«فورين بوليسي»: «الغضب» يجمع عناصر «داعش» والانفصاليين في أوكرانيا

ذكرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن هناك الكثير من الفروق بين الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا، ومقاتلي تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، خاصة أنهم يأتون من ثقافات مختلفة جداً، كما أن الظروف والدوافع تبدو مختلفة إلى حد كبير، إلا أن الأمر المشترك الذي يجمعهم هو «الشعور بالغضب»، ورغبة المجتمعات الليبرالية في تجاهلهم والتعتيم على ما يقومون به.
وقالت المجلة إن رئيس جهاز المخابرات الداخلية في ألمانيا، هانز جورج ماسيين، لاحظ أن «داعش» الآن أكثر شعبية بين الشباب من تنظيم «القاعدة»، مشيراً إلى أن مقاطع الفيديو الخاصة بقتل الصحفيين الأمريكيين لم تؤثر على هذه الشعبية، بل إن هذه المقاطع هي سبب شهرتهم.
واعتبر ماسيين أن «أكثر ما يجذب الناس هو الوحشية الشديدة والتطرف والصرامة»، لافتاً إلى أن مقاطع الإعدام حظيت بنسبة مشاهدة عالية جداً على موقع «يوتيوب»، رغم جهود وسائل الإعلام في عدم تداولها.
وأضافت «فورين بوليسي» أن «قيم التطرف» متواجدة في كل المجتمعات، ولا يمكن إنكارها، وتابعت أن شعور المتطرفين بالظلم الشديد يجعلهم يعتقدون أنهم لديهم رخصة للإطاحة بالقواعد التي فرضها الفائزون.
واستشهدت المجلة بمذابح الإبادة الجماعية في رواندا منذ 20 عاماً التي أودت بحياة نحو 800 ألف شخص، مشيرة إلي أن أولئك الذين استجابوا إلي الدعوة إلي العنف هم من يشعرون بأنهم الضعفاء والمحرومون والخاسرون.
وأكدت المجلة أن المشاركة السياسية تكفل الحل السلمي للنزاعات، فيما تسمح حرية التعبير بتنفيس المعارضين عن غضبهم ومعرفة طرق الوصول إلى حل، معتبرة أن الغضب والظلم موجود في كل مكان، إلا أن الديمقراطيات غالباً تطمح إلي تقديم حلول عملية، بعيداً عن اللجوء للقتل.
وأوضحت «فورين بوليسي» أن ما يحدث سواء في أوكرانيا أو سوريا والعراق هو نتاج فقدان هذه الضمانات، مشيرة إلى أن الجهاديين لا يسعون إلى إخفاء وحشيتهم، بل عل العكس يستخدمون الوحشية في تجنيد المزيد من المقاتلين.
ورأت المجلة أن العديد من المجاهدين الأجانب الذين تم استدراجهم للقتال في الصومال وأفغانستان لم يغريهم الإسلام بقدر ما جذبتهم فكرة الجهاد.
وذكرت «فورين بوليسي» أن تجاوزات الجهاديين معروفة بما فيه الكفاية، لكن الجديد أن موسكو تسعي إلي حفر بؤرة مماثلة من العنف في شرق أوكرانيا.
وذكرت المجلة أن سياسة «الغضب الجماعي» مدمرة للذات في نهاية المطاف، مشيرة إلى أن «داعش» لن يبقي على قيد الحياة لفترة طويلة، كما أن سياسات موسكو في دعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا تهدد اقتصادها.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة