، و«الغَفْر» ستر الذنب وعدم إشاعته.
■ للعفو معان متعددة فى القرآن، ففى قوله تعالى فى سورة البقرة (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو) بمعنى الفضل (الزائد) من المال.. وفى قوله فى سورة البقرة (إلا أن يعفون أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح) بمعنى الترك أو تنازل المرأة عما يجب لها، وفى قوله فى سورة الأعراف (خذ العفو وأمر بالمعروف واعرض عن الجاهلين) هو أمر لرسوله بأن يتحمل أخلاق الآخرين، ويتقبل ما سهل وتيسر ولا يستعصى عليهم.
■ فى دراسات علماء النفس حديثاً وجدوا أن الأشخاص الأكثر سعادة هم الأكثر عفواً وصفحاً، وأن جهاز المناعة عندهم أكثر قوة، وبالتالى أكثر قدرة على مقاومة الأمراض.
■ (العفو) من أسماء الله الحسنى، وهو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، فهو سبحانه يحب العفو، ويصفح عن الذنوب، ويستر العيوب، ويعفو عن المسىء كرماً وإحساناً، ويفتح واسع رحمته فضلاً وإنعاماً. ختاماً: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.. آمين.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة